يبدو أن مرض السرطان بات العدو الأول لفريق إشبيلية الإسباني وجماهيره، فبعد أن تعرّض مدرب الفريق السابق إدواردو بيريزو للمرض الخبيث ثم عُولج منه وأُقيل من تدريب الفريق، تلقت الجماهير صدمةً أخرى بإعلان خواكين كاباروس، المدير الفني الحالي للفريق، إصابته بمرض سرطان الدم مرة أخرى لتكون المرة الثانية لمدربي الفريق في أقل من عام ونصف.
وبعد الفوز الثمين على بلد الوليد بهدفين دون رد في اللحظات الأخيرة، أمس الأحد، أعلن كاباروس النبأ الحزين، حيث ظهر المدرب المؤقت للفريق الأندلسي في المنطقة الصحفية بعد المباراة رفقة بيبي كاسترو رئيس النادي ومونشي المدير الرياضي، وأعلن إصابته بالسرطان.
وقال كاباروس في تصريحات نقلتها صحيفة marca الإسبانية: "لقد أخبروني بأنني مُصاب بسرطان الدم، هذا لن يمنعني من مواصلة مهمته كمدرب للفريق والتمتع بحياة طبيعية بشكل يومي".
وأضاف: "أريد الاستمتاع بوظيفتي وأنا أقدّر هذه الفرصة التي منحني إياها النادي، لا أريد الحديث عن الأمر مجدداً، أودّ من الجميع التحلي بالهدوء، سأقاتل".
ليست المرة الأولى
المثير للدهشة أن كاباروس هو ثاني مدرب لإشبيلية يُصاب بمرض السرطان في ظرف عام ونصف، بالعودة إلى إلى نوفمبر/تشرين الثاني عام 2017، أعلن إشبيلية إصابة مدربه حينها إدواردو بيريزو بسرطان البروستاتا.
المدرب الأرجنتيني ابتعد لبعض الوقت عن مقاعد بدلاء فريقه أثناء تلقيه العلاج الناجح، قبل أن يُقال في وقت لاحق من الموسم لتدني النتائج.
كاباروس زعيم إشبيلية
وجاء كاباروس صاحب الـ63 عاماً لتدريب إشبيلية بشكل مؤقت حتى نهاية الموسم في 15 مارس/آذار الماضي، بعد إقالة بابلو ماتشين المدرب السابق، فبعد أن شغل منصب المدير الرياضي للنادي، تحوّل لمنصب المدير الفني في ولاية ثالثة مع إشبيلية النادي الذي شهد نجاحه الأكبر كمدرب.
لم يفز كاباروس بأي لقب مع إشبيلية في ولايتيه السابقتين، لكنه يعد مساهماً كبيراً في تاريخ النادي، فما بين 2000 و2005، أشرف المدرب على مشروع إشبيلية الصاعد تحت قيادة المدير الرياضي مونشي، ونجح حينها في إعطاء الفرصة لعدة لاعبين شبان، على رأسهم: سيرخيو راموس، خيسوس نافاس، خوسيه أنطونيو رييس، أنطونيو بويرتا، كارلوس مارتشينا مساعده الحالي.
هذه الولاية مهّدت لنجاحات إشبيلية في الأعوام التالية مع خليفته خواندي راموس، التي شهدت تتويج الفريق بالدوري الأوروبي مرتين متتاليتين عامي 2006 و2007، لاحقاً وفي الموسم الماضي قبل عدة جولات على نهاية الدوري، أقالت إدارة إشبيلية الإيطالي فيتشنزو مونتيلا، واستنجدت بكاباروس لإعادة الفريق إلى توازنه، حيث حسّن نتائج إشبيلية ونجح في الوصول بزعيم الأندلس إلى الدوري الأوروبي بعد أن كان الفريق بعيداً عن المراكز الأوروبية قبل وصوله.
وفي ولايته الثالثة هذا الموسم، لم يكن الفريق الأندلسي قد فاز سوى مرتين في آخر 11 مباراة بالدوري الإسباني، عندما حضر كاباروس وفاز في 3 من أصل 4 مباريات، معيداً إشبيلية للتنافس على مقعد دوري الأبطال، فيما يستعد الفريق لمباراة مصيرية في مواجهة ريال بيتيس يوم السبت المقبل، في ديربي الأندلس على ملعب رامون سانشيز بيزخوان، سيحظى خلالها كاباروس بدعم مضاعف من جماهير فريقه على الأرجح.
يذكر أن إشبيلية ظفر بـ3 نقاط ثمينة من ملعب خوسيه زوريّا الخاص ببلد الوليد، ليرفع رصيده إلى 49 نقطة في المركز الخامس بالدوري الإسباني، بفارق نقطة واحدة عن خيتافي صاحب المركز الرابع المؤهل لدوري أبطال أوروبا.