تتجه الأنظار مساء السبت 10 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، نحو ملعب "لابوموبونيرا"، لمتابعة ذهاب نهائي كأس ليبرتادوريتس التاريخي بين الغريمين التقليديين في الأرجنتين بوكا جونيورز وريفر بليت، في لقاء "سوبر كلاسيكو".
وشهدت الأيام الماضية توتراً غير عادي في الأرجنتين، رافقته استعدادات ضخمة لقوات الشرطة، لضمان تأمين المباراة بين الفريقين العريقين، تجنباً لحدوث أي كارثة إنسانية.
يأتي ذلك في ظل الشغب الجماهيري المعروف في بطولات أميركا الجنوبية، ولا سيما خلال مباريات "سوبر كلاسيكو" بين قطبي الأرجنتين، بهدف خروجها لبر الأمان، قبل موقعة الإياب يوم 24 من الشهر الجاري (نوفمبر/تشرين الثاني 2018).
مواجهة بوكا جونيورز وريفر بليت تخطف الأضواء
لم يكن أحد يتوقع أن يشهد النهائي وصول قطبي الكرة الأرجنتينية، اللذين يعانيان على المستوى المحلي.
ويحتل بوكا المركز السادس في الدوري برصيد 18 نقطة، ما أثّر عليه في دور المجموعات من كأس ليبيرتادوريس، بعدما صعد وصيفاً عن المجموعة الثامنة برصيد 9 نقاط، بفضل انتصاره في الجولة الأخيرة على أليانز ليما 5-0، وخسارة أتلتيكو جونيور أمام بالميراس 1-3.
لكن مستوى الفريق تحسّن كثيراً في الأدوار المتقدمة، إذ تخطى ليبرتارد الباراغواياني 6-1 بمجموع المباراتين في دور الـ16، ثم فاز على كروزيرو البرازيلي 3-1 بالمباراتين أيضاً، قبل أن يخطف بطاقة الوصول للنهائي، مستفيداً من انتصاره على منافس برازيلي آخر وهو بالميراس 4-2.
أما ريفر بليت صاحب المركز التاسع في الدوري برصيد 16 نقطة ولديه مباراة مؤجلة، فلم يجد أي عناء في الوصول لدور الـ16.
خطف ريفر صدارة المجموعة الرابعة برصيد 12 نقطة، ثم تخطى مواطنه راسينغ 3-0 بمجموع المباراتين.
🌟NEXT-GEN STARS🌟
With the goal in the Paraguayan Superclasico for his Cerro Porteno against Olimpia, Fernando #Ovelar is the youngest player ever to score in professional South American football: 14 years, 9 months and 27 days👦⚽pic.twitter.com/YIv18GLDDi— Kiggit (@Kiggit1) November 7, 2018
بعد ذلك، حسم موقعتي مواطنه الآخر إندبندنتي 3-1، قبل أن يستفيد من قاعدة احتساب الهدف بهدفين خارج الأرض، ليطيح بغريمه البرازيلي "حامل اللقب" من المربع الذهبي بالتعادل معه 2-2، إذ خسر الفريق الأرجنتيني على أرضه 0-1 ذهاباً، وفاز إياباً 2-1 في البرازيل.
وضمنت هذه النتائج للفريقين الوصول للنهائي التاريخي بينهما، والذي يترقبه عشاق كرة القدم حول العالم على أحر من الجمر، وضمن ذلك غير المهتمين بالكرة المحلية في أميركا اللاتينية.
"علبة الشوكولاتة" تستضيف قمة أرجنتينية بنكهة لاتينية
ستجري مواجهة السبت على الملعب التاريخي "لابوموبونيرا"، الموجود بحي "لا بوكا" في بوينس آيرس، والذي يملكه بوكا جونيورز، ويعني "علبة الشوكولاتة" بالإسبانية.
The Superclasico will be the last Copa Libertadores final to be played over two legs.
What a send-off 🇦🇷😍 pic.twitter.com/ot2JhNMf8P
— B/R Football (@brfootball) November 1, 2018
أما عن سبب تسميته هذا الاسم، فثمة موقف طريف حدث مع المهندس المعماري للملعب، إذ لاحظ أن الصرح الجديد مشابه كثيراً لعلبة الشوكولاتة، التي كان قد أهداها أحد الأقارب إليه في عيد ميلاده، ومن ثم انتشرت القصة وجاءت معها التسمية.
سيحصل الفائز بلقب هذا العام من البطولة على مبلغ 6 ملايين دولار، في حين ينال الخاسر 3 ملايين دولار، علماً أن بوكا جونيورز حصد اللقب 6 مرات، آخرها عام 2007، أما ريفر بليت فحققه 3 مرات آخرها في 2015.
أهمية تُضاهي "كلاسيكو" إسبانيا.. وأسعار جنونية للتذاكر
تعتبر تلك المباراة من أكثر اللقاءات تنافسية وشراسة في عالم كرة القدم، ما جعل الجميع يقارنها بأهمية الـ"كلاسيكو" الإسباني بين ريال مدريد وبرشلونة، لا سيما أنها تشهد حضوراً جماهيرياً ضخماً في المدرجات، واهتماماً كبير على مستوى العالم.
When there's a #Superclasico beckoning in the #CONMEBOLLibertadores final 🇦🇷🏆🙌#MondayMotivation pic.twitter.com/TLRaiEcfpr
— FIFA.com (@FIFAcom) November 5, 2018
أما بخصوص تذاكر المباراة المرتقبة، فيبدو أن الأمر اشتعل بشكل مبكر للغاية، بعدما بدأت عملية بيع التذاكر في السوق السوداء، ما أصاب إدارة بوكا بغضب شديد، لكونها مستضيفة اللقاء.
وتتراوح أسعار التذاكر بين 35 و74 دولاراً، قبل أن تعلن جهات مجهولة عن أسعار جديدة للتذاكر في السوق السوداء تراوحت بين 1500 و4945 دولاراً.
وتحركت إدارة نادي بوكا جونيورز بشكوى قضائية ضد عملية إعادة بيع تذاكر النهائي التاريخي، من أجل التحقيق والوصول إلى نتائج نهائية فيه، معتبرة ما حدث انتهاكاً للقانون.
أساطير كبار شاركوا في مباراة سوبر كلاسيكو.. أبرزهم مارادونا
مواجهة لـ"السوبر الكلاسيكو"، شهدت على مر التاريخ وجود بعض الأساطير على أرض الملعب أمثال دييغو مارادونا، ورومان ريكيلمي، وغابرييل باتيستوتا، وآخرين من النجوم في عالم كرة القدم.
وعلى صعيد تاريخ مواجهات الفريقين، يتفوق بوكا جونيورز على منافسه ريفر بليت، إذ انتصر في 88 مباراة، مقابل 81 فوز لـ"الريفر"، في حين تعادل الفريقان في 77 مباراة أخرى.
وسجل بوكا 322 هدفاً ضد غريمه التقليدي، أما ريفر بليت فأحرز 298 هدفاً، خلال 246 مباراة جمعت الفريقين على مدار التاريخ.
الصراع الطبقي بين أغنياء وفقراء الأرجنتين يبرز في المباراة
ويطلق الجميع على المواجهة التي تجمع الطرفين "سوبر كلاسيكو"، وكذلك "كلاسيكو الأغنياء والفقراء"، إذ يقع مقر نادي ريفر بليت في أحد أحياء "بوينس آيرس" الثرية، عكس ما هو عليه الحال بالنسبة لبوكا.
وتأسس ريفر بليت عام 1901، على يد مجموع من المهاجرين الإيطاليين والإسبان، قبل أن يؤسسوا بوكا جونيورز عام 1905، وكان مقر الناديين في البداية بأحد الأحياء الفقيرة.
لكن فيما بعد انتقل ريفر بليت لمنطقة الأثرياء في "بوينس آيرس"، ليكون ذلك من بين أسباب الصراع بين الناديين، الذي يأخذ طابعاً طبقياً وليس رياضياً فحسب.
مأساة البوابة رقم 12.. حدث صادم وقع قبل 50 عاماً
لا يمكن نسيان الكارثة الإنسانية التي حصلت في لقاء الفريقين عام 1968، إذ لقي 71 مشجعاً حتفهم، بسبب الزحام الشديد على البوابة رقم 12 لملعب "مونيمونتال" التابع لريفر بليت، قبل أن يتخلص النادي من البوابة نفسها، إذ لا يوجد حالياً بوابة تحمل الرقم "12" في الملعب.
تضاربت الروايات وقتها عن سبب الكارثة، فإحداها قالت إن أحد جماهير بوكا ألقى بعَلم ريفر بليت من المدرج؛ ما أدى إلى التدافع، في حين تقول أخرى إن جماهير أصحاب الأرض دخلت إلى مدرج بوكا، وتؤكد فئة أخرى أن البوابة رقم 12 لم تُفتح في الوقت المحدد، الأمر الذي تسبب في تدافع شديد.