قدَّم المنتخب الجزائري لكرة القدم أروع مستوياته في بطولة كأس الأمم الإفريقية الحالية (كان 2019) وربما في الفترة الأخيرة بشكل عام، ونجح في ترويض أسود التيرانغا السنغالية، ليحقق الفوز بهدف نظيف وقَّعه لاعب الترجي التونسي يوسف البلايلي، في الدقيقة الرابعة من زمن الشوط الثاني.
وحسم المنتخب الجزائري بهذا الفوز صعوده إلى ثمن نهائي البطولة، كثالث منتخب يحقق هذا الإنجاز بعد منتخبي نيجيريا ومصر، اللذين وصلا للنقطة السادسة بعد مباريات الأربعاء السادس والعشرين من يونيو/حزيران 2019.
ونجح الجزائري الصغير إسماعيل بن ناصر، لاعب إمبولي الإيطالي (21 عاماً)، في الفوز بجائزة رجل المباراة، وهي الثانية له على التوالي بعد أن ربح الجائزة نفسها في مباراة الجزائر الأولى ضد تنزانيا.
وعقب اللقاء قال بن ناصر إن الجائزة ستكون حافزاً له من أجل مواصلة التألق، مشدداً على أنهم استعدوا جيداً للمباراة، وكوفئوا على ذلك بالفوز على منتخب كبير بحجم السنغال.
ولم يشفع للمنتخب السنغالي القوي مشاركة نجم ليفربول ساديو ماني ضمن التشكيلة الأساسية، مثلما لم يشفع لهم تشجيع الفرنسي عثمان ديمبلي نجم برشلونة الإسباني، الذي حضر إلى استاد الدفاع الجوي لمشاهدة المباراة التي أقيمت ضمن الجولة الثانية بالبطولة، لمؤازرة منتخب أسود التيرانغا، باعتبار أن اللاعب البالغ من العمر 21 عاماً من أصول سنغالية، لذلك حرص على دعم منتخب السنغال من الملعب.
أما المنتخب السنغالي فقد تأزَّم موقفه نسبياً بعد تجمد رصيده عند ثلاث نقاط في المجموعة التي تضم مع المنتخبين كلاً من كينيا وتنزانيا، وفي حالة فوز الأولى ستكون مباراتها المقبلة مع السنغال في ختام مرحلة المجموعات بمثابة معركة كروية ساخنة، خاصة أن كينيا لم يسبق لها تجاوز مرحلة المجموعات من قبل، ومن ثم سيكون لاعبوها أمام فرصة نادرة لدخول تاريخ بلادهم.
مباراة الجزائر والسنغال تميزت بالقوة والندية، وقدم فيها محاربو الصحراء الأدلة الكروية على جدارتهم بالترشح للمنافسة على اللقب الغائب عن بلد المليون ونصف المليون شهيد منذ 29 عاماً، وتحديداً منذ أن حققه الأفناك عام 1990 حين استضافوا البطولة على أرضهم.
دخل المنتخبان أجواء المباراة بشكل سريع، وكثف كل منهما تركيزه في الدقائق الأولى على فرض أسلوبه، وكان المنتخب الجزائري المبادِر بالهجوم، لكن أول فرصة تهديفية كانت من نصيب السنغال.
وفي الدقيقة الخامسة، توغل ماني داخل منطقة الجزاء ومرر عرضية خطيرة أثارت ارتباكاً داخل منطقة الجزاء، ثم وصلت الكرة إلى كيتا بالدي، الذي سددها دون القوة الكافية، ليتصدى لها الحارس رايس مبولحي.