يمر المصري محمد صلاح، نجم ليفربول الإنجليزي، بحالة من التراجع الحاد في المستوى، في الآونة الأخيرة، أثرت على سعي فريقه للفوز بلقب الدوري الإنجليزي، والتقدم في بطولة دوري أبطال أوروبا.
وفرط ليفربول في التقدم بفارق 7 نقاط عن ملاحقه مانشستر سيتي في سباق بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز، وتقلص الفارق بينهما إلى نقطة وحيدة، بعد مرور 28 جولة من عمر المسابقة.
وقدم صلاح أسوأ مستوياته في لقاء الجولة 27 من البريميرليغ، عندما تعادل فريقه مع مانشستر يونايتد من دون أهداف، في ملعب أولد ترافورد، ولم يسدد الدولي المصري أي كرة على مرمى الإسباني دافيد دي خيا.
وفشل ليفربول في استغلال الظروف غير الطبيعية التي مر بها مضيفه اليونايتد، ومنها إجراء تبديلاته الثلاثة اضطرارياً في الشوط الأول، لتنتهي المباراة بالتعادل السلبي.
وقدم أغلب لاعبي ليفربول أداء سيئاً طوال المباراة، كما أخفق المدرب الألماني يورغن كلوب في إدارة المباراة بالشكل الذي يكفل لفريقه التفوق، وتأخر في تغييراته رغم استيائه الواضح من أداء لاعبيه منذ منتصف الشوط الأول.
وجاء ذلك استمراراً للحالة غير الجيدة للنجم المصري، الذي فشل رفقة زملائه في هز شباك بايرن ميونيخ في آنفيلد، بذهاب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا، لتنتهي المواجهة سلبية، وتصبح فرص وصيف النسخة الماضية في الاستمرار بالبطولة مرهونة بتحقيق نتيجة إيجابية في معقل البافاري أليانز أرينا.
ولم يسجل صلاح سوى هدف واحد في آخر 5 مباريات لفريقه بالدوري الإنجليزي الممتاز، ما يشير إلى تراجع مستواه، الذي دفع مدربه يورغن كلوب للاجتماع به منفرداً، لمعرفة أسباب هذا الانحدار.
سر تراجع مستوى صلاح
وبحسب مصدر في جهاز ليفربول، فإن كلوب حرص على الاجتماع بنجم فريقه الأول، بعد مباراة مانشستر يونايتد، وخلال الجلسة أكد له صلاح أنه يتعرض لضغط شديد من الجماهير التي تحمله عبء ضرورة قيادة الفريق للفوز بلقب الدوري الإنجليزي الغائب.
وأوضح صلاح أنه يواجه في كل لحظة مطالبات وضغوطاً من سكان المدينة، بضرورة فك العقدة وإحضار لقب البريميرليغ، وأنه بات لا يفضل الخروج إلى الأماكن العامة، سواء المطاعم أو غيرها، لكونه يعرف أنه سيتعرض في كل مرة إلى هذه المطالبات والإلحاحات.
وأكد النجم المصري لكلوب، أنه لم يشعر بمثل هذا الضغط مسبقاً، حتى عندما كان مطالباً من المصريين بضرورة قيادة الفراعنة للعودة لكأس العالم بعد غياب 28 عاماً.
من جانبه حاول كلوب تهدئة اللاعب، وأكد له أن الضغوط موزعة على عواتق الجميع، وأن مكانته باتت محفورة في قلوب جماهير ليفربول، حتى لو لم يستطع الفريق تحقيق لقب البريميرليغ.
وطالب كلوب اللاعب بعدم الالتفات إلى أي ضغوط، خاصة أن الفترة المقبلة من الموسم تحتاج إلى التركيز الشديد.
محاولة لم تجدِ نفعاً حتى الآن
ويبدو أن محاولات تحفيز كلوب لصلاح لم تجد نفعاً حتى هذه اللحظة، حيث ظهر أمس بمستوى متواضع، في فوز فريقه الساحق بخماسية من دون رد على واتفورد، في الجولة 28 من الدوري الإنجليزي الممتاز.
وهيمن ليفربول بالطول والعرض على مجريات اللقاء، وقدم لاعبوه سيمفونية رائعة من فنون كرة القدم، إلا أن صلاح كان يغرد خارج السرب في هذا اللقاء.
وتوهج السنغالي ساديو ماني بتسجيل ثنائية، منها هدف مذهل بعقب القدم، كما لمع المدافع فيرجيل فان ديك بإحراز هدفين من رأسيتين.
أما الظهير الأيمن ترينت ألكسندر أرنولد، فقد عاد من الإصابة متوهجاً، وصنع 3 أهداف لفريقه من الخماسية، فيما تكفل الظهير الأيسر الاسكتلندي أندري روبرتسون بصناعة الهدفين المتبقيين.
وحتى اللاعب البلجيكي ديفوك أوريجي، نجح في إحراز هدف، ليستغل مشاركته أساسياً في ظل غياب البرازيلي المصاب روبرتو فيرمينو.
أما صلاح، فظهر بشكل غير جيد طوال اللقاء، وكانت العديد من تمريراته مقطوعة، ولم ينجح في التسجيل أو الصناعة رغم تشجيع جماهير ليفربول المستمر له، وهتافها مراراً باسمه خلال مجريات المباراة.
لوم غير مباشر
يذكر أن صلاح حمَّل مدربه الألماني يورغن كلوب، بشكل مبطن، مسؤولية تراجعه التهديفي خلال الفترة الأخيرة، مرجعاً ذلك إلى إصراره على إشراكه في مركز المهاجم الصريح الذي لا يفضله عكس مركزه المحبب، وهو الجناح الأيمن أو تحت رأس الحربة، والذي يعطيه حرية أكبر ومساحات لإحراز مزيد من الأهداف والتألق.
وقال صلاح في تصريحات صحفية، إن المركز الذي يفضله هو الجناح الأيمن أو تحت المهاجم، وهو الأمر الذي يعطيه حرية أكبر من اللعب كمهاجم صريح تحت رقابة لصيقة من مدافعي فرق الدوري الإنجليزي الصلبة، تؤثر في معدله التهديفي، لاسيما بالفترة الأخيرة.
وصرح صلاح في تصريحات أبرزَها موقع "Liverpool Echo": "المركز المفضل؟ لقد لعبت كثيراً هذا الموسم كمهاجم، لكني ألعب أيضاً كجناح وأحرز في أثناء الوجود بهذا المركز كثيراً من الأهداف، أنا لا أحب أن أصف نفسي بأني مهاجم صريح، بسبب أسلوبي في اللعب، الذي لا يميل إلى الاحتفاظ بالكرة والاعتماد على القوة الجسدية".
وأضاف: "المهاجم يجب أن يوجد أكثر في العمق، للحصول على الكرة وتجاوز اللاعبين، ولكن أنا ألعب بشكل مختلف عندما أكون في هذا المركز، عندما ألعب كمهاجم أعود إلى الخلف للوجود كصانع ألعاب، من أجل الحصول على الكرة والركض بها".