رغم الانتصار التاريخي لمنتخب تونس على نظيره الغاني وهو الأول لنسور قرطاج منذ 66 عاماً، إلا أن المعز حسن، حارس مرمى تونس، سرق الأضواء من زملائه بالمشهد الذي حدث في الدقيقة الأخيرة من الشوط الإضافي الثاني أمام غانا في ثمن نهائي كأس الأمم الإفريقية (كان 2019).
واعترض حارس نيس الفرنسي على قرار المدرب الفرنسي آلان غيريس استبداله بالحارس البديل فاروق بن مصطفى حارس نادي الشباب السعودي، قبل لحظات من نهاية الوقت الإضافي للمباراة، ليتسنى للأخير المشاركة في ركلات الترجيح، ورفض حسن الخروج من الملعب للحظات مقلداً الحارس الإسباني كيبا ارازيبيغالا حارس مرمى تشيلسي في نهائي كأس الرابطة الإنجليزية أمام مانشستر سيتي.
المشهد رغم غرابته وما أثاره من توتر بين لاعبي المنتخب التونسي للحظات، إلا أنه في واقع الأمر يفتح باباً واسعاً أمام نسور قرطاج لكي يحلموا بالتتويج بلقب البطولة، على طريقة المنتخب المصري المتوج بلقب الكان عام 2006.
في تلك البطولة التي استضافتها مصر شهدت مباراة المنتخب المضيف مع السنغال في نصف النهائي واقعة مشابهة لواقعة المعز حسن، حيث قرر المدرب المصري حسن شحاتة وقتها استبدال مهاجمه الأساسي أحمد حسام ميدو بالمهاجم البديل عمرو زكي، وقت أن كانت نتيجة المباراة التعادل بهدف لكل فريق.
لكن ميدو رفض الخروج وأخذ في الصراخ على المدرب متهماً إياه بأنه يتخذ قراراته دون سند فني، وأن زميل ميدو في خط الهجوم وقتها "عماد متعب" هو الأحق بالخروج من الملعب.
وبعد لحظات حافلة بالتوتر استجاب ميدو وخرج من الملعب ليحرز البديل زكي هدف الفوز والتأهل، فاتحاً الباب أمام الفراعنة للفوز باللقب بعدما تغلبوا في النهائي على كوت ديفوار بركلات الترجيح.
أما في مباراة تونس وغانا فقد نجح الحارس البديل فاروق بن مصطفى في التصدي لركلة الترجيح الثالثة لمنتخب النجوم السوداء، وهي الوحيدة المهدرة في الركلات العشر التي سددها لاعبو المنتخبين، ليقود نسور قرطاج للتأهل إلى ربع النهائي.
وإذا أعاد التاريخ نفسه كما تقول الحكمة العربية القديمة، فإن منتخب تونس بات يملك فرصة تاريخية للفوز باللقب الثاني في مشوار مشاركاته في كأس الأمم الإفريقية، لكن المدرب غيريس يحتاج لاتخاذ قرار بإيقاف المعز حسن عن المشاركة في بقية مباريات النسور في البطولة، مثلما فعل شحاتة مع ميدو قبل 13 عاماً.
وما يعزز آمال التوانسة في مواصلة المشوار حتى الفوز باللقب أن الحادثة الشهيرة المشابهة، وهي واقعة الحارس كيبا تضمنت تفاصيلها اختلافاً مهماً قد يبرر اختلاف النهايات.
فكما نتذكر رفض الحارس الإسباني الشاب الخروج من الملعب، وانصاع المدرب الإيطالي لتشيلسي ماوريسيو ساري للأمر الواقع، وأعاد الحارس البديل الأرجنتيني كاباييرو إلى دكة البدلاء، ليخسر تشيلسي المباراة واللقب رغم نجاح كيبا في التصدي لركلة ليروي ساني لاعب مانشستر سيتي، لكن زميليه جورجينيو وديفيد لويز أهدرا ركلتين في المقابل.