سفن سياحية وخيام في الصحراء لاستضافة ملايين الزوار.. هكذا تستعد قطر لتنظيم كأس العالم 2022 رغم الحصار

عربي بوست
تم النشر: 2018/11/30 الساعة 20:18 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/11/02 الساعة 13:39 بتوقيت غرينتش
أمير قطر الشيخ تميم بن حمد والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في حفل تسلم قطر لراية كأس العالم 2022/REUTERS

لا يوجد في استاد مؤسسة قطر مشجِّعون ولا عُشب، لكنَّ النشاط الدائر على أرضه محموم استعداداً لاستضافة بطولة كأس العالم 2022 فقبل عامين، لم يكن أكثر من مجرد حُفرة في الأرض.

لكن الآن، تُثبِّت رافعةٌ ضخمة وعشرات العمَّال حلقة انضغاطٍ ستُدعِّم السقف البالغ وزنه 4500 طن.

وفي الوقت نفسه، يُجري مختبر تديره الحكومة تجارب على أنواع عُشبٍ (نجيل) جُلِبَت من مختلف أنحاء العالم لإيجاد أنسبها لمناخ قطر الصحراوي.

قطر لن تواجه مشاكل في البنية التحتية خلال كأس العالم 2022

في أغلب الدول، بحسب صحيفة The Economist، تُخلِّف الأحداث الرياضية الكُبرى وعوداً لا يجري الوفاء بها فيما يتعلَّق بإقامة بنية تحتية جديدة ومحسَّنة. لكن يُستبعَد حدوث هذا في قطر، الدولة الخليجية الغنية بالغاز المقرَّر أن تستضيف كأس العالم لكرة القدم في عام 2022.

فبمقدور قطر الاعتماد على جيشٍ من العمال الأجانب، الذين يكدحون في ظروفٍ صعبة، ولو أنَّها في تحسُّن. لكن فيما تستعد قطر لاستضافة البطولة، فإنَّها كذلك تواجه صعوباتٍ مألوفة، وغيرها الكثير من الصعوبات الجديدة.

مترو الدوحة بات جاهزاً للعمل خلال أسابيع

تقول الصحيفة: "هناك علاماتٌ على إحراز تقدُّم في كل مكانٍ بالعاصمة القطرية الدوحة. فأصبحت قيادة السيَّارات في المدينة صداعاً بالنسبة للزوار، إذ لا يستطيع تطبيق خرائط Google (أو Google Maps) مواكبة كُل الطرق السريعة الجديدة، واختفت الدوّارات القديمة المزدحمة، وحلَّت محلها تقاطعات علوية سلسة".

عندما مُنِحَت قطر فُرصة استضافة كأس العالم في عام 2010، كان مترو الدوحة تصميماً على ورق. لكن الآن، سيُشغَّل الخط الأوَّل منه في غضون بضعة أسابيع.

وإن كان من مشكلةٍ في قطر، فهي أنَّها ربما تبني أكثر من اللازم. تتوقَّع قطر قدوم نحو 200 ألف مشجع كروي يومياً، ما سيؤدي إلى تضخُّم تعدادها السكَّاني بنسبة 8%.

سفن سياحية وخيام في الصحراء و100 ألف غرفة فندقية جديدة

سينام بعض هؤلاء على متن سفن سياحية، وسيُخيِّم آخرون في الصحراء. لكنَّ الجزء الأكبر من الغرف الفندقية الجديدة، البالغ عددها 100 ألف غرفة تعهَّدت الدولة المُضيفة لبطولة كأس العالم 2022 بإنشائها، سيكون داخل أو قُرب العاصمة القطرية.

نتيجةً لذلك، ستكون قطر عملياً دولة مدينة (وليست دولةً كبيرة كما الدول المُضيفة السابقة).

جعل المنظِّمون من هذه الحقيقة عنصراً ترويجياً. وفقاً لـThe Economist  إذ بإمكان المشجِّعين حضور مبارياتٍ أكثر، وتتفادى الفِرَق قضاء ساعاتٍ في السفر.

لكنَّ هذا يعني أن تتركَّز إقامة كل هؤلاء في مكانٍ واحد، الأمر الذي سيجعل الدوحة في حالة تخمة. كذلك ليس واضحاً ما سيحدث للملاعب السبعة الجديدة بعد نهاية بطولة كأس العالم. وعادةً ما تواجه المدن المستضيفة للألعاب الأولمبية مشكلاتٍ مشابهة.

الذوادي: المشجِّعون سيخلقون تسليتهم بأنفسهم في قطر

وتتمثَّل إحدى المشكلات الخاصة بقطر فيما سيفعله المشجِّعون وهُم مستيقظون. كما تقول الصحيفة، فالبلاد بها قليلٌ من وسائل الترفيه، مثل بضعة كيلومتراتٍ من الشواطئ وحفنة من المتاحف.

لكنَّها أبعد ما يكون عن المعروض الثقافي الغنيّ في روسيا، التي استضافت بطولة كأس العالم لهذه السنة، 2018.

يقول حسن الذوادي، المُشرِف على اللجنة العليا للمشاريع والإرث في قطر: "كأس العالم نفسها تأتي ومعها مُتعتها الخاصة".

يعتقد الذوادي أنَّ المشجِّعين سيخلقون تسليتهم بأنفسهم. في موسكو، كان بإمكانهم التجمُّع بالساحة الحمراء. في حين أنَّ المنطقة الرئيسية للمشجِّعين في قطر ستكون متنزهاً بين الطريق السريع الساحلي ومنطقة المستشفيات.

تناول الكحول لن يكون متاحاً في الأماكن العامة

لن يكون تناول الكحول متاحاً في الأماكن العامة، وسيقتصر فقط على "مناطق مُحدَّدة" لم تُحدَّد بعد حتى الآن. (طلبت شرطة قطر، التي تفتقر لأي خبرة في التعامل مع مثيري الشغب من مشجِّعي الكرة المخمورين، المشورة من نظيرتها البريطانية).

سيكون ذلك أول كأس عالم تقام في دولةٍ عربية، لكنَّ السياسة قَد تمنَع المشجِّعين العرب من المُشاركة به.

هل تؤثر مقاطعة السعودية والإمارات لقطر على مونديال 2022؟

قطعت عدة دول عربية، تقودها السعودية والإمارات، خطوط السفر بينها وبين قطر قبل أكثر من عام.

قبل الخلاف، كانت هُناك محادثاتٌ لاستخدام الخطوط الجوية القطرية، وهي الخطوط الوطنية بالبلاد، للقيام برحلاتٍ مكوكية من وإلى دبي، في الإمارات، لحضور البطولة.

لكن الآن، ليس واضحاً إن كان المشجِّعون الإماراتيون سيكونون قادرين على حضور كأس العالم القادمة. ويعيش ثُلث العرب الآن في دول ليست بها أي رحلات طيران مباشرة لقطر.

ويريد جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، توسيع المشاركة في البطولة من 32 فريقاً إلى 48.

غير أنَّ هذا مستبعد. وإن حدث، فسيكون على قطر مشاركة البطولة مع دولٍ عربية مجاورة، معظمها قطعت العلاقات الدبلوماسية بينها وبين الدوحة.

 

 

تحميل المزيد