زياد الجزيري واحد من نجوم منتخب تونس مع بداية الألفية الجديدة، وكان له الكلمة العليا في تتويج نسور قرطاج ببطولته الأولى والوحيدة في كأس الأمم عندما استضافتها تونس عام 2004، وله بصمة واضحة في تاريخ الكرة التونسية.
وقام "عربي بوست" بمحاورته قبيل انطلاق كأس الأمم 2019 في مصر مساء اليوم، تحدَّث خلالها عن عديد من الأمور والملفات الخاصة بتونس ونجومها وحظوظها، ورؤيته للبطولة، ومسيرته المتميزة، في الآتي:
ما انطباعك عن مشاركاتك مع المنتخب التونسي في أمم إفريقيا؟
ذكرياتي مع "الكان" جيدة، أتذكر في نسخة 2000 أننا لعبنا نصف نهائي، وانهزمنا من الكاميرون بنجومها صامويل إيتو وباتريك مبوما، بعدما تخطينا حامل اللقب منتخب مصر في ربع النهائي، والذي كان يضم لاعبين مميزين على غرار التوأمين حسام وإبراهيم حسن، وحازم إمام وهاني رمزي.
وفي 2004، أحرزنا التتويج الوحيد لتونس في البطولة، على أرضنا، كانت فرحة كبيرة، والحمد لله كنت من أسباب التتويج.
هل الجيل الحالي من منتخب تونس قادر على تكرار إنجاز مجموعة 2004؟
أنا ضد المقارنة بين الأجيال، الوقت غير الوقت، وحالياً المنافسة بين المنتخبات الإفريقية متقاربة جداً، لا يوجد فريق مفضل بشدة لإحراز اللقب، ولكن من الممكن وضع المنتخب المصري في مقدمة المرشحين، لكونه صاحب الأرض والجمهور.
ما رأيك في استبعاد عليّ معلول، نجم الأهلي المصري، من قائمة منتخب تونس؟
دائماً لا أحب الحديث عن الغائبين، ولكنَّ علي معلول لاعب ذو قيمة ثابتة، وأنا من محبيه، وإنما المجموعة أهم من كل شيء.
سنخوض البطولة وبعدها من الممكن أن نحكم هل كان المدرب الفرنسي ألان جيريس على حق في استبعاد معلول أم لا.
بما أننا نتحدث عن النجوم التونسيين بمصر.. ما تقييمك لأداء الثنائي فرجاني ساسي وحمدي النقاز مع الزمالك؟
فرجاني لاعب ممتاز، ولا أفاجأ بتوهجه، لأنه ذو قيمة كبيرة، لديه الفنيات والنظرة الشاملة للملعب، نجم متكامل.
والنجاز أيضاً قدَّم مستويات متميزة مع الزمالك، وهو أمر يشرّف التونسيين.
ولكن إصابة ساسي لم تأتِ في وقتها، حيث حدثت وهو في أفضل مستوياته.
من يستطيع تعويض المصاب أمين بن عمر في تشكيل تونس؟
أرشح الفرجاني ساسي أو إلياس السخيري لشغل هذا الدور، ولكن غياب ساسي عن المباريات بسبب الإصابة، من الممكن أن يؤثر عليه.
من هو توأمك في الملعب؟
دوس سانتوس (مهاجم تونس في 2004 من أصل برازيلي).. كنا نتحرك لبعضنا البعض من دون النظر، كان هناك تفاهم كبير بيننا.
ما رأيك في مغادرة عبدالرزاق حمد الله معسكر المغرب.. وتقييمك لحظوظ أسود الأطلس؟
كان يجب بقاء حمد الله، هو لاعب يتمتع بإمكانات عالية جداً وقدَّم مستويات كبيرة، وسجل أهدافاً بالجملة مع النصر السعودي، دائماً أرى أن اللاعبين الكبار يجب أن يظلوا مع منتخباتهم حتى في وجود مشاكل، أرفض طرد اللاعبين على أساس تأديبي.
وماذا عن الفريق الجزائري؟
منتخب ممتاز جداً، لديه بغداد بونجاح مهاجم السد القطري، الذي يقدم أداء مميزاً للغاية، ورياض محرز نجم مانشستر سيتي، وغيرهما من النجوم المميزين.
كما أن هذا المنتخب أكمل تحضيراته في قطر، التي تتميز برطوبة أعلى من مصر، التي ستستضيف البطولة الإفريقية، وهو ما يعني أنه استعد للمسابقة في ظروف أكثر صعوبة، وهو ما سيؤثر إيجاباً على جاهزيتهم البدنية خلال "الكان".
أرى أن الفريق الجزائري عازم على لعب الأدوار الأولى في البطولة، وما يدعم ذلك هو العقلية الانتصارية المميزة لمديره الفني جمال بلماضي، أنا شخصياً أتوقع أن تكون الجزائر علامة بارزة في المسابقة.
من هم أبرز المرشحين للقب بخلاف الفرق العربية؟
المنتخب السنغالي، فهو فريق مميز جداً ولديه عناصر قوية.
بمناسبة السنغال.. هل من الممكن أن يكون اللقب مفتاح نجم أسود التيرانجا ساديو ماني أو زميله المصري محمد صلاح نحو الفوز بالكرة الذهبية؟
بالطبع ستؤثر بشدة على حظوظهما، لو نجح صلاح أو ماني في التتويج باللقب فسينافسان، لأن ذلك سيضاف إلى فوزهما السابق بجائزة هداف الدوري الإنجليزي بـ22 هدفاً لكل منهما، والتتويج مع ليفربول بدوري أبطال أوروبا.
صلاح وماني قادا ليفربول أيضاً لتقديم موسم خرافي في البريميرليغ، كان يجب أن يحصدا فيه اللقب.
لو محمد صلاح فاز بأمم إفريقيا وكان هدافاً للبطولة، فأرى أن لديه إمكانية لأن يحرز لقب أفضل لاعب في العالم.
لماذا لا نرى محترفين تونسيين في أقوى الفرق الأوروبية على غرار صلاح ومحرز وزياش؟
اللاعب التونسي لديه مشكلة في التأقلم، أكثر اللاعبين الجزائريين والمغاربة الذين تألقوا في أوروبا، وُلدوا هناك، وتكوينهم ونشأتهم كانا في ظروف أفضل، ساعدتهم بدنياً وفنياً.
لو أعطينا الفرصة للاعبينا في الخروج بسن صغيرة إلى أوروبا سيتغير الحال، انظر مثلاً إلى المصري أحمد حسام "ميدو"، لو لم يخرج وهو بعمر 17 عاماً إلى جنت البلجيكي، لما كان لعب في صفوف أياكس وروما وتوتنهام.
أما صلاح فهو حالة خاصة، لأن الوضع في تونس شبيه بمصر، لكن موهبة نجم ليفربول استثنائية ويتمتع بسرعة كبيرة جداً، إنما معظم النجوم المصريين الكبار لم يلتحقوا بفرق كبرى، ومن جاءته الفرصة كحازم إمام في أودينيزي، لم يكن موفقاً في تجربته.
ننتقل إلى "كوبا أمريكا".. هل لمنتخب قطر فرصة في عبور الدور الأول؟
الفريق القطري آمن بإمكاناته، وقدم مستوى مميزاً جداً في النصف الثاني من مباراة باراغواي، وأرى أنه كان يستحق الفوز.
أهم شيء في كرة القدم هو الثقة بالنفس وبالإمكانات، والصبر والتفاهم، وهو ما يجب أن يتحلوا به في هذا المعترك القوي.