ضربت إصابة نجم ريال مدريد الشاب ماركو أسينسيو خطط الفرنسي زين الدين زيدان، مدرب الملكي في مقتل، حيث تعرَّض النجم الإسباني الأعسر لتمزق في الرباط الصليبي للركبة اليسرى، الأمر الذي يعني تأكد غيابه عن ملاعب كرة القدم لفترة من شأنها أن تمتد لستة أشهر قادمة، على أقل تقدير، الأمر الذي سيمثل مشكلة كبيرة للفريق وزيزو، الذي أكد في وقت سابق على نيته في الاعتماد على نجم ريال مايوركا السابق أساسياً بالموسم الجديد.
لكن الرياح قد أتت بما لا تشتهي سفن زيدان، واللاعب نفسه الذي كان يستعد لتقديم موسم مغاير لما بصم عليه، العام الفائت، إذ أخفق في فرض نفسه على تشكيلة الفريق الملكي، باختلاف القيادة الفنية، بعدما لم يتمكن من تقديم المستويات المأمولة منه.
ليجد ريال مدريد نفسه مُضطراً لتقبل حقيقة جديدة، مفادها أنه لا مجال للتعويل أو للاعتماد على أسينسيو في الموسم القادم، ومن ثم حاجة ماسة للتعامل مع المشكلة، من أجل إيجاد الحل الأمثل لها، وهو ما نستعرضه في الحلول الآتية:
علاج سريع في الميركاتو
زيدان أعلن صراحة عن رغبته في الاعتماد بصورة كبيرة على أسينسيو، ما يعني أن التيقن من غياب الأخير لا بد له أن يؤدي إلى تحرك سريع من إدارة اللوس بلانكوس، للتوقيع مع بديل للدولي الإسباني، لاسيما أن الأخير يملك من المقومات ما يخول له مساعدة الفريق كجناح على الرواق، أو كصانع للألعاب في وسط الميدان الهجومي.
التنوع الكبير الذي يمنحه تواجد أسينسيو لريال مدريد قد يدفع الإدارة، بقيادة الرئيس فلورنتينو بيريز، إلى المزيد من الجدية في التحرك للتعاقد مع اسم جديد، وخاصة على مستوى صناعة اللعب لمهاجمي الفريق، في ظلِّ وفرةِ اللاعبين من ذوي القدرة على التواجد بمركز الجناح.
وفي ذلك يبدو ريال مدريد مُهتماً فعلياً بالتعاقد مع اسم جديد بهذا المركز، على شاكلة الفرنسي بول بوغبا، أو الدنماركي كريستيان إيريكسن والهولندي دوني فان دي بيك.
معالجة الأمر تكتيكياً
ريال مدريد قد لا يعمد للتفكير في حاجته للتعاقد مع اسم بديل لأسينسيو، خاصة مع وفرة العناصر القادرة على التواجد بمركز الجناح، على غرار الثنائي البرازيلي فينيسيوس جونيور ورودريغو، والثنائي الإسباني لوكاس فاسكيز وفرانشيسكو إيسكو، إضافة إلى الويلزي غاريث بيل.
وبفرض قيام زيدان بتغيير طريقة لعب الفريق، كما أشار المدرب في نهايات الموسم الفائت، وكما قام بتجربته فعلياً في مقابلة أرسنال الأخيرة باستخدام 4-4-2، فإن الفريق لا يبدو مُضطراً بالفعل لاستقدام اسم جديد، في ظل إمكانية اللعب بمهاجمين اثنين (كريم بنزيمة ولوكا يوفيتش)، ما سيُقلص بالتبعية من عدد العناصر الحاضرة بالوسط الهجومي، حال واصل زيزو في الاعتماد على ثلاثة لاعبين في خط المُنتصف.
فرصة أخيرة ومصائب قوم
مصائب قوم عند قوم فوائد، هذا ربما العنوان الأهم لإصابة أسينسيو عند النجوم، بيل ورودريغو وإيسكو، فالجناح الويلزي يعد قريباً للغاية من الرحيل عن ريال مدريد، في ظل خروجه شبه التام من حسابات زيدان، غير أن إصابة أسينسيو قد تدفع المدرب للتفكير مُجدداً في إمكانية العمل مرة أخرى مع الدولي الويلزي.
أما رودريغو فهو لاعب جيد، ويملك هامشاً كبيراً في التطور، خاصة مع مقوماته الفنية الكبيرة، لكن حصوله على فرصة المشاركة مع الفريق كانت مُهددة بالتأجيل، مثلما حصل بالموسم الماضي مع مواطنه فينيسيوس جونيور، لكن إصابة أسينسيو قد تُقرب البرازيلي صاحب الـ18 عاماً من اللعب والتواجد في تشكيلة الميرينغي مُبكراً أكثر.
أخيراً إيسكو قد يواصل تواجده مع ريال مدريد، بعيداً عن فرضيات مغادرته لقلعة سانتياغو بيرنابيو، لاسيما أن الأندلسي صاحب الـ27 عاماً يظل أحد العناصر القليلة بقائمة الفريق من ذات القدرة الحقيقية على صناعة اللعب وقيادة وسط الفريق هجومياً.
إصابة أسينسيو قد تعني ضرورة الإبقاء على إيسكو، وخاصة حال أخفق النادي في مساعي استقطابه لمتوسط ميدان جديد.