حالة من الغموض سادت انتقال ملكية نادي بيراميدز، الذي يلعب في الدوري الممتاز المصري، من المستشار تركي آل الشيخ رئيس هيئة الترفيه السعودية إلى الإماراتي سالم سعيد الشامسي.
وتسبب سعي الإعلام المصري للبحث عن أي معلومات تخص المالك الجديد، في تحويله إلى بطل فيلم "حكايات الغريب" الذي يرصد حكاية سائق ساعد الفدائيين في مدينة السويس خلال حرب الاستنزاف، لكنه اختفى فجأة، ليحوله أهل السويس إلى أسطورة ويزعمون رؤيته بأماكن مختلفة في وقت واحد، دون أن يكون أي من ذلك صحيحاً.
وبينما حرص مالكَي نادي بيراميدز القديم والجديد على عدم الإعلان عن أي تفاصيل تخص الصفقة سواء المالية منها أو الشخصية، بدأت وسائل الإعلام المصرية "كعادتها" في الاجتهاد، لكشف غموض هوية المالك الجديد، الذي شغل لفترة بسيطة منصب نائب رئيس مجلس إدارة النادي مع تركي آل الشيخ، والذي لم يظهر للعلن سوى مرة واحدةٍ عدة دقائق في برنامج رياضي على قناة "MBC مصر"، لم يكشف فيه شيئاً عن شخصيته، واكتفى وقتها بالكلام عن النادي وطموحاته الرياضية والاستثمارية.
ولم ينتبه المحررون الذين تصدوا لتعريف المالك الجديد لبيراميدز للجمهور المصري، إلى أن اسم سالم الشامسي منتشر بكثرة في الإمارات؛ نظراً إلى كون اللقب يرمز إلى قبيلة الشامسي العريقة في مدينة العين، والتي ينتمي إليها عشرات الآلاف من المواطنين، لا شك في أن هناك ما لا يقل عن ألف شخص منهم يحمل اسم سالم، أحد الأسماء الدارجة في الإمارات.
من بين أبرز المحاولات كتب أحد المواقع، متحسِّباً لتباين المعلومات عن سالم الشامسي، تقريراً بعنوان "10 معلومات مهمة عن مالك بيراميدز الجديد"، سرد فيه معلومات عامة يمكن أن تنطبق على عشرات الآلاف من الإماراتيين، لكنها تمثل أغلب ما كُتب عن أي شخص يحمل اسم سالم الشامسي في مواقع التواصل الاجتماعي.
من المعلومات أنه أحد أبرز المستثمرين في مجال المقاولات العامة بالإمارات، ويمتلك ما يقرب من 15 شركة تختص بمجالات صناعية مختلفة في مختلف أنحاء الإمارات، وأنه يؤلف دواوين شعرية، حيث يهتم على صفحاته الخاصة، بإعلانها بشكل دوري، ويهتم بتربية النسور (في الإمارات وبقية دول الخليج يهتمون بتربية الصقور وليس النسور) والخيول ببلده الإمارات، كما يفضل قلة الظهور والغيابَ عن المناسبات، ويتضح ذلك في قلة المعلومات عنه، ويعتبر من أغنى رجال الأعمال في الإمارات.
وكتبت مواقع أخرى أن المالك الجديد عقيد في القيادة العامة لشرطة أبوظبي بالإمارات العربية المتحدة، وشغل بعض المناصب في القيادة العامة لشرطة أبوظبي، ومنها: مدير أمن القيادة العامة، ومدير شرطة مستشفيات العين.
الطرافة تزداد حين يتعلق الأمر بصور سالم الشامسي، التي اختلفت المواقع في وضعها مع خبر تقديم المالك الجديد، خصوصاً تلك التي وضعت صورة للشامسي لا تحمل أي تشابه مع صورته خلال الحوار الوحيد الذي أجراه مع القناة المصرية، في حين لجأت مواقع أخرى إلى نشر تقرير عن المالك الجديد مع صورة للشيخ خليفة بن زايد رئيس دولة الإمارات، باعتبار أنه الرمز المؤكد لكل الإماراتيين.
أخيرا الحقيقة انه لا توجد معلومات دقيقة عن سالم الشامسي حتى في دولة الإمارات حيث تواصل "عربي بوست" مع مصادر إعلامية هناك لمعرفة أي معلومات موثقة عن المالك الجديد لبيراميدز، لكن جاءت الردود كلها تحمل عبارة واحدة "لم نسمع عنه شيئا قبل اليوم".