بعد أن أعلن الاتحاد الإيطالي لكرة القدم عن عقوبات مغلظة وقَّعها على الحكم روزاريو أبيسو، لما بدر منه خلال مباراة فيورنتينا وإنتر ميلان الماضية في الجولة الـ24 من الدوري الإيطالي، بدا من الواضح أن الكرة الإيطالية لا تعرف معنى السكوت عن الأخطاء؛ خوفاً من أندية لها جماهيرية وشعبية كبيرة، وتطبق القانون بحذافيره من دون النظر إلى أسماء الأندية أو أعلامها، وهو ما تفتقده بعض الدوريات العالمية وأيضاً العربية، فماذا لو تحكم الاتحاد الإيطالي بصرامته تلك في كرة القدم بالعالم؟
كان الحَكم روزاريو أبيسو قد ارتكب أخطاء جسيمة أسهمت في تغير نتيجة المباراة ضد الإنتر ولمصلحة فيورنتينا، ليقوم الاتحاد بإيقافه 3 مباريات، مع منعه من إدارة أي مباراة للنيراتزوري حتى نهاية الموسم، ليعاكس الجملة الشهيرة التي تقول بأن أخطاء الحكام جزء من كرة القدم.
وقد قام أبيسو باحتساب ركلة جزاء مشكوك في صحتها لمصلحة فيورنتينا في الدقيقة 9 من الوقت المحتسب بدلا من الضائع ، بعدما لمست الكرة كتف دي أمبروزيو مدافع الإنتر، ليعود الحَكم إلى تقنية الفيديو، ورغم ذلك يقر بوجود الخطأ، وأسهمت ركلة الجزاء الوهمية تلك في حرمان إنتر من 3 نقاط كانت في متناول يده، بطريقة غير شرعية كما اعتبرها الاتحاد الإيطالي، نتيجة خطأ جسيم من الحَكم وأيضاً تقنية الفيديو، وذلك بعد هجوم كبير من مسؤولي إنتر ولاعبيه على تلك الركلة.
لكن من الواضح ان تلك الصرامة لا تتكرر في بعض الدوريات بالعالم مثل الدوريين الإنجليزي والإسباني، حيث تحدث أخطاء جسيمة من الحكام تؤدي إلى فقدان فرق نقاطاً وبطولات، ولا يكون العقاب رادعاً مثل الذي حدث في إيطاليا، فلو تحكَّم الاتحاد الإيطالي في التحكيم بالدوريات الكبرى لرأينا أموراً مختلفة على مستوى التنافسية في تلك البطولات مع قلة الأخطاء التحكيمية، وتحقيق العدل بنسبة كبيرة في الملاعب.
أما في الدوريات العربية، فحدِّث ولا حرج عن الأخطاء التحكيمية المؤثرة، والقرارات الضعيفة من الاتحادات والكيل بأكثر من مكيال؛ خوفاً من جماهيرية ونفوذ بعض الأندية الكبرى، فمثلاً في الدوري المصري تحدث مجاملات واضحة تسهم في حسم نتائج بطولات وكؤوس كثيرة، ولا يوقّع عقاب رادع على الحَكم المخطئ، وهناك من الأمثلة الكثير، فماذا لو تحكَّم الاتحاد الإيطالي فيها وأدار البطولات؟ بكل تأكيد، ستكون هناك متغيرات كثيرة في تحديد البطل، وترتيب جدول المسابقة، وأمور كثيرة خاصة بها.