لا يمر أسبوع على الدوري السعودي دون أن يقال مدرب، حتى بات البعض يتندر على انتشار الظاهرة بأن الجلوس على كرسي الحلاق قد يستغرق وقتاً أطول من الجلوس على دكة بدلاء أي فريق في دوري محمد بن سلمان.
الأمور تتم دون النظر إلى وضع الفريق في المنافسة، أو ما حققه هذا المدرب من نتائج، فالفرق الثلاثة التي تتنافس على اللقب -وهي الهلال والنصر والأهلي- أقالت مدربيها واستبدلتهم بآخرين، ووصل الأمر أحياناً إلى تغيير 3 مدربين خلال الموسم كما فعل النصر.
أفضل انطلاقة لم تشفع لخيسوس مع الهلال
البرتغالي خورخي خيسوس تعاقد معه الهلال في الصيف الماضي، براتب ذكرت تقارير برتغالية أنه يصل إلى 7 ملايين يورو سنوياً، بعد فسخ عقده مع نادي سبورتنغ لشبونة، وقاد الفريق بـ25 مباراة في مختلف المسابقات، حقق الانتصار في 20 وتعادل 3 وخسر مواجهتين، كما تُوج برفقته ببطولة كأس السوبر أمام الاتحاد مطلع الموسم الجاري.
وحقق البرتغالي أفضل انطلاقة للهلال في الدوري، حين قاد الفريق إلى 9 انتصارات متتالية، قبل أن يتعادل مع الفيصلي. وفي 17 مباراة لعب فيها بالبطولة، حقق 12 انتصاراً و4 تعادلات وخسارة وحيدة، ليتصدر جدول ترتيب المسابقة بـ40 نقطة، لكن ذلك لم يكن كافياً في نظر إدارة النادي التي أطاحت به، وسوغت ذلك بعدم رغبته في الاستمرار الموسم المقبل، وحل محله الكرواتي زوران ماميتش، المدرب السابق للنصر السعودي والعين الإماراتي.
📃 مجلس الإدارة ينهي عقد "جيسوس" بالتراضي.. ويعين "زوران" مدربًا للفريق الأول#الهلال pic.twitter.com/EHNTHKo5cw
— نادي الهلال السعودي (@Alhilal_FC) January 30, 2019
لكن الحقيقة التي في "بطن الشاعر" عرفها "عربي بوست" من مصادرها في المملكة، وتفيد بأن مشكلة المدرب مع إدارة الهلال هي شخصيته القوية، حيث يتعامل مع اللاعبين والإدارة بحزم يصل إلى درجة الغطرسة، وهو ما عجّل برحيله من النادي.
النصر غيّر مدربه 3 مرات
المنافس الأول للهلال في جدول ترتيب بطولة الدوري السعودي هو جاره وغريمه اللدود النصر، الذي دخل موسمه باستعدادات قوية وصفقات كبيرة، ومدرب سبق له التتويج مع الفريق باللقب في عام 2014، وهو الأورغوياني كارينيو، ولكن بمجرد تعادل الفريق مع الفيحاء والخسارة أمام الأهلي والمولودية الجزائري بالبطولة العربية، بادرت الإدارة إلى إقالته بدعوى سوء النتائج.
ومع عدم وجود بديل جاهز، لجأت الإدارة إلى مدرب المراحل السنية البرتغالي هيلدر كريستوفاو، الذي قاد الفريق بـ10 مباريات، فاز في ست منها وخسر واحدة، وتعادل في 3 مباريات، وترك الفريق بالمركز الثاني في الدوري خلف الهلال بـ3 نقاط.
لكن بدلاً من منح الفرصة للمدرب المؤقت من أجل الاستقرار، فضّل النصر البحث عن مدرب كبير لقيادة الفريق، ليستقر على التعاقد مع روي فيتوريا مدرب بنفيكا البرتغالي، الذي وقع عقداً مع النادي لمدة موسم ونصف الموسم مقابل 7 ملايين يورو.
الجميع يغير مدربيه.. 5 فقط خرجوا عن النص
الشائع في الدوري السعودي هو تغيير المدربين، وبدأ هذا الموسم من الجولة الثانية ببطولة الدوري باستغناء الاتحاد عن الأرجنتيني رامون دياز، ولم تتحسن النتائج تحت قيادة المدرب المؤقت حسن خليفة، ولم يتغير وضع الفريق كثيراً بعد التعاقد مع المدرب الكرواتي بيليتش رغم طول الفترة التي كان فيها مع الفريق، إذ يحتل عميد الأندية السعودية المركز قبل الأخير بجدول البطولة برصيد 14 نقطة، جمعها في 19 مباراة.
الجار والمنافس للاتحاد في مدينة جدة، الأهلي، هو الآخر غيّر مدربه بابلو غويدي مؤخراً؛ على خلفية خروج الفريق مبكراً من كأس خادم الحرمين الشريفين أمام الوحدة، وتراجع حظوظه في المنافسة على لقب الدوري عقب تعرضه لـ5 خسائر والتعادل في 3 مباريات من أصل 18 مباراة لعب فيها بالبطولة، ليحل محله الأورغوياني خورخي فوساتي.
واستغنى الاتفاق كذلك عن مدربه الأوروغوياني راموس وعوضه بالإسباني سيرغيو بيرناس، وكذلك هو الحال لجاره القادسية الذي أقال الصربي ألكسندر ستانوغيفيتش، وكلف عبد العزيز البيشي قيادة الفريق بصفة مؤقتة قبل التعاقد مع البلغاري إيفايلو بيتيف، وفضل البرازيلي كاريلي إنهاء تجربته مع الوحدة، وتسلّم المهمة المصري أحمد حسام "ميدو"، واستغنى الفيحاء عن مدربه الأرجنتيني غوستافو، واستعان بالصربي موسلين، ولحق الباطن بمن سبقه وأقال مدربه البلجيكي فرانكي، وحل محله السعودي يوسف الغدير.
ومن بين 16 نادياً تتنافس بالدوري السعودي، نجح 5 مدربين في الحفاظ على وجودهم مع فرقهم، وهم الروماني ساموديكا مع الشباب، والتونسي فتحي الجبال مع الفتح، والبلجيكي بيسنك هاسي مع الرائد، والبرتغالي بيدرو مع التعاون، والروماني إسيلا مع الحزم.
تغيير المدربين مثل شرب الماء!
وصف اللاعب السعودي السابق علي كميخ تغيير المدربين في بلاده بأنه مثل "شرب الماء"، إذ قال تعليقاً على إقالة بابلو غويدي من تدريب الأهلي، لقناة "24 سبورت" الرياضية: "شاهدت الفريق منظماً ومرتباً مع المدرب غويدي، فقط بعض الأخطاء من اللاعبين، ثقافة التغيير لدينا مثل شرب الماء! الإداريون لا يتحملون المسؤولية، دائماً وأبداً يلقون باللائمة على الجهاز الفني".
وعلّق الإعلامي طارق النوفل للقناة ذاتها عن هذه الظاهرة، بقوله: "إقالة المدربين ليست في مصلحة أو سمعة الدوري السعودي، كل مدرب بات يعرف حالياً أنه ستتم إقالته في أي لحظة، كذلك عندما يتم سؤال أي مدرب عن وجود عرض له من الدوري السعودي، يجيب بأنه يخشى الإقالة، لا نريد أن يكون ذلك الأمر شيئاً يوصم به دورينا".