يبدو أن الحارس البلجيكي تيبوا كورتوا يجيد اصطناع الأزمات مع الفرق التي لعب لها، ربما أكثر من إجادته في الدفاع عن مرماه.
فلم يمر نصف موسم على رحيل البلجيكي تيبوا كورتوا عن تشيلسي إلى ريال مدريد، حتى دخل في صراعات مع جماهير فريقه السابق وإدارته.
وهذه هي المشكلة الثانية التي يصنعها كورتوا منذ بداية الموسم الحالي، وكانت الأولى بانتقاله إلى الريال، الجار اللدود لأتلتيكو، الذي لعب له كورتوا من قبلُ معاراً من تشيلسي، وشهد بداية تألقه.
هذا الانتقال أغضب جماهير أتلتيكو وإدارته، لدرجة رفع صورته من حائط الشرف الخاص بأبرز نجوم الأتلتيكو على مدى التاريخ.
في تشيلسي وبعدما كان أحد أبطال "البلوز" عند جماهيره خلال الفترة التي قضاها مع الفريق، حيث كان صمام الأمان وحارس عرين الفريق، ونجح في قيادته لتحقيق لقبين بالدوري الإنجليزي الممتاز وبطولة كأس الرابطة الأندية الإنجليزية.
تحوَّل بعد أزماته الأخيرة إلى خائن للفريق وجاسوس لريال مدريد، فكيف حدث ذلك؟
أزمتان صنعتا كل هذا الصخب للعملاق البلجيكي في أروقة ملعب ستامفورد بريدج، بعد أن كان بطلاً متوجاً لا يضاهيه أحد في حراسة مرمى الفريق اللندني الكبير.
دعوة هازارد لمجاورته في مدريد
منذ أيام قليلة، وجَّه كورتوا الدعوة إلى مواطنه وزميله السابق في تشيلسي إيدين هازارد، للانتقال إلى مدريد خلال الصيف المقبل، ومزاملته مرة أخرى.
وأكد أنه يرى فيه كل شيء يصلح لتعويض البرتغالي كريستيانو رونالدو في النادي الملكي، مفضلاً إياه على البرازيلي نيمار نجم باريس سان جيرمان، الذي تحوم الشكوك حول رغبة الريال في ضمه هو الآخر، لملء الفراغ الذي تركه الدون البرتغالي.
دعوة واضحة بهذا الشكل كانت كفيلة بأن تشعل غضب جماهير البلوز تجاه كورتوا، لا سيما أن هازارد هو معشوقها الأول ونجم الفريق الأبرز في السنوات الماضية.
وبالطبع، تعرض الحارس لهجوم جماهيري كبير، لدرجة أن البعض وصفه بأنه خائن للفريق، وآخرون وصفوه بأنه جاسوس لإدارة الريال، للضغط على مواطنه.
هجوم لاذع على الإدارة
لم يخفف كورتوا من تصريحاته المثيرة ضد تشيلسي، وإنما واصل استفزازه بتصريح جديد لاذع ضد مديرة النادي، مارينا جرانوفسكايا.
وقال إنه كان قد تلقى وعداً منها بالسماح له بالرحيل في الصيف الماضي، ولكنه فوجئ بعد كأس العالم التي أقيمت في روسيا، بتأكيدها أن النادي غير موافق على رحيله.
وأضاف أنها صعَّبت المفاوضات كثيراً، وأنه يشفق عليها، لأن العمل في العقود والمرتبات دائماً ما يصيب العاملين فيه بأمراض مزمنة، لصعوبة مهمتهم.
وقال إنه أخبرها في مارس/آذار 2018، برغبته في الرحيل، لأن العيش بلندن وجدول الدوري الإنجليزي يصعّبان عليه رؤية أطفاله الذين يعيشون في مدريد، ولكنها تجاهلت كل هذا، لتجعله يجبر تشيلسي على بيعه إلى ريال مدريد في الصيف الماضي.
من جديد، اشتعلت الأمور داخل جدران البيت الأزرق، وزاد غضب الجميع من الحارس البلجيكي، وهو ما زاد الطين بلة بعد دعوته لهازارد وتحوُّله إلى شخص غير محبوب من الجميع في ستامفورد بريدج، بعد أن كان نجماً ساطعاً بصفوف الفريق.