أجسامهم كاملة وأحلامهم ينقصها تصريح سفر.. إنهم شباب غزة الأقوياء

مسابقة كمال الأجسام في غزة كانت تعج بعشرات المتسابقين. حضروا ليستعرضوا عضلاتهم المفتولة. تدربوا واجتهدوا ثم تنافسوا، ولا ينقصهم سوى تمثيل بلدهم في الخارج.

عربي بوست
تم النشر: 2018/11/07 الساعة 07:25 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/11/07 الساعة 13:19 بتوقيت غرينتش

في مسابقة كمال أجسام في صالة رياضية بمدينة غزة، اقترب شاب فلسطيني اسمه محمد، من مصور حضر لتغطية فعاليات المسابقة.

كان عدد الحاضرين بالمئات، لم يتجمعوا ليرموا الجنود الإسرائيليين بالحجارة، ولكن ليروا مظاهر القوة متجسدة في شكل آخر.

وقف محمد مفاخراً أمام المصور بعضلاته المفتولة، التي تلمع من الزيت المدهون.

شدّ زند يده اليمنى، ثم اليسرى، ثم أدار ظهره ليلتقط المصور تقاطعات عضلات الظهر والخصر الخلفية.

مجهود جبار وشغف حقيقي بالقوة

مجهود جبار وتدريب يومي ينمّ عن شخصيات مثابرة، وجدت شغفها وحاجتها لإظهار القوة والانتصار على العضلات.

منذ طفولته، يتابع محمد مجريات الملاكمات والمصارعة الحرة على شاشات التلفزيون.

وبينما كان ينصبُّ اهتمام الآخرين على الرابح والخاسر، كان يركز أكثر على العضلات المشدودة.

يلجأ إلى جوجل وفيديوهات يوتيوب ليتعرف على سبل تمرين العضلات، الواحدة تلو الأخرى.

هاتفه الذكي مليء بالتطبيقات التي تتخصص في تمارين بناء العضلات وتدويرها.

وعندما يذهب إلى النادي الرياضي يتمرَّن لساعات مع المدربين وبقية الشباب المهتمين.

مسابقة كمال الأجسام في غزة / شبكات اجتماعية
مسابقة كمال الأجسام في غزة / شبكات اجتماعية

مسابقة كمال الأجسام في غزة تتحدى كل ظروف القطاع

وبينما كان آلاف الفلسطينيين يتجمَّعون على حدود إسرائيل للتظاهر يوم الجمعة الماضي، تجمّع مئات الشباب أمام صالة سعد صايل، ليشاهدوا الأجسامَ الضخمة تقف على خشبة بطولة فلسطين العامة لكمال الأجسام.

استعرضوا عضلاتهم أمام لجنة الحكم في مسابقة نظَّمها الاتحاد الفلسطيني للياقة وكمال الأجسام.

حمدي وادي، متنافس آخر، كان خلف الكواليس يمارس تمريناً رياضياً أخيراً لتكبير عضلاته قبل المثول أمام لجنة التحكيم.

يقول لوكالة أسوشيتد برس AP: "حاولت رغم المصاعب والظروف المأساوية الاجتماعية والاقتصادية أن أستمر في هذه الرياضة حتى حققت هدفي".

عادة ما تشغل أولويات أخرى بال المليوني نسمة، الذين يسكنون غزة في ظل الحصار الإسرائيلي-المصري المفروض عليهم منذ أكثر من عقد.

إذ يعاني الغزيون في حياتهم من الفقر والبطالة وتلوث الماء والانقطاع المزمن للتيار الكهربائي وتقييد حرية التنقل.

70 شاباً تفاخروا بعضلاتهم على خشبة المسرح

ولكن برغم كل تلك المصاعب والعقبات وغياب مرافق التدريب المناسبة، يشارك في هذه البطولة حوالي 70 شاباً متحمساً بعد اتباع حمية صارمة وتدريب شاق.

وعلى عكس البطولات المماثلة التي تجري في أماكن أخرى من العالم، فإن بعض المتسابقين هنا يرتدون شورتاً طويلاً محتشماً.

وأحلام بأن يرفعوا العلم الفلسطيني في مسابقات عربية ودولية

وقال المدرب عمار أبو قرش إن الرياضيين في غزة يتنافسون على "مستويات مبهرة"، بيد أنه يصعب عليهم السفر للمشاركة في مسابقات دولية.

وأما رأفت شاهين من رابطة كمال الأجسام فقال إنه يأمل أن يتسنى للمتسابقين ذات يوم التنافس في الخارج و"رفع العلم الفلسطيني في المحافل العربية والدولية".

في نهاية البطولة فاز الشاب عبدالله الحور ذو  الـ20 عاماً.

توج بطلاً على أرضه وأمام جمهوره وحمل زهواً على أكتاف مشجعيه في الصالة الرياضية التي غصَّت بالرجال.

علامات:
تحميل المزيد