أبرز أخبار عودة لاعبي ريال مدريد للتدريبات يوم الثامن من يوليو/تموز استعداداً لانطلاق الموسم الجديد، هو الاستقبال السيئ والهتافات الجارحة التي قُوبل بها الدولي الويلزي غاريث بيل من جماهير النادي الملكي الذين اصطفوا أمام المدينة الرياضية "الفالديبيباس" في مدريد لاستقبال اللاعبين العائدين من إجازة صيفية طويلة.
وذكرت صحيفة AS المقربة من نادي العاصمة الإسبانية أن الجماهير خصّت جناح الميرينغي، باستقبال سلبي حارّ رغم قلة أعدادهم، حيث صاح بعضهم بمجرد أن رأوا سيارته بهتافات مثل "بيل العاق" ، وظلوا يشيعونه بهذا الهتاف حتى اختفت السيارة عن ناظريهم.
قائد منتخب ويلز الذي ظل لسنوات أغلى صفقة في تاريخ النادي منذ أن تعاقد معه بيريز صيف عام 2013 مقابل 95.3 مليون يورو، حتى قدوم البلجيكي أدين هازارد في الميركاتو الصيفي الحالي، توترت علاقته مع جماهير الميرينغي منذ فترة، لكنها وصلت إلى مرحلة اللا رجعة بعد عودة الفرنسي زين الدين زيدان إلى تدريب الملكي قبل عدة جولات من نهاية الموسم الماضي.
فمن المعروف أن زيدان لا يحبذ الأداء الفني لغاريث بيل الذي يعتمد بالأساس على القوة البدنية المعروفة عن اللاعبين البريطانيين، بينما زيدان بحكم انتمائه للمدرسة اللاتينية يفضل أسلوب اللعب المهاري، لهذا لم يكن للويلزي دور مهم طوال الفترة التي تولى فيها زيدان القيادة الفنية للريال، ولم يكن يشارك في الغالب إلا كبديل.
وفي نهاية الموسم قبل الماضي كان بيل أحد الأسباب التي اكتشف لاحقاً أنها وراء رحيل زيدان عن الريال، فقد اقترح المدرب على رئيس النادي بيع غاريث بيل والاحتفاظ برونالدو، لكن بيريز فعل العكس تماماً ما أحبط زيزو وقرر على إثر ذلك الرحيل عن سانتياغو برنابيو.
لهذا كان منطقياً بعد عودة المدرب الفرنسي أن يكون غاريث بيل على رأس قائمة اللاعبين المستبعدين من خططه للموسم الجديد، وهو أبلغ اللاعب بالفعل بهذا القرار، لكن ما حدث أن النادي لم يتلق عروضاً جادة لشراء اللاعب صاحب الأجر السنوي الضخم.
لكن المدهش فعلاً كان رد فعل بيل الذي رفض مغادرة النادي حتى انتهاء عقده في صيف 2022، أي بعد 3 مواسم من الآن، وقال وقتها حرفياً كما ذكر موقع مجلة Forbes المعنية بشؤون المال والاقتصاد إنه لن يغادر، سأبقى في النادي حتى نهاية عقدي بعد 3 سنوات، إذا كانوا لا يريدونني هنا فعليهم أن يدفعوا لي 93 مليون يورو (راتبه السنوي عن المواسم الثلاثة المتبقية)، وإذا لم يفعلوا سأبقى هنا حتى لو أدى الأمر لأن أقضي تلك السنوات في لعب الغولف".
مع وصول علاقة بيل والنادي الى طريق مسدود، لا يبدو أن عودته كلاعب ضمن صفوف الفريق ممكنة، خصوصاً مع وصول الصفقات الجديدة التي أبرمها بيريز في الميركاتو الصيفي الحالي، أو التي لا تزال قيد الإنهاء، وبالتالي توجد 3 سيناريوهات لمستقبل العلاقة:
أول تلك السيناريوهات أن يأتي الحل من السماء على طريقة الأفلام الهندية بأن يتلقى اللاعب والنادي عرضاً مناسباً من أحد الأندية الأوروبية الكبيرة فيقبله بيل ويرحل عن سانتياغو برنابيو في هدوء كما يتمنى بيريز وزيدان.
الحل الثاني أن يستمر الضغط الجماهيري على اللاعب ومطاردته في كل مكان بالهتافات المسيئة حتى يملّ ويرفع الراية البيضاء ويقبل أحد العروض التي يتلقاها من اندية غير معروفة، أو أن يقبل العرض الذي تلقاه مؤخراً من أحد الأندية الصينية، وهو مغرٍ جداً من الناحية المالية، باعتبار أنه سيتقاضى ضعف راتبه الحالي "الخيالي" في الريال وتحديداً 1.2 مليون يورو أسبوعياً (يتقاضى حالياً 600 ألف يورو)، لكن بيل غير متحمس لأنه يريد اللعب في أوروبا للحفاظ على مستواه التنافسي.
السيناريو الثالث الذي لا يتمناه أحد أن يبقى الوضع على ما هو عليه، لا عروض من أندية كبيرة في أوروبا، واللاعب لا يوافق على الانتقال للعب في الدوري الصيني أو غيره من الدوريات المغمورة الجاذبة للاعبين الكبار، وبالتالي يستمر بيل في ريال مدريد يتقاضى راتبه الأسبوعي الضخم مقابل التزامه في التدريبات، دون أن يلعب أو حتى يدخل في قائمة الـ18 لاعباً التي يضعها المدرب لكل مباراة.
ويعد السيناريو الثالث كارثياً ليس فقط على إدارة ريال مدريد التي ستكون مثل القروي الذي اشترى هيئة السكك الحديدية "الحكومية" ولم يستفد بالتالي من الصفقة سوى خسارة أمواله، لكنه أيضاً بالنسبة لبيل الذي سيخسر ما تبقى من مستواه العالي، ويفقد فرصه في اللعب مع منتخب بلاده ومن ثم المشاركة في أمم أوروبا في العام المقبل، وكأس العالم 2022 في حالة تأهل ويلز لنهائيات البطولتين.