بعد صراعات طويلة ودراما وأحداث غريبة شهدتها المواجهات بين أكبر مدربين في العالم، منذ بداية الألفية الجديدة: البرتغالي جوزيه مورينيو والإسباني بيب غوارديولا، طالب خافيير تيباس، رئيس رابطة الدوري الإسباني، بعودتهما مرة أخرى إلى الليغا، بعد أن قادا من قبلُ ريال مدريد وبرشلونة، ليعيد إشعال فتيل الحرب بينهما مرة أخرى في الملاعب الإسبانية خلال الموسم المقبل.
وقال تيباس في تصريحات نقلتها صحيفة "موندو ديبورتيفو" الإسبانية: "أتمنى عودة مورينيو وغوارديولا إلى الدوري الإسباني، لأنهما مدربان رائعان، فرغم اختلافاتهما في أسلوب اللعب، فإنهما أثبتا أن كليهما من صفوة مدربي العالم".
https://www.mundodeportivo.com/futbol/20190220/46595039414/tebas-mourinho-guardiola-laliga.html
فبعد فترتهما في ريال مدريد وبرشلونة، التقيا مرة أخرى بديربي مانشستر بين فريقيهما يونايتد وسيتي في السنوات الأخيرة، بعد أن بدأ الثنائي معاً في فريق برشلونة، غوارديولا قائداً للفريق ومورينيو مترجماً للسير بوبي روبسون، مدرب الفريق الكتالوني آنذاك.
عودة الحديث مرة أخرى عن الرغبة في إعادتهما إلى لعب أحدهما ضد الآخر مرة أخرى، خاصة في الدوري الإسباني مع القطبين، جاءت بعد رحيل مورينيو عن يونايتد، وسط أنباء تفيد برغبة فلورنتينو بيريز، رئيس ريال مدريد، في إعادته مدرباً للفريق بالموسم المقبل، وأيضاً آمال جماهير برشلونة في قيادة بيب البارسا مرة أخرى، بعد الأداء والنتائج السيئة لإرنستو فالفيردي هذا الموسم.
بداية الصراع المباشر
وبدأ الصراع بينهما عندما جاء مورينيو لتدريب ريال مدريد في 2010، وتعهد بإنهاء سيطرة غوارديولا التاريخية مع برشلونة على البطولات، ولكنه تلقَّى هزيمة ساحقة في أول كلاسيكو بينهما في كامب نو بخماسية نظيفة، ليتلقى أكبر هزيمة بتاريخه حينها، ثم عاد في نهاية الموسم وانتصر على فريق غوارديولا بهدف نظيف بنهائي كأس ملك إسبانيا، ويحقق أول ألقابه مع الريال في موسمه الأول.
الصراع اشتد في الموسم الثاني بين المدربين الكبيرين، ولكن كانت الغلبة به هذه المرة للمدرب البرتغالي، الذي نجح في الفوز بلقب الدوري الإسباني على حساب رجال بيب، ونجح في هزيمته بالكلاسيكو وحقق 100 نقطة باعتباره أول مدرب وفريق في أوروبا يحقق ذلك، ليكون موسم الرحيل للمدرب الإسباني مع البلوغرانا حينها، ويتأجل الصراع بينهما إلى البريميرليغ فيما بعد.
تجدد الحرب مرة أخرى
في عام 2016، أعلن مانشستر يونايتد تعيين مورينيو مدرباً للفريق، ليجد نفسه وجهاً لوجه مرة أخرى أمام غوارديولا، الذي كان مدرباً لمانشستر سيتي في هذا التوقيت، بعد تجربة له في الدوري الألماني مع بايرن ميونيخ، ويصطدم بعدوه اللدود من جديد ولكن في إنجلترا. وكالعادة، تفوق غوارديولا في الموسم الأول على مورينيو وهزمه في الديربي، ولكنه لم يحقق لقب البطولة، التي تُوِّج بها تشيلسي حينها مع أنطونيو كونتي.
وبالموسم الثاني، تبادل الفريقان الفوز في مباراة الديربي، ولكن مع تفوق لرجال مورينيو بفارق هدف بحساب المواجهات المباشرة، وتُوِّج السيتي باللقب وكان يونايتد وصيفاً له، قبل أن يتفوق غوارديولا مرة أخرى بالموسم الحالي على مورينيو، الذي لم يكمله ويرحل مقالاً بنهاية العام الماضي (2018) عن الشياطين الحمر، ليترك المعركة خالية لمنافسه المعتاد والدائم، غوارديولا.
وواجه الثنائي أحدهما الآخر في 22 مواجهة إجمالاً بكل المسابقات والدوريات، فاز غوارديولا في 11 مباراة منها، في حين فاز مورينيو بـ5 مناسبات، وتعادلا في 6 مباريات.
هل تعود المعركة من جديد؟
فهل نشهد عودتهما إلى الليغا مرة أخرى كما تمنى تيباس أم يظل الأمر في خانة الذكريات؟ بعد أن قاد سابقاً غوارديولا برشلونة 4 سنوات بين عامي 2008 و2012، حقق خلالها كل الألقاب والبطولات الممكنة للفريق الكتالوني، وشهد السداسية التاريخية للفريق في موسم واحد، في حين تولى مورينيو تدريب الغريم ريال مدريد بين عامي 2010 و2013، وحقق كل البطولات المحلية مع الميرينغي.
يُذكر أن غوارديولا يرتبط بعقد مع مانشستر سيتي ممتد حتى صيف 2021، وليس من المرجح أن يرحل المدرب الإسباني عن ملعب "الاتحاد" في وقت قريب، عكس وضع مورينيو، الذي ليس لديه عمل مع أي فريقٍ الآن.