تقدَّم الاتحاد الأرجنتين لكرة القدم، الجمعة 5 يوليو/تموز 2019، بطلب إلى الشركة المزودة لتقنية الفيديو "الفار" المستخدمة في بطولة كوبا أمريكا، لمعرفة ما إذا كان الفريق الأمني لرئيس البرازيل جاير بولسونارو، تدخل في مباراة نصف النهائي التي خسرها ليونيل ميسي ورفاقه أمام البرازيل المضيفة.
وخسر منتخب الأرجنتين المباراة بهدفين نظيفين أمام غريمه البرازيلي تحت أنظار رئيس البلد المضيف بولسونارو، الذي كان حاضراً بملعب "مينيراو ستاديوم" في بيلو هوريزونتي، حيث اعترض الأرجنتينيون على عدم اللجوء إلى "الفار" للنظر بركلتي جزاء، طالبا بهما خلال اللقاء.
وقالت وكالة الأنباء الفرنسية في موقعها الإلكتروني، إن الاتحاد الأرجنتيني تقدم باعتراض رسمي أمام اتحاد أمريكا الجنوبية "كونميبول"، بشأن ما اعتبره "أخطاء تحكيمية خطيرة وجسيمة" في المباراة.
هل تدخل حرس الرئيس؟
وبعث رئيسه، كلاوديو تابيا، برسالة من ست صفحات إلى الاتحاد القاري، منتقداً فيها رئيس البرازيل بولسونارو، لأن ما قام به الأخير يعتبر "مظاهر سياسية واضحة" تضمنت "لفة شرف أولمبية حول الملعب في نهاية الشوط الأول".
واعتبر تابيا أن الحَكم الإكوادوري رودي زامبرانو "أغفل بشكل غير مبرر، استخدام الفار في حركتين محددتين على الأقل، وهو ما أثَّر بشكل واضح في النتيجة النهائية للمباراة".
ثم قرر الاتحاد الأرجنتيني الذهاب إلى أبعد من ذلك، موضحاً في موقعه: "نحن قلقون جداً من أن وسائل إعلام برازيلية ومواقع إخبارية تتحدث عن مشاكل محتملة وتدخُّل في نظام الاتصال بين غرفة تشغيل الفيديو والمسؤولين الميدانيين".
وتابع البيان المذيل بتوقيع رئيس لجنة التحكيم في الاتحاد الأرجنتيني فيديريكو بيليغوي: "وفقاً للروايات التي تم ذكرها، فإن هذا التدخل كان سببه فريق الأمن التابع للرئيس جاير بولسونارو".
وأفاد موقع "غلوبويسبورتي" البرازيلي الأربعاء، أنه كانت هناك مشكلة في "الفار" قبل مباراة الدور نصف النهائي، زاعماً أن "إشارة راديو" يستخدمها فريق أمن بولسونارو أثرت في قناة اتصال الحكم مع فريق "الفار".
غضب من رئيس البرازيل
وفي الشكوى التي تقدم بها أمام اتحاد أمريكا الجنوبية الأربعاء، أشار تابيا الى أن الاتحاد الأرجنتيني شكك في تعيين فريق التحكيم، بسبب "التاريخ السلبي لزامبرانو"، الذي "زاد من الشكوك" المحيطة بنزاهة المباراة.
وانتقد الاتحاد الأرجنتيني أيضاً نظيره البرازيلي لكرة القدم، بسبب "خرقه للقواعد التنظيمية" التي تسببت في "تأخير غير مبرر في نقل المعدات إلى الملعب"، باستثناء تلك الخاصة بالمنتخب المضيف.
وبدا تابيا غاضباً بشكل خاص من وجود بولسونارو، الذي دخل الملعب في نهاية الشوط الأول ولوَّح بحماسة للجماهير، وحتى إنه قفز في إحدى المراحل فوق لوحات الإعلانات ولوَّح بالعَلم الوطني.
وشدد تابيا على أن قواعد الاتحادين الدولي "فيفا" والأمريكي الجنوبي "كونميبول" "تحظر المظاهر السياسية في حدث رياضي"، موضحاً أن كلا الاتحادين "فرض (سابقاً) عقوبات على اللاعبين، لإظهارهم ولاءهم السياسي بشكل واضح خلال المباريات".
وتختتم الأرجنتين، التي لا تزال تبحث عن لقبها الأول على الإطلاق منذ تتويجها بطلة لكوبا أمريكا عام 1993، مشوارها في البرازيل غداً السبت، حين تخوض مباراة المركز الثالث ضد تشيلي بطلة النسختين الماضيتين، في حين تلتقي البرازيل مع البيرو على ملعب ماراكانا الشهير في ريو دي جانيرو، اﻷحد، من أجل الفوز باللقب القاري.