منذ إعلان إدارة نادي برشلونة الإسباني أن البرازيلي فيليب كوتينيو سيكون متاحاً للبيع في الميركاتو الصيفي المقبل، وهناك حِراك نشط بين أكبر الأندية الأوروبية للتعاقد معه، لذلك يمكن التيقن من أن وجود مشترين لن يكون مشكلة بقدر ما ستكمن المعضلة في الإجابة عن السؤال التالي: أيٌّ مِن تلك الأندية يستطيع أن يدفع ثمنَ اللاعب؟ الذي انتقل لبرشلونة في يناير/كانون الثاني من العام الماضي، مقابل 120 مليون يورو، بخلاف الإضافات، وإذا كانت هناك أندية تستطيع الدفع، فمَن منها يريد أن يفعل ذلك؟ خصوصاً بعد المستوى المخيب للآمال الذي قدَّمه كوتينيو مع برشلونة.
تتواصل كبرى أندية القارة الأوروبية مع نجم الوسط البرازيلي الدولي، فيليب كوتينيو، للانتقال إلى صفوفها الصيف القادم، بعد فشله في التأقلم على الأجواء في برشلونة، ما أدى إلى تراجع مستواه داخل المستطيل الأخضر.
نادي العاصمة
صحيفة Sport الرياضية الكتالونية حدَّدت ثلاثة أندية ترغب في التعاقد مع الدولي البرازيلي، أبرزها باريس سان جيرمان الفرنسي، الذي يراهن على التعاقد مع نجم ليفربول السابق للعب إلى جانب مواطنه وزميله بالمنتخب، نيمار دا سيلفا، الأمر الذي سيرفع من مستوى الفريق الذي لا يزال يحلم بالتتويج بدوري أبطال أوروبا.
وهناك أيضاً تشيلسي الإنجليزي، الذي أكدت صحيفة Mirror الإنجليزية العريقة أنه تواصل بالفعل مع مدير أعمال اللاعب، صاحب الـ26 عاماً، لمعرفة موقفه في الموسم المقبل، خاصة أنه يسعى لتعويض رحيل البلجيكي أدين هازارد المحتمل في الصيف المقبل صوب ريال مدريد.
خصوصاً أن كوتينيو يمتلك الخبرة اللازمة في البريميرليغ، البطولة التي احترف فيها لخمسة مواسم مع "الريدز"، ما يجعله خيرَ بديل لهازارد.
موقع Sportskeeda ضمَّ إلى الناديين السابقين مانشستر يونايتد، الذي يبحث عن بديلٍ محتمل للاعبه الفرنسي بول بوغبا، الذي كثُر الكلام عن رغبته في الرحيل إلى ريال مدريد، ليكون مع مواطنه زين الدين زيدان، الذي عاد لتدريب الميرينغي.
عودة للأنفيلد
لكن المفاجأة الحقيقية في انضمام ليفربول نفسه لقائمة الأندية التي تحدثت مع مدير أعمال كوتينيو مؤخراً، وهو تصرّف يبدو غريباً بعضَ الشيء مِن النادي، مع لاعب أصرَّ على ترك الفريق في منتصف الموسم، ولا يفسِّره سوى أن المدرب كلوب هو الذي طلب من الإدارة التفاوض مع اللاعب، ودراسة إمكانية إعادته مجدداً، مستعينين بإغراء عظيم أن كوتينيو كان معشوق الجماهير في الأنفيلد، ولا يبدو أن أحداً احتلَّ مكانه، سواء في قلوب المشجعين، أو في تشكيلة الفريق، ما يجعل عودته آمنة بنسبة 100% دون أي تعقيدات.
حرق السعر
المؤكد في كل هذه المفاوضات والمناوشات من الأندية المختلفة، أن أحداً منها لا يبدو أنه راغب في دفع الثمن الذي قد يطلبه برشلونة في كوتينيو، وهو لن يقل غالباً عن 120 مليون يورو، الثمن الأصلي الذي دفعته إدارة النادي الكتالوني.
لهذا سيكون التنافس في الشهرين القادمين بين برشلونة من جهة، والأندية الراغبة في ضمِّ اللاعب من جهة أخرى، هو مَن يلوي ذراع مَن؟ وهل ينجح البارسا في الحفاظ على سعر اللاعب في الميركاتو، أم يستطيع واحد من تلك الأندية حرق السعر للحصول على اللاعب بأقل من مائة مليون يورو؟
لماذا فشل؟
لكن السؤال الذي لا يزال يبحث عن إجابة عميقة، هو لماذا فشل كوتينيو الذي يملك من المهارات الاستثنائية ما يجعله أحد النجوم الكبار في العالم؟ مارسيل بونين ستيفن، الكاتب والمحلل الرياضي في موقع Sport1 الألماني الشهير، حاول التصدي للإجابة في مقال مطول له بعنوان: "ورطة كوتينيو"، فقال إن مشكلة اللاعب مع برشلونة هي في الأساس نفسية، لأنه انتقل من ليفربول، حيث كان هو النجم الأول للفريق والملهم والهداف والممرر والطفل المدلل للمدرب الألماني يورغن كلوب، لكنه في برشلونة هو مجرد ظلٍّ للنجوم الكبار في البلوغرانا، وأهمهم ميسي بالطبع، حيث لا أحد يمنحه الاهتمام الخاص الذي كان يحظى به في الليفر، ولا أحد من زملائه يحرص على تمرير الكرات له، وإنما الجميع يعمل لمساعدة وخدمة ميسي حلَّال المشاكل، ثم سواريز، ويأتي كوتينيو في مرتبة متأخرة إذا تذكَّره أحد من زملائه أصلاً.
هذا الوضع جعل اللاعب فاقداً للحماس مثلما يلاحظ الجميع في مباريات برشلونة، وتفاقَمَ سوءُ الوضع بصافرات جماهير الكامب نو ضده، لِيحدُث شرخ عميق في علاقة النجم مع الفريق والجمهور والمكان، يجعل رحيله عن البارسا مثل قُبلة حياة كروية بالنسبة له.