من المألوف أن تشهد ملاعب كرة القدم في دول أمريكا الجنوبية عنفاً زائداً في الاحتكاكات بين اللاعبين، وأحياناً من قبل المشجعين المتحمسين، لكن ما حدث في بوليفيا خلال مباراة في الدوري المحلي بين فريقي "الأقوى" أو ذي سترونغست مع ضيفه ويلسترمان أقيمت أمس الأحد الثامن والعشرين من أبريل/نيسان خلال الجولة العشرين للمسابقة فاق كل خيال.
فقبل لحظات من نهاية المباراة التي كانت تشير إلى تقدم الفريق صاحب الضيافة بهدفين مقابل هدف واحد، وتحديداً في الدقيقة الأولى من الوقت المحتسب بدلاً من الضائع، شهد الملعب حالة من الكر والفر نتيجة احتكاك بين لاعبي الفريقين، قبل أن يسقط حارس مرمى فريق ذي سترونغست على الأرض والدماء تنزف من رأسه.
وأظهر البث التلفزيوني للمباراة قيام بعض مشجعي الضيوف الذين كانوا يلعبون منقوصين في الربع ساعة الأخيرة من المباراة، في ملعب (هيرناندو سيليس) معقل ذي سترونغيست بإلقاء عشرات المواد المتفجرة على مرمى أصحاب الأرض.
وبعد ذلك توجهت قوات الأمن لهذا المدرج للقبض على المشتبه به الذي قام بالاعتداء على الحارس صاحب الـ40 عاماً.
وعلى الفور تم نقل حارس فريق "ذي سترونغيست" البوليفي، دانييل باكا، داخل سيارة إسعاف لأحد المستشفيات، كما قام الحكم بإنهاء المباراة التي جمعت الفريقين بالعاصمة البوليفية لاباز.
وكان ذي سترونغيست متقدماً بهدفين لواحد قبل أن يقوم الحكم بإيقاف المباراة، ليحصل على ثلاث نقاط ستسمح له بتقليص الفارق مع المتصدر بوليفار إلى ثلاث نقاط، وذلك قبل ست جولات على ختام المسابقة.
ويبدو أن التألق الواضح للحارس العجوز ونجاحه في مساعدة فريقه للحفاظ على تقدمه كان له دور بارز في هذا الهجوم غير الرياضي.
وتشتهر أمريكا الجنوبية بالعنف في ملاعب كرة القدم وخارجها، وكان أبرز مثال على العنف المتفشي هناك مقتل أندرياس إسكوبار مدافع منتخب كولومبيا صيف عام 1994 على يد مشجع متحمس في حانة بالعاصمة بوغوتا، بعدما سجل المدافع هدفاً بالخطأ في مرمى منتخب بلاده في مونديال أمريكا عام 1994، مما ساعد في إقصاء المنتخب الكولومبي من الدور الأول للبطولة بعدما كان البرازيلي بيليه قد رشحه للفوز باللقب.