تلقى الدولي المصري محمد صلاح سيلاً من الهجوم، على مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما نشر صورة يظهر فيها مبتسماً، عقب يوم واحد فقط من حادث محطة مصر للسكك الحديدية، بالقاهرة.
وانهالت مئات التعليقات الغاضبة على صلاح، تنتقد توقيت نشر الصورة، في ظل حالة الحزن الشديد التي يعيشها المصريون، بسبب الحادث الأليم الذي أودى بحياة أكثر من 20 شخصاً، فضلاً عن عشرات المصابين، بحسب بيانات رسمية مصرية.
اللاعب يشعر بالضيق مع بعض التفهم
وكشف مصدر مقرب من اللاعب لـ "عربي بوست"، أن صلاح يشعر ببعض الضيق بعد هذا الهجوم، ولم يكن يتوقع أن يحدث ذلك، لافتاً إلى أن هذا الشعور سيطر عليه دقائق، لكنه تجاوز الأمر.
وأوضح المصدر أن "صلاح نعى بالفعل ضحايا الحادث الأليم، ويشعر بالحزن الشديد، بسبب الوفيات والمصابين، وكان ينوي أمس (الأربعاء 27 فبراير/شباط 2019)، ألا يحتفل إذا سجَّل ضد واتفورد، خلال مباراة الجولة الـ28 من الدوري الإنجليزي الممتاز".
وتابع: "صلاح ليس منفصلاً عن واقعه في مصر، وسبق له التعبير عن حزنه، وعدم الاحتفال في مباراة مع فريقه ليفربول عندما سجل ضد تشيلسي، بسبب إحدى الحوادث الإرهابية في مصر".
وأكمل قائلاً إن "اللاعب تجاوز الهجوم عليه، وهو يشعر ببعض التفهم للانتقادات".
مبرر النشر
وأوضح أن مبرر نشر الصورة هو نفي الادعاءات بأن اللاعب لم يكن سعيداً أمس بعد فوز فريقه بخماسية، لأنه لم يحرز أهدافاً.
وشدد المصدر على أن "الأولوية بالنسبة لصلاح هي فوز الفريق، الذي أشعره بالسعادة عكس كل ما يتم التكهن به، ولذلك نشر صورة يظهر فيها مبتسماً، ليدحض كل ما تردد عن شعوره بعدم الرضا".
مستوى متراجع
ويمر المصري محمد صلاح، نجم ليفربول الإنجليزي، بحالة من التراجع الحاد في المستوى، بالآونة الأخيرة، أثرت في سعي فريقه للفوز بلقب الدوري الإنجليزي، والتقدم في بطولة دوري أبطال أوروربا.
وفرَّط ليفربول في التقدم بفارق 7 نقاط على ملاحِقه مانشستر سيتي في سباق بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز، وتقلص الفارق بينهما إلى نقطة وحيدة بعد مرور 28 جولة من عُمر المسابقة.
وقدَّم صلاح، أسوأ مستوياته في لقاء الجولة الـ27 من البريميرليغ، عندما تعادل فريقه مع مانشستر يونايتد من دون أهداف، في ملعب أولد ترافورد، ولم يسدد الدولي المصري أي كرة على مرمى الإسباني دافيد دي خيا.
وفشل ليفربول في استغلال الظروف غير الطبيعية التي مر بها مضيفه اليونايتد، ومنها إجراء تبديلاته الثلاثة اضطرارياً في الشوط الأول، لتنتهي المباراة بالتعادل السلبي.
وقدَّم أغلب لاعبي ليفربول أداء سيئاً طوال المباراة، كما أخفق المدرب الألماني، يورغن كلوب، في إدارة المباراة بالشكل الذي يكفل لفريقه التفوق، وتأخر في تغييراته رغم استيائه الواضح من أداء لاعبيه منذ منتصف الشوط الأول.
وجاء ذلك استمراراً للحالة غير الجيدة التي يمر بها النجم المصري، الذي فشل رفقة زملائه في هز شباك بايرن ميونيخ في إنفيلد، بذهاب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا، لتنتهي المواجهة سلبية، وتصبح فرص وصيف النسخة الماضية، في الاستمرار بالبطولة، مرهونة بتحقيق نتيجة إيجابية في معقل البافاري أليانز أرينا.
ولم يسجل صلاح سوى هدف واحد في آخر 5 مباريات لفريقه بالدوري الإنجليزي الممتاز، وهو ما يشير إلى تراجع مستواه.
لوم غير مباشر
يُذكر أن صلاح حمَّل مدربه الألماني، يورغن كلوب، بشكل مبطن، مسؤولية تراجعه التهديفي خلال الفترة الأخيرة، مرجعاً ذلك إلى إصراره على إشراكه في مركز المهاجم الصريح الذي لا يفضله عكس مركزه المحبب، وهو الجناح الأيمن أو تحت رأس الحربة، والذي يعطيه حرية أكبر ومساحات لإحراز مزيد من الأهداف والتألق.
وقال صلاح في تصريحات صحفية، إن المركز الذي يفضله هو الجناح الأيمن أو تحت المهاجم، وهو الأمر الذي يعطيه حرية أكبر من اللعب كمهاجم صريح تحت رقابة لصيقة من مدافعي فرق الدوري الإنجليزي الصلبة، تؤثر في معدله التهديفي، لا سيما بالفترة الأخيرة.
وصرح صلاح في تصريحات أبرزَها موقع "Liverpool Echo" : "المركز المفضل؟ لقد لعبت كثيراً هذا الموسم كمهاجم، لكني ألعب أيضاً كجناح وأحرز في أثناء الوجود بهذا المركز كثيراً من الأهداف، أنا لا أحب أن أصف نفسي بأني مهاجم صريح، بسبب أسلوبي في اللعب، الذي لا يميل إلى الاحتفاظ بالكرة والاعتماد على القوة الجسدية".
وأضاف: "المهاجم يجب أن يوجد أكثر في العمق، للحصول على الكرة وتجاوز اللاعبين، ولكن أنا ألعب بشكل مختلف عندما أكون في هذا المركز، عندما ألعب كمهاجم أعود إلى الخلف للوجود كصانع ألعاب، من أجل الحصول على الكرة والركض بها".