الأحزاب اليمينية قامت ولن تقعد.. الحجاب الرياضي يعيد توحيد فرنسا ضد الزي الإسلامي

حالة متصاعدة من الغضب تسود فرنسا منذ أمس الثلاثاء، بسبب إقدام سلسلة متاجر شهيرة بالإعلان عن نيتها طرح حجاب رياضي يطلق عليه "حجاب كالانجي رانين"

عربي بوست
تم النشر: 2019/02/27 الساعة 09:30 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/02/27 الساعة 10:44 بتوقيت غرينتش
الحجاب الرياضي AFP PHOTO / NICOLAS ASFOURI (Photo by NICOLAS ASFOURI / AFP)

حالة متصاعدة من الغضب تسود فرنسا منذ أمس الثلاثاء، بسبب إقدام سلسلة متاجر شهيرة بالإعلان عن نيتها طرح حجاب رياضي يطلق عليه "حجاب كالانجي رانين"، ما دفع الشركة للتراجع عن الفكرة تماما، وسط لعنات مسئولين رسميين فرنسيين وقادة الأحزاب اليمينية، لدرجة دفعت البعض للقول أن الحجاب الرياضي أعاد توحيد فرنسا بعدما مزقتها لعدة أسابيع المظاهرات المستمرة من أصحاب السترات الصفراء.

وتراجعت سلسلة متاجر ديكاثلون عن نيتها طرح الحجاب الرياضي في الاسواق الفرنسية بعدما تلقت تهديدات بالمقاطعة وموجة من الانتقادات داخل سلسلة المتاجر نفسها أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وحدث الأمر في غضون ساعات حين أعلنت سلسلة (ديكاثلون) الثلاثاء عن نيتها طرح هذا "الحجاب" في فرنسا، وهي القطعة التي تبيعها بالفعل منذ أسابيع في المغرب.

وبحسب جريدة "Le Monde" اليومية الفرنسية فإن مسؤول الدعاية في سلسلة متاجر ديكاثلون خافيير ريفوار حاول تبرير الأمر بقوله "إنه منتج مخصص لممارسة الرياضة، وهو مصنوع من نسيج يساعد على التهوية ولامع. قررت (ديكاثلون) توفيره كي تتمكن النساء، أيا كان أصلهن، من استخدامه إذا أردن ذلك".

لكن القرار قوبل بهجوم عنيف من الطبقة السياسية والكثير من المستهلكين الذين أعربوا عن نيتهم عدم ارتياد متاجر الشركة مرة أخرى، وتلقت السلسلة عبر الشبكات الاجتماعية منذ صباح الثلاثاء "سيلا من الإهانات والتهديدات غير مسبوق"، ردا على فكرة طرح الحجاب الرياضي.

كما أثار القرار جدلاً واسعا في الأوساط السياسية

خاصة لدى أحزاب اليمين التي عبرت عن امتعاضها من القرار، وعبّرت وزيرة الصحة آنييس بوزين، خلال مقابلة مع إذاعة "RTL"، صباح الثلاثاء عن أسفها لقرار "ديكاثلون" قائلة إنها "كانت تفضّل ألا يقوم محل تجاري فرنسي بالترويج للحجاب".

وتابعت قائلة "ما قام به ديكاثلون هو أمر مسموح، والعلمانية في فرنسا تسمح بوضع الحجاب. لكن شخصيا لا أحبذ فكرة التمييز بين الرجل والمرأة".

ودعا بعض النواب لمقاطعة بضائع سلسلة " ديكاثلون" رداً على قرارها تسويق ملابس للمحجبات.

وقالت النائبة أورور بيرجي المنتمية للحزب الحاكم، في بيان رسمي "لا أثق بمتجر يتخلى عن قيمنا، الرياضة يجب أن تكون مصدر تحرر لا خضوع".

أما حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف فيرى في قرار ديكاثلون "نوع جديد من الطائفية الإسلامية التي تمارس في المساحات العامة".

أمام هذا الهجوم الشرس والمتنوع

خرج ريفوار ليؤكد على نفس الإذاعة تراجع الشركة عن هذه الخطوة، موضحا "نتخذ هذا القرار فعلا، ونتحمل المسئولية كاملة، بعدم طرح هذا المنتج في الوقت الحالي بفرنسا".

وكانت سلسلة المتاجر قد قوبلت بهجوم عنيف قبل عدة أسابيع عندما طرحت الحجاب الرياضي في فروعها بالمغرب، وهو الهجوم الذي تسبب في اختفاء المنتج من فروعها قبل أن تتمكن سيدات مغربيات كثر من شرائه، واعلن وقتها أن المنتج المعني لم يعد موجودًا على الموقع الرسمي لـ "ديكاتلون" المخصص للزبائن الفرنسيين.

فيما قالت شركة ديكاتلون، إن المنتج لا يتواجد في أي من متاجر الشركة في فرنسا، مشيرة إلى أنه لا يزال في طور التصنيع

علامات:
تحميل المزيد