للرد على مقترحات تطوير دوري الأبطال.. اجتماع في مدريد يثير المخاوف من نشوب «حرب كروية» بأوروبا

يبدو أن أوروبا مُقبلة على فترة جديدة من التقسيم، لكنها هذه المرة كروية.فقد دعت رابطة "الليغا" ممثلي روابط الدوريات الأوروبية إلى الاجتماع

عربي بوست
تم النشر: 2019/04/27 الساعة 09:05 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/04/26 الساعة 22:33 بتوقيت غرينتش

بعد أن نجحت القارة العجوز في تجاوز أكبر أزمة سياسية واجهتها بالقرن العشرين، وتحديداً في فترة ما قبل الحرب العالمية الثانية، ثم ما تلاها من تقسيم أوروبا سياسياً، يبدو أن قارة كرة القدم مُقبلة على فترة جديدة من التقسيم، وربما تندلع أيضاً حرب ضروس، لكنها هذه المرة كروياً.

فقد دعت رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم "الليغا" ممثلي روابط الدوريات والأندية الأوروبية إلى الاجتماع في العاصمة الإسبانية مدريد يومي 6 و7 مايو/أيار 2019، لبحث مستقبل البطولات الأوروبية للأندية وتحديداً مسابقة دوري أبطال أوروبا، في محاولة للتصدي للمقترحات الأخيرة من قِبل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (اليويفا) ورابطة الأندية الأوروبية (ECA) والتي من شأنها أن تجعل المسابقة حكراً على الأندية الغنية فقط.


المقترحات لإنشاء مسابقة مغلقة لأغنى الأندية في أوروبا يزيد من الفجوة بين هذه الأندية النخبة وبقية الأندية في القارة الأوروبية

ومن المتوقع أن يشارك في الاجتماعات المزمع عقدها ممثلو أندية وروابط الدوريات من إسبانيا وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا وألمانيا وكرواتيا وتركيا وروسيا وغيرها من الدول، لبحث التأثير الاقتصادي المحتمل للخطط المستقبلية، ومناقشة كيفية الرد الجماعي عليها قبل انعقاد عمومية رابطة الأندية الأوروبية، المقررة في مالطا مطلع شهر يونيو/حزيران 2019.

وتزداد التوقعات بأن تشهد الفترة المقبلة مواجهة عنيفة بين الاتحاد الأوروبي ورابطة الأندية الأوروبية من جهة، وروابط الدوريات المحلية الأوروبية من جهة أخرى، حيث يسعى كل طرف إلى الحفاظ على مكتسباته المادية بالدرجة الأولى، بعيداً عن تطوير المستوى الفني، وإن كان الأخير يمثل العنوان "الخادع" الذي يتستر الجميع خلفه.

وتقول رابطة الليغا الإسبانية في تسويغها الدعوة إلى هذا الاجتماع، إنه إذا تم السماح بالتغييرات المقترحة فستكون وبالاً على الأندية الصغيرة في أوروبا، التي تتنافس كلها من أجل حلم المشاركة في البطولات الأوروبية.


يسعى كل طرف إلى الحفاظ على مكتسباته المادية بالدرجة الأولى، بعيداً عن تطوير المستوى الفني، وإن كان الأخير يمثل العنوان "الخادع" الذي يتستر الجميع خلفه

لهذا تهدف الاجتماعات إلى بحث المخاوف الرئيسية بشأن المقترحات لإنشاء مسابقة مغلقة لأغنى الأندية في أوروبا، وهو ما يزيد من الفجوة بين هذه الأندية النخبة وبقية الأندية في القارة الأوروبية؛ ومن ثم يزداد اختلال التوازن التنافسي، كما تهدد اقتراحات لعب المباريات الدولية في أيام نهاية الأسبوع تقاليد كرة القدم المحلية بالدوريات، كما أن التغييرات المقترحة قد تؤدي أيضاً إلى انخفاض عدد الفرق في بطولات الدوري المحلي من 20 إلى 18 نادياً، وهو ما يضر بقيمة هذه البطولات.

تمثال للاعب سلتيك بيلي مكنيل يحمل كأس أوروبا الذي فاز به موسم 1966/1967

وسيتم خلال الملتقى شرح التغييرات التي تطرأ على الدوريات الأوروبية بحسب الطرح الجديد من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم ورابطة الأندية الأوروبية، كما ستتم مناقشة خيارات بديلة لمنافسةٍ أكثر ملاءمة لجميع الدوريات الأوروبية، من خلال تبادل وجهات النظر بين جميع الحاضرين.

ومن أبرز النقاط المقرر طرحها للنقاش، في اجتماع الجمعية العمومية لرابطة الأندية الأوروبية المقرر في يونيو/حزيران 2019، تعديل دوري أبطال أوروبا ليتم توزيع الفرق المشاركة على 4 مجموعات تضم كل منها 8 فرق، عوضاً عن الوضع الحالي، وأن تتأهل الفرق الستة التي تحتل صدارة ترتيب كل مجموعة مباشرة إلى النسخة التالية من المسابقة دون أن يرتبط ذلك كما هو الحال، بتصنيفها في نهاية الموسم الكروي ببلادها، وهو ما جعل الاجتماع المبكر في مدريد مطلع الشهر المقبل (مايو/أيار 2019) حتمياً، لبحث كيفية التصدي لهذه المقترحات التي تؤيدها الأندية الغنية.

تحميل المزيد