موجة كبيرة من الجدل، جاءت في أعقاب فوز لوكا مودريتش، قائد منتخب كرواتيا ونجم ريال مدريد، بـ "جائزة الكرة الذهبية"، يوم الإثنين 3 ديسمبر/كانون الأول، ما بين مؤيد ومعارض لأحقية "كرويف كرواتيا" بهذا اللقب الرفيع.
ويرى المؤيدون أن مودريتش قدم مستوى رفيعاً مع ناديه ومنتخب بلاده، يخول له الفوز بالكرة الذهبية، بينما يؤكد المعارضون أن النجم الكرواتي لم يكن الأفضل، لا فردياً، ولا من ناحية الفوز بالألقاب.
فماذا تقول الأرقام عند مقارنة مستوى النجم الكرواتي، بعدد من المرشحين الآخرين، خلال الموسم الماضي.
الأرقام ليست في صالح مودريتش
تبعد الأرقام تماماً النجم الكرواتي عن أحقية الفوز بالجائزة، مقارنة بأسماء على غرار الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو والمصري محمد صلاح.
ميسي حصد الحذاء الذهبي الأوروبي، وجائزة هداف الليغا، وسجل 45 هدفاً، وصنع 18 أخرى مع ناديه برشلونة.
أما رونالدو فحصل على جائزة هداف دوري أبطال أوروبا، وفي المجمل أحرز 44 هدفاً وصنع 8 أخرى مع ناديه السابق ريال مدريد.
فيما حطم صلاح الرقم القياسي التاريخي لعدد الأهداف المسجلة في موسم واحد بالبريميرليغ، بعدما أحرز 32 هدفاً، وبشكل عام سجل 44 هدفاً، وصنع 16، مع ليفربول في كل البطولات.
وبالنظر إلى مودريتش، يتضح أنه لم يسجل مع ريال مدريد سوى هدفين فقط طوال الموسم، واكتفى بصناعة 8 أهداف.
البطولات لم تكن في صالح مودريتش أيضاً
على مستوى البطولات أيضاً لم يكن مودريتش الأفضل، إذ فاز بدوري أبطال أوروبا ومونديال الأندية مع ريال مدريد، كما وصل إلى نهائي المونديال مع كرواتيا، وخسر أمام ديوك فرنسا.
وتتفوق أسماء أخرى على النجم الكرواتي، في ذلك الجانب، على رأسهم زميله في ريال مدريد رافائيل فاران، الذي توج بلقب كأس العالم مع فرنسا، فضلاً عن الفوز بدوري الأبطال، ومونديال الأندية، مع الملكي.
كما أن نجم أتلتيكو مدريد أنطوان غريزمان، تفوق أيضاً بالتتويج بـ 3 بطولات كبرى هي كأس العالم مع فرنسا، والدوري الأوروبي والسوبر الأوروبي مع أتلتيكو مدريد.
العودة إلى الماضي تظهر ازدواجية المعايير
وبالعودة إلى الماضي القريب، وبالنظر إلى مرشحين آخرين في السنوات الأخيرة فاقت إنجازاتهم ما حققه الكرواتي هذا العام، يزداد الجدل حول أحقية نجم ريال مدريد بالجائزة.
ففي عام 2010 على سبيل المثال، لم يتوج الهولندي الرائع ويسلي شنايدر بالكرة الذهبية، رغم فوزه بالثلاثية مع إنتر ميلان "الدوري المحلي وكأس إيطاليا ودوري الأبطال" ووصوله إلى نهائي المونديال، وهي إنجازات تفوق ما حصل عليه مودريتش هذا العام.
وفي نفس العام كان الإسباني أندرياس إنييستا بطلاً للمشهد الختامي لمونديال جنوب إفريقيا، بعدما أحرز هدف تتويج بلاده باللقب، فضلاً عن حصده للقبي الدوري الإسباني والسوبر المحلي، إلا أن قطار الكرة الذهبية تجاوزه واستقر في محطة زميله بالبارسا ليونيل ميسي.
نفوذ بيريز
ويرى قطاع عريض من مشجعي كرة القدم، أنه لولا رحيل كريستيانو رونالدو عن ريال مدريد، لما حصل الكرواتي على جائزة الكرة الذهبية، وأن نفوذ وتأثير فلورنتينو بيريز رئيس الملكي، كان سبباً مباشراً في تتويج مودريتش باللقب الرفيع.