على عكس كثير من جماهير الفرق الأوروبية الكبرى، فإن جماهير برشلونة المعروفة بدعمها اللامحدود للاعبي فريقها، حينما تطلق صافرات الاستهجان ضد لاعب ما، فهذا يعني أنه بلغ الحضيض، وهذا ما يحدث مؤخرا مع البرازيلي فيليب كوتينيو ثالث أغلى لاعب في العالم.
فقد كانت الساعة تشير لمرور 80 دقيقة من مباراة برشلونة مع رايو فاليكانو يوم السبت الماضي، عندما كان الحكم الرابع يستعد لرفع اللوحة تمهيدا لإجراء تبديل لبرشلونة، وما أن ظهر رقم '7' الخاص بالبرازيلي فيليبي كوتينيو، إلا وأطلقت جماهير (الكامب نو) صافرات الاستهجان ضد اللاعب، مقابل تصفيق البعض الآخر.
كان هذا هو حال جماهير البلوغرانا "المنقسمة" في انطباعاتها لحظة خروج الصفقة الأغلى في تاريخ النادي من الملعب أثناء المباراة التي حسمها الفريق الكتالوني (3-1).
ومنذ انضمام صاحب الـ26 عاما من صفوف ليفربول الإنجليزي منتصف موسم (2017-18) في صفقة قياسية بلغت 120 مليون يورو (بالإضافة لـ40 مليون أخرى كمتغيرات)، لسد الثغرة الكبيرة التي خلّفها رحيل البرازيلي نيمار قبل بداية الموسم، ثم رحيل إنييستا يرى إرنستو فالفيردي، المدير الفني للبارسا، في كوتينيو قدرات لاعب الوسط الذي يأتي من الخلف ويمكنه التسجيل وضرب دفاعات الخصوم بتمريراته، وهي الخصال التي لم يقدم منها البرازيلي الدولي سوى القليل.
ولعل أكثر ما يزعج جماهير البلوغرانا أن كوتينيو يبدو في كثير من المباريات محبطا، يفتقد الدوافع للعب، وهو أمر بدا ملحوظا بوضوح في الموسم الحالي، في وقت كانت تنتظر فيه الجماهير من النجم الذي كلف خزينة النادي ثروة، ان يظهر انسجاما أكثر مع زملائه.
في مباراة رايو
قاد كوتينيو هجوم البلاوجرانا إلى جانب الثنائي ليونيل ميسي ولويس سواريز، قبل أن يتأخر لخط الوسط في الشوط الثاني بعد نزول الفرنسي عثمان ديمبيلي ليتحول الرسم التكتيكي للفريق لـ4-2-3-1.
إلا أن نجم كوتينيو في كلتا الخطتين لم "يسطع"، حتى أنه لم يهدد مرمى الضيف المدريدي سوى في لقطة وحيدة في الشوط الأول بتسديدة لم يجد الحارس المقدوني ستول ديميتريفسكي أي صعوبة في إبعادها.
لعل أكثر ما يعيب أداء اللاعب اللاتيني هذا الموسم هو غياب الفاعلية
فقد لعب كوتينيو 39 مباراة خاضها في جميع المسابقات (بمعدل ألفين و453 دقيقة)، لم يسجل سوى 8 أهداف، أي بهدفين أقل من التي سجلها في النصف الثاني من الموسم المنقضي على مدار 22 مباراة.
ولكن الرقم المقلق الأكثر في إحصائيات اللاعب مع الكتيبة الكتالونية في الليجا، أنه لم يزر الشباك سوى 4 مرات كان آخرها في مواجهة الدور الأول لـ"كلاسيكو الأرض" على ملعب (الكامب نو) في 28 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عندما اكتسح الفريق المحلي الكتيبة الملكية (5-1).
وبعيدا عن غياب النجاعة في أداء كوتينيو، إلا أن المقلق بشكل أكبر هو فقدان اللاعب مركزه كأساسي لحساب ديمبيلي الذي بدأ مواجهتي الكلاسيكو المتتاليتين في كأس الملك والليجا على ملعب (سانتياجو برنابيو).
وخرجت رسائل الدعم مباشرة من الجهاز الفني واللاعبين، بعد شعور الجميع بأن اللاعب لا يمر بأفضل فتراته، وكان أبرزها من جيرارد بيكيه وفالفيردي عقب مواجهة رايو.
في الوقت الذي بدأ فيه صبر جماهير الكامب نو على اللاعب ينفد
ما زال كوتينيو يحظى بدعم زملائه، قبل المواجهة الهامة مساء الأربعاء المقبل أمام أوليمبيك ليون الفرنسي في إياب ثمن نهائي دوري الأبطال على ملعب (الكامب نو)، والتي قد يمنح فيها فالفيردي فرصة أخرى للبرازيلي للرد على كل هذه الشكوك.
وما يدعم حظوظ لاعب ليفربول الإنجليزي سابقا في المشاركة، هو شكوى ديمبيلي من آلام في عضلة الفخذ الخلفية بنهاية مواجهة فاييكانو، ليصبح مهددا وبقوة بالغياب عن هذه المباراة، لتمنح الظروف نقطة أمل جديدة لكوتينيو ليستعيد دعم الجماهير التي طالما هللت كثيرا بمجرد ارتدائه لقميص البارسا.