بينما يستعد المنتخب الجزائري لمباراة نهائي كأس الأمم الإفريقية (كان 2019) بطموحات عريضة لدى جماهيره إلى إمكانية التتويج باللقب الغائب منذ 29 عاماً، لا يبدو أن هناك عوائق تحول بين محاربي الصحراء وتحقيق طموحات جماهيرهم سوى نبوءة صغيرة للمدرب الوطني جمال بلماضي.
لكن في المقابل، يقبل ملايين الجزائريين على استخدام تعويذة الساحر الأبيض الفرنسي كلود لوروا مدرب منتخب توغو، الذي لم يتأهل إلى النهائيات، حيث رشح لوروا الخبير بالكرة الإفريقية منتخب الجزائر للفوز بكأس إفريقيا، في تصريح أدلى به للتلفزيون الجزائري قبل مباراة نصف النهائي التي جمعت محاربي الصحراء مع نسور نيجيريا.
قبل أسابيع وتحديداً في شهر أبريل/نيسان الماضي، تحدَّث بلماضي الذي كان موجوداً في العاصمة المصرية القاهرة لحضور قرعة نهائيات البطولة الحالية، لوسائل الإعلام العربية، وعندما سُئل تحديداً عن المنتخب الذي يتوقع له أن يفوز باللقب الإفريقي، قال بكل وضوح إنه منتخب السنغال.
وبرر بلماضي توقعاته التي قالها عقب إجراء القرعة وإعلان وقوع السنغال مع الجزائر في المجموعة نفسها، فقال إن "منتخب أسود التيرانغا مرشح قوي للفوز باللقب؛ نظراً إلى ما يملكه من لاعبين مميزين وأسماء لامعة على الساحة العالمية"، وذلك بحسب ما نقلت عنه عشرات المواقع والصحف العربية، ومنها موقع Eurosport العربي.
وأضاف بلماضي في تصريحاته التي أدلى بها في وقتها لتلفزيون "النهار" الجزائري ونقلتها بوابة إفريقيا الإخبارية، أن "القرعة ستكون جيدة لنا عندما نتأهل ونصل إلى دور الـ16، هنالك منتخب شارك في آخر مونديال وهو السنغال المرشح للتتويج باللقب، حيث يوجد في ديناميكية جيدة منذ سنتين، فضلاً عن كونه يضم لاعبين يملكون مهارات فردية رائعة ويلعبون في أكبر الأندية الأوروبية".
على الجهة المقابلة يتعاطى مشجعو الخضر بعض الأمل من تصريحات لوروا التي تغزَّل فيها بمنتخب الجزائر ومدربه، ورشحه للفوز باللقب، وقال المدرب الفرنسي المخضرم إن منتخب الجزائر منظَّم للغاية ويلعب جيداً بطريقة الكتلة، التي تذكِّرني بما يحصل مع الفرق التي يدربها المدرب الإسباني بيب غوارديولا، مضيفاً أن "محاربي الصحراء يلعبون بطريقة رائعة مع بلماضي".
وواصل: "كنا معهم في المجموعة نفسها خلال التصفيات، وكنت أعلم أنهم يشكلون منتخباً قوياً".
بعد أن اقتربت البطولة من النهاية فإنه يمكن بقليل من التحليل الفني، اكتشاف أن المدرب الوطني الجزائري قصد من تصريحاته تخفيف الضغط النفسي عن لاعبيه، وهو ما نجح فيه بامتياز حتى الآن.
بالعودة إلى نبوءة بلماضي وتقييمها فنياً، نرى أنها أقل من أن تكون ترشيحاً مبنياً على معايير فنية موضوعية، بالنظر إلى ما قدمه المنتخبان في البطولة حتى الآن، عكس نبوءة الفرنسي لوروا.
منتخب الجزائر قدَّم حتى أفضل مباريات في البطولة سواء تكتيكياً أو مهارياً وفنياٍ، ووضح أن الفريق تخلص من عقدة النجم الأوحد التي تسببت في سقوطه المبكر ببطولة 2017 في الغابون حين اعتمد المنتخب على رياض محرز الفائز بكل الألقاب الفردية في إنجلترا وقارة إفريقيا في عام 2016، لكن المدرب راهن على محرز وأهمل بقية الفريق، ليكون السقوط هو النتيجة الحتمية.
العكس تماماً حدث في البطولة الحالية التي تألق فيها رياض محرز بشكل استثنائي، ذكَّرنا بمحرز ليستر سيتي الفائز بالدوري الإنجليزي عام 2016، لكن الجديد هذه المرة أن تألق رياض كان ضمن المجموعة الكاملة كلاعب واحد في منظومة أكبر منه، وقائد لزملائه في الوقت نفسه.
على الجانب المقابل لم يقدم المنتخب السنغالي مستوى مُقنعاً في البطولة، حتى إنَّ تأهله إلى النهائي كان بهدف عكسي من المدافع التونسي ديلان برون في مرماه، ولم يُثبت ساديو ماني ورفاقه أنهم المنتخب الذي يمكن أن يخيف المنافسين، خصوصاً إذا كانوا من العيار الثقيل مثل المنتخب الجزائري.