قضية الحَكم السعودي فهد المرداسي تتفاعل.. صحيفة تؤكد براءته، وتركي آل الشيخ ينفي ويتوعّد

عربي بوست
تم النشر: 2018/11/07 الساعة 17:50 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/11/07 الساعة 18:05 بتوقيت غرينتش

جدل كبير أُثير في الأوساط الرياضية السعودية خلال اليومين الماضيين، بعد تردد أنباء عن براءة فهد المرداسي من تهمة الرشوة، قبل أن يخرج تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للرياضة، لينفي ما تعلق بالحكم الدولي السابق، ويتوعد الصحيفة التي نشرت الخبر.

تعود قضية الحكم فهد المرداسي إلى شهر مايو/أيار 2018، حينما تم استبعاده بشكل مفاجئ من إدارة مباراة الاتحاد والفيصلي، في نهائي كأس الملك، وتكليف الإنجليزي مارك كلاتنبرغ قيادة اللقاء.

إيقاف فهد المرداسي مدى الحياة

وأعلن الاتحاد السعودي لكرة القدم وقتها، إحالة الحكم المرداسي إلى المباحث الإدارية للتحقيق معه، مشيراً إلى أنه (الحَكم) تواصل مع رئيس نادي الاتحاد السعودي لطلب "رشوة"، لتمكين ناديه من الفوز بالمباراة (انتهت بفوز الاتحاد بنتيجة 3-1 بعد التمديد)، ما دفعه إلى إيقافه مدى الحياة عن أي نشاط يتعلق بكرة القدم.

صحيفة "الوطن" السعودية أعلنت الإثنين 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، أن النيابة العامة في المملكة أعلنت براءة الحكم فهد المرداسي، والسماح له بمزاولة مهنة التحكيم مرة أخرى، لتندلع أزمة حادة بعد هذا الخبر.

آل الشيخ ينفي براءة فهد المرداسي  

سارع تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للرياضة، لنفي ما ذكرته الصحيفة، وقال على حسابه بموقع "تويتر": "للتوضيح، المرداسي مُدان.. ولا مكان لمدان في التحكيم.. لا أعرف سبب الإشاعة، لكن من الواضح أن هناك من يصطاد في الماء العكر".

وأضاف: "أنا شخصياً تمنيت براءته، وقبل الحادثة كنت من أكثر الداعمين له.. هناك من يريد إثارة الشارع الرياضي، وهم معروفون".

بدورها، كتبت الهيئة العامة للرياضة السعودية على حسابها الرسمي بـ "تويتر": "الهيئة العامة للرياضة توضح أنه لا صحة لما يثار حول براءة فهد المرداسي، وتؤكد أنه مدان ويخضع للإجراءات المتبعة من الجهات المعنية".

صحيفة "الوطن" تعتذر.. وآل الشيخ يتهمها بالإساءة

لم تتأخر صحيفة "الوطن" في حذف الخبر من موقعها الإلكتروني، ونشرت تغريدة على حسابها بموقع "تويتر"، قالت فيها: "تعتذر (الوطن) عن خبر براءة فهد المرداسي، حيث اتضح أن المصدر غير موثوق، كما تعتذر للقراء الكرام عن هذا الخطأ غير المقصود".

لكن اعتذارها لم يكن كافياً، فعلّق تركي آل الشيخ بنفسه على التغريدة، متهماً الصحيفة بالإساءة إلى هيئة الرياضة وإلى النيابة العامة، متوعداً الصحيفة باتخاذ الاجراءات اللازمة ضدها.

بدوره، انتقد رجاء الله السلمي، وكيل رئيس الهيئة العامة للرياضة السعودية، نشر صحيفة "الوطن" خبر براءة الحَكم فهد المرداسي، واصفاً ذلك بأنه خطأ مهني كبير.

وغرّد السلمي في حسابه بـ "تويتر"، قائلاً: "ما تم نشره من قِبل بعض الصحف حول فهد المرداسي خطأ مهني كبير، لا علاقة له بالعمل الإعلامي، بل أقرب لاصطناع الإثارة بطريقة أبعد ما تكون عن المهنية".

العقوبة حرمت المرداسي من الوجود في كأس العالم

لم تمر القضية مرور الكرام على كثير من المتابعين والمغردين السعوديين في شبكات التواصل الاجتماعي، وأكدوا أن ثمة خللاً في القضية يحتاج إلى توضيح، ملمّحين إلى أن الهيئة العامة للرياضة وتركي آل الشيخ قد يكونان متورطَين في ظلم الحَكم المرداسي.

المغردون استدلوا على ذلك بأن التحقيقات مع الحكم لم تكن واضحة، وأن كل ما تردد حوله لا يعدو كونه مجرد اتهامات لم يتم إثباتها بالدليل القاطع، مشيرين إلى أن تبرئة المرداسي الآن ستكون بمثابة ضربة قوية لآل الشيخ.

سبب ذلك أن آل الشيخ بدا مقتنعاً بتورط المرداسي في قضية الرشوة، وأكد أنه تم التواصل مع الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" قبل كأس العالم 2018 في روسيا، من أجل شطب اسمه من حكام البطولة، بعد أن وقع الاختيار عليه قبل البطولة.

لكن الهيئة العامة للرياضة والاتحاد السعودي لكرة القدم، وآل الشيخ نفسه، لم يقدموا أي دليل واضح على إدانة فهد المرداسي، وهو ما يعتبره كثيرون سبباً في مزيد من الغموض.

القضية التي كانت مجرد اتهامات حينها بالرشوة، حرمت المرداسي من تحقيق حلمه بالوجود في كأس العالم، والآن بعد مرور كل هذه المدة لم تثبت التهمة عليه، ولا يعرف أحدٌ مصير الحكم، وسط أنباء تشير إلى أنه مسجون حالياً على ذمة تلك القضية.

مغردون يطالبون بكشف الحقيقة ومقاضاة من اتهموه

وطالب مغردون سعوديون المرداسي بعدم السكوت عن حقه، ومقاضاة تركي آل الشيخ، والرئيس السابق للاتحاد السعودي لكرة القدم عادل عزت.

وكتب المغرد سلطان المطيري: "يحق لفهد المرداسي إذا ثبتت براءته مقاضاة الاتحاد السعودي بطلب تعويض ضرر، وحمد الصنيع شخصياً بتشويه سمعته والمطالبة بسجنه".

بينما غرد بدر البلي قائلاً: "بعد براءة فهد المرداسي وإقفال القضية.. هل يحق له مقاضاة محمد البكيري وحمد الصنيع اللذين اتهاماه بالرشوة؟".

وكتب مغرد آخر قائلاً: "أتمنى أن تنتهي قضية الحكم المرداسي، فقد أخذت حجماً أكبر من حجمها.. إذا كان مذنباً فلينطق بالحُكم ضده، وإذا كان بريئاً فليعتذر منه ويطلق سراحه".

وأضاف: "أما أن تكون مثل هذه القضية معلقة بين السماء والأرض، فهذا شيء لا يُرضي أحداً.. القانون واضح، إما إدانة وإما براءة.. أما أن تمر كل تلك الشهور من دون أن يُقاضى فأمر غريب".

تحميل المزيد