يبدو أن مشروع دوري السوبر الأوروبي الذي تعمل عليه أندية القمة في القارة العجوز لن يرى النور، حتى إشعارٍ آخر على أقل تقدير.
إذ كشف مسؤولون في الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا"، أنهم يعملون مع عدة أندية لإنشاء نظام جديد لكرة القدم الأوروبية بعد العام 2024. ويشمل هذا النظام تنظيم دوريات مختصرة ودوري أبطال شبه مغلق.
يوم الثلاثاء 20 نوفمبر/تشرين الثاني، شهد اجتماعاً بين رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم آلكسندر تشيفرين، ورئيس رابطة الأندية الأوروبية أندريا آنييلي.
تشيفرين وآنييلي عبرا عن نيتهما في البقاء ضمن "النموذج المفتوح للرياضة الأوروبية الذي يمكن أيضاً أن يسمح للأندية الصغرى بالمشاركة".
ومن جهته، أكد آنييلي، الذي يترأس أيضاً يوفنتوس الإيطالي، أنه "بعد كل الشائعات التي تمّ تداولها مؤخراً، حان الوقت لكشف ما سيطرأ على الكرة الأوروبية من تغييرات بعد العام 2024، لن يكون هناك دوري السوبر الأوروبي، وسندير المسابقات معاً كما نفعل اليوم".
الهدف الأبرز: إلغاء "دوري السوبر الأوروبي"
تقول صحيفة Le Monde الفرنسية إن الهدف من الاجتماع الذي عُقد في بروكسل، تلخص في إلغاء مشروع "دوري السوبر الأوروبي" الذي فضحه موقع Football Leaks، بشكل نهائي والإعلان عن ثورة في دوري أبطال أوروبا تشبه إلى حد ما "دوري السوبر"، لكن بطريقة مختلفة.
فخلال المؤتمر الصحافي الذي لم يلق اهتماماً كبيراً في الصحافة الأوروبية، كشف الرجلان عن جزءٍ من خبايا نظام كرة القدم الأوروبية الجديد لما بعد العام 2024، يتمثل في إحداث بطولات مختصرة، وعدد أقل من المشاركات الدولية، وضمان مقاعد أكثر للمشاركة في دوري أبطال أوروبا.
وتندرج هذه التطلعات تحت الإصلاحات الجذرية التي كانت تدعو إليها الأندية الأوروبية الكبرى منذ فترة طويلة، حيث أصبح تبنيها الآن ممكناً.
"حلم المشاركة في دوري الأبطال لن يموت أبداً"
ومن المنتظر أن تشهد هذه المسابقات تطوراً جديداً؛ فمع التغييرات التي ستطرأ على آلية الصعود والهبوط بين الكؤوس الأوروبية الثلاث – الثالثة سيتم إطلاقها في العام 2021 -، سيكون النظام الجديد مستوحى من دوري الأمم الأوروبية (بالنسبة للمنتخبات الوطنية).
واعتبر تشيفرين أن هذا النظام الجديد سيحقق نجاحاً باهراً نظراً لأنه – حسب رأيه -، "سيسمح للمنتخبات الوطنية ذات المستوى المتقارب بمواجهة بعضها".
Le Monde نقلت عن مراسل صحيفة La Gazzetta dello Sport الإيطالية في بروكسل، أن مسابقة "سوبر دوري أبطال أوروبا" ستكون مفتوحةً من خلال حجز مقاعد ثابتة للأندية الكبرى، بالإضافة إلى تقديم مكافآت للكؤوس والمسابقات الخاصة وتوفير المزيد من المساعدات.
وأكد تشيفرين أنه لن يكون هناك دوري أبطال أوروبا مغلق تماماً، بل إن "حلم المشاركة في دوري الأبطال لن يموت أبداً لدى كل الفرق".
ولكن يبقى هذا التطور الجديد بمثابة خطوة إضافية نحو دوري محلي مغلق لكنه دوري يشهد لأول مرة تغييراً بارزاً؛ ويتمثل هذا التحول في أن النتائج التي تحققها الأندية في الدوريات المحلية لن تكون لها علاقة بتشكيلة المتأهلين لدوري أبطال أوروبا.
وتجدر الإشارة إلى أنه انطلاقاً من الموسم الجاري، تأهلت الأندية التي ستحتل المراكز الأربع الأولى من الدوري الإنكليزي، والإيطالي، والإسباني، والألماني مباشرةً إلى دوري أبطال أوروبا، دون أن تضطر لدخول التصفيات التمهيدية مع باقي أندية الدوريات القارية.
تغيير مواعيد المسابقات المحلية والدولية
ومن المنتظر أن تشهد مباريات مسابقة "سوبر دوري أبطال أوروبا" عدداً كبيرًا من اللقاءات على حساب الدوريات المحلية.
وبحسب Le Monde، يبقى هدف كل من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم ورابطة الأندية الأوروبية، تحقيق تناغم بين المسابقات الوطنية المحلية والحد من طول المدة الزمنية لهذه البطولات المحلية.
ولا يستبعد تشيفرين أن تحل هذه البطولات المحلية مكان الكؤوس الأوروبية في وسط الأسبوع، ما يعني أن المباريات الأوروبية ستنعقد خلال آخر الأسبوع.
وفي النهاية، يمكن أن يتسبب ذلك في التخلي عن جزء من المباريات الدولية بما أن الجدول الزمني سيخضع للتعديل.
رفض الفكرة السعودية لكأس العالم للأندية
وفي سياق آخر، جدد الاتحاد الأوروبي لكرة القدم معارضته لمشروع "مونديال الأندية" الذي يتطلع إليه الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" بالاشتراك مع مستثمرين سعوديين.
وفي هذا الإطار، تساءل آلكسندر تشيفرين، الذي أضحى يعمل أكثر من أي وقت مضى على تحقيق التوازن بين النموذج الأوروبي وبين رغبات عمالقة كرة القدم، "هل ترون أي فرق بين دوري السوبر الخاص وبين مسابقة سرية تماماً يتم بيع نحو 49% من عائداتها إلى صندوق خاص (…)؟ كما أن هذه المسابقة الخاصة نوقشت في سرية تامة مع بعض الأندية الكبيرة".
ويسوّق رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" جياني إنفانتينو، منذ مدة لبطولة كأس العالم الجديدة للأندية أكثر ربحية، بحيث تقام كل موسمٍ بمشاركة أندية أوروبية كبرى.