أقرَّ فريتز فان أمرسفورت، مدرّب فريق السائقة صوفيا فلورش، التي تعرّضت لكسر في العمود الفقري، إثر حادث مروّع أثناء سباق "جائزة ماكاو الكبرى"، أقرَّ أن انتظار ورود أخبار عن حالتها الصحية كان "أسوأ لحظات حياته"، فقد خشي أن تكون السائقة المراهقة قد لقيت حتفها.
حسب صحيفة The Independent البريطانية انحرفت سيارة فلورش إلى الرصيف الداخلي، لتصطدم بمؤخرة سيارة Formula 3 التي يقودها شو تسوبوي، أثناء سباق الأحد، في مقاطعة ماكاو، ما جعل سيارتها ترتطم بخندق للمصورين، مع اصطدام الجزء الخلفي أولاً قبل أن تنقلب قمرة القيادة إلى داخل المبنى.
وما نفهمه هنا هو أنَّ السائقة التي تبلغ من العمر 17 عاماً قد اصطدمت بسيارة أخرى، يقودها الهندي جيهان داروفالا، على الامتداد الرئيسي في الطريق الدائري السريع المخيف في ماكاو، مما نتج عنه أضرار تسببت في تعطل الفرامل، فقدت في إثرها السيطرة على سيارتها مع اقترابها من زاوية لشبونة.
وقال فان أمرسفورت "كانت تشبه الصاروخ، لذا كانت النجاة أمراً لا يصدَّق. نعتقد أنها كانت تسير في تلك اللحظة بسرعة 276 كم/ساعة (171,6 ميلاً في الساعة)".
يجري الاتحاد الدولي للسيارات FIA تحقيقاً شاملاً لتحديد سبب الحادث والخطأ الذي حدث بالضبط، لكن المعجز في الأمر أن فلورش لم تتعرض لأي إصابات خطيرة تهدد حياتها، وخضعت لجراحة ناجحة الإثنين إثر كسر في العمود الفقري. وأكّد الأطبّاء في مؤتمر صحافيّ أن مؤشراتها الحيوية مستقرة وأطرافها نشطة، في أعقاب خضوعها لعملية استمرّت 7 ساعات، وأنها ستبقى في المستشفى في ماكاو لمدة تصل إلى أسبوعين.
وعقب هذا غردت على حسابها في موقع تويتر تغريدتين، جاء فيهما "أردت فقط أن أخبر الجميع أنني بخير، لكني سأخضع لعملية جراحية غداً صباحاً. شكراً للاتحاد الدولي للسيارات وفريق HWA AG Formula E وفريق مرسيديس إي ام جي بيتروناس فورمولا 1، الذين يعتنون بي بشكل فائق. شكراً للجميع لرسائلهم الداعمة، سأوافيكم بأخباري قريباً".
ونُشِر تحديثٌ تالٍ بالألمانية، الإثنين، فيما كانت فلورش تخضع للعملية، كشف عن أنّ الطبيعة الحساسة لإصابتها تتطلّب عملية جراحية بطيئة ودقيقة.
وتابع "يعمل الفريق الطبيّ قصداً ببطءٍ، من أجل تفادي المخاطر. سارت الجلسة الجراحيّة السابقة على نحو جيّد، دون مضاعفات؛ ما زالت الجراحة التي بدأت هذا الصباح مستمرة حتى الآن".
وفي حديث له بعد الحادث، قال فان أمرسفورت -رئيس فريق Van Amersfoort Racing- إن فريقه انتظر 20 دقيقة على وجلٍ وقلق، من أجل سماع أي أخبار عن حالة فلورش، وأمضوا تلك المدة يخشون "وقوع الأسوأ".
وقال فان أمرسفورت لقناة BBC Radio 5 live "حصلنا على بعض المعلومات من شبكات التواصل الاجتماعي، بينما كنا ننتظر عند باب إدارة السباق، ولكن عندما تنظر إلى الصور فإنها تدمي القلب، لذا كنا نتوقع الأسوأ".
وأضاف: "لقد استغرق الأمر وقتاً طويلاً قبل أن تتمكن إدارة السباق من التصريح بأي خبر عن صحة صوفيا، يمكن للجميع تخيل أن ذلك التأخير ليس مؤشراً جيداً".
يقول أمرسفورت: "لا أعتقد أنني رأيت أي شيء مثل هذا من قبل. أنا لم أر جميع حوادث رياضة السيارات بالطبع، ولكن هذه الحادثة كانت بكل تأكيد واحدة من أسوأ ما رأيت. كنا محظوظين لأنها قُذفت في الهواء، فقد تسبب ذلك في تجاوزها للحاجز. لو كانت اصطدمت بالحاجز لكان الأمر أسوأ بكثير".
نقل تسوبوي أيضاً إلى المستشفى وهو يشكو من ألم في الظهر، في حين قال الاتحاد الدولي للسيارات إن اثنين من المصورين وأحد المسؤولين عن السلامة نقلوا إلى المستشفى بسبب تعرضهم لإصابات. فقد أصيب المصوران مينامي هيرويوكي وتشان ونغ وانغ، الأول بارتجاج في المخ والثاني بتهتّك في الكبد، في حين عانى مسؤول السلامة تشان تشا من كسر في عظام الوجه وجروح في وجهه.
أعلن رئيس الاتحاد الدولي للسيارات جان تود أن تحقيقاً كاملاً سيجرى لتحديد كيفية وقوع الحادث المخيف. وقال تود، الذي يشغل أيضاً منصب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لشؤون السلامة على الطرق: "بعد الحادثة الخطيرة في ماكاو، يتحرك الاتحاد الدولي للسيارات لمساعدة المعنيين وتحليل ما حدث. سنراقب الوضع لنصل إلى الاستنتاجات اللازمة".