خصم ميسي يؤكد أنها لن تُنهي الأخطاء.. عدم اللجوء لتقنية الـ «VAR» هل يستوجب إعادة المباراة؟!

بينما أكد حكم مباراة الأرجنتين والبرازيل في كوبا أمريكا، أن تقنية الـ "VAR" لن تتمكن من تجنب أخطاء الحكام، فإن هناك تساؤلات واسعة حول ما إذا كانت التقنية تطبق بشكل سليم

عربي بوست
تم النشر: 2019/07/10 الساعة 11:01 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/07/10 الساعة 08:37 بتوقيت غرينتش

بينما أكد الحكم الإكوادوري رودي زامبرانو، الذي بات يعرف عالمياً بأنه خصم النجم الأرجنتيني الأشهر ليو ميسي، منذ أن أدار مباراة الأرجنتين والبرازيل في نصف نهائي كوبا أمريكا 2019، أن تقنية الـ "VAR" لن تتمكن هي أو أي تقنية أخرى من تجنب أخطاء الحكام في كرة القدم، فإن هناك تساؤلات واسعة حول ما إذا كانت التقنية تطبق بشكل سليم من الأساس أم لا، وفي حالة إصرار حكم ما على عدم اللجوء إليها واكتشاف أن قراره كان خطأ بعد فترة من نهاية المباراة هل يستوجب ذلك إعادة اللقاء؟!

يذكر أن المباراة التي حسمها "السيليساو" بثنائية نظيفة، شهدت لقطات أثارت الجدل من جانب لاعبي "الألبيسيليستي" الذين طالبوا باحتساب ركلتي جزاء.

الحكم الإكوادوري رودي زامبرانو يتناقش مع ليو ميسي

وبعد المباراة واجه الحكم الإكوادوري انتقادات لاذعة من لاعبي الأرجنتين، على رأسهم ليونيل ميسي، ومن المدرب ليونيل سكالوني.

زامبرانو قال في تصريحات لوسائل إعلام المحلية في الإكوادور نقلتها وكالات الأنباء إن "تقنية الـ 'VAR' لا يمكنها ضمان عدم وجود أخطاء، فهذا الأمر مستحيل حتى في وجود هذه التقنية" .

وأشار الحكم، الذي عاد لبلاده بعد نهاية البطولة القارية، إلى أن الحكام مقتنعون تماماً "بوجود الـ'VAR' لأنها قللت من الأخطاء بنسبة كبيرة"، ولكنه أكد في الوقت ذاته أنها "لن تختفي تماماً".

وأبدى صاحب الـ41 عاماً اندهاشه من تصريحات النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي بعد المباراة.

وقال في هذا الصدد: "هو لاعب شأنه شأن باقي اللاعبين داخل الملعب، ولم تحدث بيننا أي مشكلة كبيرة. لقد اقترب مني في بعض المواقف وتحدث معي بطريقة طيبة، وبالمثل أنا أيضاً. لم أتخيل أنه سيخرج بهذه التصريحات، ولكن هذا قراره" .

وأتم تصريحاته بالتأكيد أنه كان على يقين أنه بنهاية مباراة بهذا الحجم "سيخرج الفريق الخاسر للبحث عن متهم، والطرف الأضعف هو الحكم" .

وأكد زامبرانو أنه لم يفقد التواصل مطلقاً مع حكام الـ'VAR'، وأن هناك الكثير من الأكاذيب والشائعات التي أثيرت حول طاقم الحكام بعد المباراة، مثل إنه كان "متوتراً" بسبب حساسية المباراة.

حكام أم تنفيذيون؟!

كل من يشاهد المباريات التي تطبق فيها تلك التقنية الجديدة يتساءل بالتأكيد عن الداعي لوجود حكام في غرفة الفيديو طالما أن أغلب حكام الساحة يصرون على مشاهدة اللقطات محل الخلاف بأنفسهم ويضيعون دقائق في إعادة مشاهدة اللقطات، قد تزيد في بعض الأحيان عن 5 دقائق.

وإذا كان الأمر يرجع كلياً للحكم فما هو الداعي لأن يكون الجالس في غرفة الفيديو ويشرف على تقنية الـ VAR'  حكما محترفا، وما الفارق بينه وبين أن يكون الجالس هناك تنفيذي للفيديو ينبه الحكم حين يشك في شيء مثير للجدل.

هذا الأمر يقود الى سؤال أشمل لدى البعض عما إذا كانت التقنية تطبق بشكل صحيح من الأساس، وهل الحكم ملزم بالرجوع إليها في كل اللعبات المثيرة للجدل، وماذا يحدث لو رفض الحكم اللجوء إليها وتم لاحقاً اكتشاف أن القرار الذي اتخذه كان خطأ، هل يجب في هذه الحالة إلغاء النتيجة وإعادة المباراة؟!

مبدئياً فنإ اللوائح المنظمة للاستعانة بتقنية الـ'VAR' بحسب ما جاء على موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم (Fifa) تشير إلى أن التسمية الرسمية لحكم الـ VAR' هو حكم الفيديو المساعد، ما يعني أن وضعه وصلاحياته خلال أي مباراة تماثل صلاحيات الحكام المساعدين داخل الملعب سواء بالنسبة لحاملي الراية أو الحكمين الإضافيين اللذين يستعان بهما في بعض البطولات.

بمعنى أكثر بساطة ووضوحاً فإن ما يقوله حكم الفيديو المساعد غير ملزم لحكم المباراة، الذي يستطيع بحكم صلاحياته أن يأخذ بما يقوله حكم الفيديو أو يتجاهله، كما أن من حقه أن يقرر ما إذا كان يحتاج لمشاهدة اللعبة محل الجدل بنفسه أو يتخذ القرار الذي يقترحه عليه حكم الفيديو.

بموجب هذا التعريف من أعلى جهة مشرفة على كرة القدم العالمية، فإن قرار حكم المباراة مهما كان أقوى من تقنية الـ VAR، ولا يجوز الطعن عليه حتى لو اكتشف لاحقاً أن قراره كان خطأ وأن اقتراح حكم الفيديو المساعد كان هو الأصح، ولا تعاد المباراة بالتالي أو تلغى النتيجة إلا إذا اعترف الحكم في تقريره عن المباراة بخطئه مثلما تنص لوائح لجنة الحكام الدولية.

كذلك فإنه من المهم التنبيه إلى أن اللجوء إلى تقنية الـ VAR لا يتم إلا في حالات معينة هي ضربات الجزاء، شرعية الأهداف المسجلة، البطاقات الحمراء المباشرة، وأخيراً التأكد من هوية اللاعب المخطئ قبل إنذاره، ما يعني أن اللجوء لتقنية الفيديو المساعد يقتصر على هذه الحالات فقط، وحتى في هذه الحالة يكون لجوء الحكم إلى التقنية اختيارياً وليس إجبارياً، بمعنى أن من حق الحكم أن يصر على قراره ويصر كذلك على عدم اللجوء لتقنية الفيديو المساعد دون أن يملك أحد أو جهة مساءلته.

هل أعيدت مباراة الترجي والوداد بسبب تعطل الـ VAR؟!

وفقاً للتوضيح السابق يبدو ان الإتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف) أخطأ في قراره بإعادة مباراة الترجي والوداد في إياب النسخة الأخيرة لنهائي دوري أبطال إفريقيا حينما كان شيخ باب سويقة متقدماً بهدف، وسجل وداد الأمة هدف التعادل لكن الحكم الغامبي بكاري غاساما ألغاه وعندما طالبه لاعبو الوداد بالعودة إلى تقنية الـ VAR تبين أنها معطلة مما دفع بعثة الوداد للاحتجاج ورفض استكمال المباراة.

نعم لم يكن من حق الاتحاد الإفريقي إعادة المباراة لمجرد تعطل الـ VAR بما أن الحكم هو من اتخذ قرار إلغاء المباراة او هذا ما كان ظاهراً للمشاهدين على الأقل، لكن قرار الكاف المثير للجدل لم يشر من قريب أو من بعيد إلى تقنية الـ VAR نهائياً لا بالخير ولا بالشر، وإنما ذكر القرار نصاً أن "شروط اللعب والأمن لم تكن متوفرة خلال مباراة إياب الدور النهائي لدوري الأبطال، ما حال دون اكتمالها، وبالتالي تقرر إعادة المباراة على أرض خارج تونس".

ربما لكل هذه الأسباب رأى الحكم الإكوادوري زامبرانو أن التقنية لن تلغي أخطاء الحكام، لأنها في كرة القدم تطبق بشكل مساعد وليس ملزماً مثلما في اللعبات الأخرى، ما يجعل كل السلطات خلال المباراة للحكم نفسه وضميره وشخصيته، وهي أمور تختلف من حكم لآخر بكل تأكيد.

تحميل المزيد