تعادل ليفربول للمرة الثانية على التوالي، ليضع حلم محمد صلاح في الفوز باول لقب جماعي في مشواره الاحترافي في مهب الريح.
التعادل هذه المرة كان مع ويستهام على ملعب ويمبلي الشهير في لندن، بعدما كان قد تعادل بالجولة الماضية مع ليستر سيتي في ملعب إنفيلد.
نظرات التشاؤم بدأت تظهر بوضوح في عيون مشجعي ومحبي الليفر بأنحاء العالم، وبعضهم يقول: "ما أشبه الليلة بالبارحة!"، فقد كان الريدز قريبين جداً من اللقب ويتقدمون على مانشستر سيتي أيضاً في النقاط.
لكن في الجولات الأخيرة، خسر ليفربول -الذي كان يقوده وقتها الأيرلندي بريندن رودجرز- 5 نقاط مهمة، بالخسارة من تشيلسي في الإنفيلد 0-2 بالجولة الـ36، ثم التعادل مع كريستال بالاس في الجولة الـ37.
ولم ينفعه الفوز في الجولة الختامية للدوري، لتنتهي الدرع في ملعب الاتحاد بفارق نقطتين فقط.
شواهد كثيرة تقول إن سيناريو الرعب لجماهير ليفربول قريب من التكرار مجدداً، فبعيداً عن خسارة النقاط وهو أمر وارد في كرة القدم، يستطيع أي محلل أن يرى بوضوح، أن مستوى الفريق في انحدار مستمر.
"انكسر جوّانا شيء"
تقول أغنية المطرب المصري علي الحجار "انكسر جوانا شيء"، وهو ما تشعر به في ليفربول منذ الهزيمة الوحيدة هذا الموسم أمام مانشستر سيتي.
هناك أزمة ثقة واضحة عند أغلب اللاعبين، وربما عند المدرب نفسه، الذي لم يستقر حتى الآن على التشكيلة المثالية، رغم أن الموسم قارب نهايته.
بعض الظرفاء يقولون إن الازمة بدأت قبل مباراة السيتي بـ5 أيام، وتحديداً منذ الفوز الكبير على آرسنال 5-1، فقد حقق الريدز الفوز بالنتيجة نفسها في الموسم المشؤوم، وخسروا الدرع في النهاية.
ربما عزز تشاؤمَ مشجعي ليفربول الهزيمةُ من السيتي بعد أداء غير مقنع من فريقهم، وبناء تكتيكي، وتغييرات خلال المباراة غير مقنعة من المدرب الألماني كلوب.
اللعب على الكيف
من يشاهد مباريات ليفربول في الفترة الأخيرة يلحظ حالة من الفردية الطاغية على أداء اللاعبين في الجانب الهجومي، ربما يتحمل الجزء الأكبر من المسؤولية عن هذا الأمر السنغالي ساديو ماني، الذي يفضل في أحيان كثيرةٍ فقدان الهجمة على تمرير الكرة إلى زميل يكون في مكان مناسب للتسجيل.
كلوب أيضاً يتحمل جزءاً كبيراً من المسؤولية، بعدم تدخله لعلاج هذه الفردية، وواضح أنه لا يستطيع فرض شخصيته على لاعبيه، وإنما يستعيض عن ذلك بالأحضان التي يغدق في توزيعها على كل اللاعبين دون استثناء.
نتيجة عدم تدخُّل المدرب في توجيه ماني باللعب الجماعي، بدأ لاعبون آخرون يسيرون على النهج نفسه، آخرهم محمد صلاح نفسه، الذي يبدو في المباريات الأخيرة وقد ملّ من عدم تعاون زملائه، فقرر الاعتماد على نفسه.
يعزز تلك النظريةَ إحصائياتُ الفريق، خصوصاً في التمريرات الحاسمة، التي يتقدم فيها صلاح نفسه بـ7 تمريرات. أما بقية اللاعبين، فلا تسأل عن أرقامهم.
تغييرات محفوظة
كثير ممن يشاهدون مباريات ليفربول يستطيعون التنبؤ بالتبديلات التي سيجريها كلوب خلال المباراة قبل أن ينفذها بالفعل، لأن أغلب تغييراته محفوظة، وغالباً لا علاقة لها بما يحدث في المباراة.
مثلاً، السويسري شاكيري أحد اللاعبين الذين يتم استبدالهم إذا بدأ أساسياً، دون النظر إلى مستواه، ولعل أحداً لم يتنفس حين قام المدرب بتغييره في لقاء فولهام رغم تسجيله هدفاً وصناعة آخر لمحمد صلاح، في حين كان هناك أكثر من لاعب سيئ أبقاهم كلوب داخل الملعب.
عدم ثبات التشكيل مشكلة كبيرة للفريق، بسبب تأثيرها في تفاهم اللاعبين بعضهم مع بعض، وهو ما ينعكس في كمية التمريرات الخاطئة بمباريات ليفربول الأخيرة، لأن الانسجام مفقود بين أغلب اللاعبين.
عدم وجود صانع لعب في خط الوسط مشكلة ثانية مهمة، خاصة بعد أن فشل فيرمينو في أداء هذا الدور، كلوب حاول توظيف نابي كيتا لأدائه في بعض المباريات، وكانت النتيجة فشلاً ذريعاً أيضاً.