أصدقاء الطيَّار الذي قاد رحلة إيميليانو سالا «مندهشون» لاستغلاله ثغرة

عربي بوست
تم النشر: 2019/01/26 الساعة 11:37 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/01/26 الساعة 11:37 بتوقيت غرينتش

يبدو أن أصدقاء الطيَّار الذي قاد رحلة إيميليانو سالا "مندهشون" لاستغلاله ثغرة وقيادة رحلة ليلية.

لكن الطيَّار الذي حلق بالطائرة التي حملت إيميليانو سالا استخدم ثغرة ليتمكن من قيادة طائرة الركاب، وهو ما اتضح بعد أن أعرب أصدقاؤه عن صدمتهم من أنَّه قرر التحليق بالطائرة ليلاً عبر القنال الإنجليزي.

الطيَّار الذي قاد رحلة إيميليانو سالا استخدم ثغرة ما

الطيَّار إبوتسون (59 عاماً) من مدينة كراولي، لنكولنشاير، كان يحمل رخصة طيار خاص من هيئة الطيران الفيدرالي الأمريكية.

وقالت هيئة الطيران المدني البريطانية إنَّ الطائرة مسجلة في الولايات المتحدة، لذا فهي تتبع القوانين الأمريكية.

وينص القانون الأمريكي على أنَّ الطيَّارين الخصوصيين لا يمكنهم التكسب باستقلال ركاب، ولم تتضح بعد طبيعة الترتيب الذي تم بين الطيَّار وسالا.

ومن المفهوم أنَّ إبوستون استخدم ثغرة سمحت له باستقلال الركاب بين المطارات طالما أنَّه لم يتكسب من أي رحلة.

وتسمح له الثغرة بإعلان "مصروفات معقولة" عن الوقود وغيره من مستلزمات الطيران بشكل قانوني تماماً، وكان أيضاً طياراً مسجلاً لدى رابطة الطيران بالمظلات البريطانية، ولم يكن يلزمه الحصول على ترخيص تجاري إذا كان يُحلق كمتطوع.

وقال يان مارشال، الذي اجتمع بإبوستون في مجلس جمعية الطيران بالمظلات، لصحيفة The Guardian البريطانية إنَّ استخدام هذه الثغرة أمرٌ شائع في أوساط الطيران الخاص.

وأدت هذه الثغرة إلى تصاعد المواقع المشابهة لـ Uber التي تصل الطيارين بالمسافرين، على نحو يخفض بقدر كبير تكلفة الرحلات الخاصة. وأكثر هذه المواقع شهرة هو موقع Wingly.

وقال مارشال: "معظم الطيَّارين الذين يملكون تلك الرخص الخاصة يتحركون بشكل شبه تجاري. لا يسمح لهم بالطيران لتحقيق أي عائد مالي، ولكن هذا لا يعني أنه لا يمكنهم الطيران مقابل رسوم معقولة. وبهذه الطريقة يتمكن العديد منهم من الالتفاف على القانون".

ويلجأ العديد من الطيَّارين إلى الحصول على رخصة من هيئة الطيران الفيدرالي الأمريكية؛ حيث تتسم العملية بصرامة أقل مما هي عليه في المملكة المتحدة.

وقال مارشال: "يمكنك الحصول على الرخصة التي كان ديف يحملها بمجرد الطيران لعشر ساعات. وكما تعرف، كانت لديه خبرة أكثر من ذلك بكثير؛ إذ كان قد طار لمئات الساعات، ولكن بشكلٍ عام تتسم القواعد في الولايات المتحدة بسهولة أكبر".

فيما أكدت هيئة التحقيق في حوادث الطيران البريطانية أنها ستنظر في جميع الجوانب التشغيلية للرحلة، بما في ذلك التراخيص وما إذا كانت رحلة خاصة أم تجارية.

وأضاف مارشال: "أنا في بالغ الدهشة من أنَّه قرر الطيران من نانت إلى كارديف على متن تلك الطائرة ليلاً. كنت أظن أنَّ هناك قيوداً تمنعه من الطيران. ثمة أسئلة كثيرة لا تزال في انتظار الإجابة".

ومن المفهوم أن جزءاً من التحقيق سينظر في ما إذا كان إبوستون كانت لديه المعدات اللازمة ليحلق "في عتمة الليل" في هذا الطقس السيئ، وما إذا كان يُطبق إجراءات الأمان الصحيحة.

رحلة البحث عن إيميليانو سالا

كان أقارب سالا يبحثون يوم الجمعة 25 يناير/كانون الثاني 2019 يبحثون إمكانية إطلاق عملية بحث يمولونها من جيبهم الخاص بعد أنَّ أوقفت السلطات في غيرنزي عملية البحث عن لاعب الكرة المفقود، والطيار ديف إبوتسون وطائرته.

فيما أشارت التقارير إلى أنَّ والديّ سالا سيتجهان إلى المملكة المتحدة للانضمام إلى أخته رومينا في كردييف.

وقد أطلقت رومينا دعوة لرئيس ميناء غيرنزي الكابتن ديفيد باركر باستئناف البحث، ولقيت دعوتها دعماً من العديد من لاعبي الكرة، بينهم لاعبون أرجنتينيون مثل ليونيل ميسي، ومارادونا، وسيرخيو أغويرو.

كما تحدث رئيس الأرجنتين ماوريسيو ماكري، عن هذه القضية، وقال في بيان صدر عن مكتب الرئيس يوم الجمعة إنَّه وجه وزير الخارجية خورخي فوري بتقديم طلب رسمي لكل من فرنسا والمملكة المتحدة باستئناف البحث.

ودعت عريضة نُشِرَت في فرنسا، حيث لعب سالا لصالح نادي نانت قبل انتقاله إلى كردييف، ووقعها أكثر من 50 ألف شخص، إلى استئناف البحث، وانطلق تظاهرة في مسقط رأس سالا في بروغريسو.

آخر رسائل إيميليانو سالا ومحاولة حل اللغز

أرسل إبوستون رسالة عبر وسائل التواصل الاجتماعية إلى صديق له مفادها أنَّ جهاز الهبوط الآلي لديه معطل بعض الشيء من قلة الاستخدام.

وأفادت تقارير بأنَّه حاول أكثر من مرة الإقلاع بالطائرة في الرحلة المشؤومة وأنَّ الطائرة كانت تتحرك بشكل عكسي في اتجاه شمال فرنسا حين اختفت عن الأنظار.

وقال مدير ميناء غيرنزي الكابتن ديفيد باركر يوم الخميس 24 يناير/كانون الثاني إنَّه المنقذين سيتوقفون عن البحث بجدية عن الرجلين المفقودين اللذين اختفت طائرتهما من على شاشات الرادار يوم الاثنين 21 يناير/كانون الثاني، بسبب اعتقاد جهات الإنقاذ أنَّ فرص نجاتهما باتت مستبعدة جداً.

غادرت الطائرة مدينة نانت متجهة إلى كارديف في تمام 7:15 مساءً يوم الإثنين. وبعد أن طلب الطيار إذناً بالهبوط، انقطع الاتصال بين الطائرة وبين مركز جيرسي لتنظيم حركة المرور الجوي.

لكن لا أثر للطائرة

قال باكر إنَّ فرق الإنقاذ بحثت في حوالي 1700 متر مربع وفحصت بيانات الهاتف المحمول وصور القمر الصناعي ولم تجد أثراً للطائرة.

وأضاف أنَّه لم يندهش من النتيجة، لأنَّ مياه القنال في حالة مد، وتجري في المنطقة 12 ميلاً بحرياً في الوقت الراهن، بما يعني أنَّ منطقة البحث تزيد كل ساعة.

وقال باركر إنَّه كانت هناك شكوك من أنَّ الطائرة انتهت في موقع بالقرب من هيرد ديب، وهو وادي أسفل الماء استُخدِم كمكبٍّ للنفايات النووية، غير أنَّ هذه الفرضية لم تتأكد.

وأقر باكر يوم الخميس أنَّ أسرة سالا غير راضية عن قرار التوقف عن البحث، غير أنَّه قال إنه "على ثقة تامة" بأنَّ جهات البحث بذلت كل ما يمكن فعله.

ورغم انتهاء البحث النشيط، قال باركر إن السفن والطائرات لا تزال مطالبة بالبحث عن أي علامات لوجود الرجلين أو الطائرة التي كانت تقلهما، ولا يزال البحث عنهما جارياً باعتبارهما شخصين مفقودين.

وقالت مؤسسة قوارب الإنقاذ الخيرية (RNLI) إن متطوعيها "بذلوا وسعهم" في تحدي الظروف أثناء عملية البحث التي استمرت لثلاثة أيام.

وواجه عمال الإنقاذ في جزيرة القنال الإنجليزي "البحار الهائجة والأمطار الغزيرة" في ورديات استمرت 10 ساعات أو أكثر.

 وقال  مارك غوديون، نائب ربان المؤسسة، إنَّ عمال الإنقاذ كانوا يعملون دائماً برغبة ملحة في الوصول إلى نتيجة إيجابية، وإنَّ كل عملية بحث كانت تعامل بنفس القدر من الجدية والحماس والتصميم على تحديد موقع الرجلين المفقودين.

علامات:
تحميل المزيد