بعد قضائه 22 عاماً بين جدران نادي آرسنال، قرر البروفيسور الفرنسي أرسين فينغر ترك الإدارة الفنية للجانرز، والاكتفاء بما قدمه مع الفريق طوال تلك السنوات، ليسير على خُطا الأسكتلندي السير أليكس فيرغسون، المدرب الأسطوري لمانشستر يونايتد، الذي قضى 25 عاماً مع الفريق الأحمر، واعتزل التدريب نهائياً، ليخلد وسط أساطير النادي العريق.
ولكن، يبدو أن الفرنسي لا يستطيع الخروج من عالم التدريب بسهولة مثلما كان الحال مع السير، فقرر الاستمرار في التدريب ولكن خارج الدوري الإنجليزي، حتى لا يواجه ناديه المحبب كخصم لأول مرة في مسيرته المهنية، ليضل طريق السير في الاعتزال، بعد مسيرة طويلة وكبيرة مع نادٍ واحد.
فقد كشفت تقارير صحفية إنجليزية عن اقتراب عودة فينغر إلى التدريب خلال الأشهر القليلة القادمة، لا سيما مع تقرير من صحيفة Mirror، يفيد بتلقيه 4 عروض للتدريب، بينها اثنان من ناديين كبيرين في القارة العجوز، وعرضان من منتخبين لقيادة أحدهما خلال الفترة القادمة، وبدأ المدرب الكبير المفاضلة بينهما لاختيار محطته المقبلة بعالم التدريب.
https://www.mirror.co.uk/sport/football/news/arsene-wenger-to-return-football-13964662
في حين كشفت الصحيفة عن بعض تفاصيل تلك العروض، حيث أكدت أن من بينها عرضين من ناديي باريس سان جيرمان وبايرن ميونيخ، ومباحثات شفهية من إدارة ريال مدريد مع المدرب المخضرم.
ولذلك يكون الخيار منطقياً ومناسباً للطرفين في حال اختيار فينغر لتدريب فريق العاصمة الفرنسية، الذي بعد كل ما صرفه في جلب اللاعبين والمدربين، ما زال بعيداً عن هدف الإدارة الأول، وهو رفع ذات الأذنين، لقب دوري أبطال أوروبا، الذي لا يزال هو الملاذ الأول والأخير للفريق الباريسي.
وهو ما يعيد إلى فينغر حلمه القديم هو الآخر، المتمثل بالظفر بلقب دوري الأبطال، الذي استعصى عليه بصفته مدرباً طوال فترته مع الجانرز، خاصة في نسخة 2006 التي كان فيها قاب قوسين أو أدنى من الفوز بلقبها أمام برشلونة في النهائي، قبل أن يلعب القدر بلعبته ويطيح به في الدقائق الأخيرة ويذهب باللقب للفريق الكتالوني، وسط حسرة المدرب الفرنسي العجوز.
ومع أسلوبه الفني الممتع وسمعته التدريبية الكبيرة، ومعرفته ودرايته بكل كبيرة وصغيرة عن الكرة الفرنسية والفريق الباريسي، يقطع فينغر أميالاً كبيرة نحو النجاح المنتظر بنسبة كبيرة في حال توصَّل إلى اتفاق مع إدارة سان جيرمان لتدريب الفريق، وعينه وعينهم على الحلم الكبير والقديم للجبل الفرنسي الطامح، وهو لقب دوري أبطال أوروبا، فهل نشاهد ذلك يحدث أم ستمنع الظروف والمفاوضات والاتفاقيات ذلك في الفترة القادمة؟