مع اقتراب العد التنازلي لموعد الإعلان عن الفائز بجائزة "الكرة الذهبية" (بالون دور)، في 3 ديسمبر/كانون الأول المقبل، يترقب محبو كرة القدم ما ستسفر عنه الترشيحات لاختيار اللاعب الأفضل من قبل مجلة "فرانس فوتبول" لهذا العام.
خيارات الصحافيين والنقاد.. واستبعاد الجماهير
تجري العادة أن تقوم مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية باختيار قائمة من 173 صحافياً من حول العالم، للتصويت على الفائز بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم، دون تدخل من جانب المدربين أو أي استفتاءات جماهيرية.
ويختار كل صحافي أفضل 3 لاعبين من قائمة الـ 30 مرشحاً النهائية، من وجهة نظره، ويحصل صاحب المركز الأول في اختيار كل صحافي على 5 نقاط، والثاني على 3 نقاط، أما الثالث فيحصل على نقطة واحدة، ويتم ترتيب اللاعبين تنازلياً بعد فرز أصوات جميع الصحافيين.
إجماع فرنسي على الأحقية وانقسام حول الأفضل!
بعد نجاحهم في الحصول على كأس العالم للمرة الثانية، يرى الفرنسيون أنه حان الوقت ليفوز أحد اللاعبين الفرنسيين بجائزة "الكرة الذهبية". فبعد فوز زين الدين زيدان بجائزة الكرة الذهبية إثر قيادته منتخب فرنسا للفوز بلقب كأس العالم 1998، غاب الفرنسيون عن منصة الجائزة لمدة 20 عاماً.
قائمة المرشحين لجائزة "الكرة الذهبية" ضمت عدداً كبيراً من اللاعبين الفرنسيين أبرزهم الثلاثي الدولي كيليان مبابي (باريس سان جيرمان الفرنسي)، وأنطوان غريزمان (أتلتيكو مدريد الإسباني)، ورافائيل فاران (ريال مدريد الإسباني).
ويسود الاعتقاد والتفاؤل في الأوساط الفرنسية أن جائزة العام ستكون "فرنسية" بفضل تألق الثلاثي المرشح سواء مع أنديتهم أو منتخب بلادهم الفائز بلقب كأس العالم 2018، رغم وجود الكرواتي "لوكا مودريتش" المنافس الأكبر للثلاثي بعدما تألق هو الآخر وقاد ريال مدريد للحصول على لقب دوري أبطال أوروبا، ثم قيادته لمنتخب بلاده للحصول على المركز الثاني في كأس العالم بروسيا.
الدوري الفرنسي أم الإسباني؟
النقاد الفرنسيون وهم يجمعون على أن الجائزة يجب أن تكون فرنسية، يختلفون حيال اللاعب الأجدر بها بين المرشحين الثلاثة.
فمعظم النقاد والصحافيين الفرنسيين يفضلون أن يتوج بها مبابي لأنه يلعب في الدوري المحلي مع نادي باريس سان جيرمان، بينما يلعب كل من غريزمان وفاران في الدوري الإسباني، علماً أن المهاجم السابق "جان بيار بابان" هو اللاعب الفرنسي الوحيد الذي توج بجائزة "الكرة الذهبية" عام 1991، وهو يلعب في الدوري الفرنسي مع نادي "أولمبيك مرسيليا".
في المقابل تثير مسألة اللاعب الأجدر بـ"الكرة الذهبية" جدلاً بين رجال الإعلام والمحللين بين فريق يفضل مبابي، وفريق آخر يفضل غريزمان أو فاران، حيث يرى رئيس الاتحاد الفرنسي "نويل لو جريت" بأن فاران المرشح الأجدر للفوز بالجائزة بفضل الرصيد الذي يمتلكه من الألقاب مع ريال مدريد.
أما المدرب الشهير أرسين فينغر، المدير الفني السابق لنادي أرسنال الإنكليزي، فيرى أن مبابي يستحق الفوز بـ"الكرة الذهبية" لأنه يمتلك مهارات عالية وقدم مستوى مميزاً، ونجح في قيادة فريقه للقب الدوري والكأس، ثم قاد منتخب بلاده للفوز بكأس العالم، رغم صغر سنه.
من جهته، رشح المهاجم السابق جان بيار بابان لاعباً فرنسياً آخر هو نغولو كانتي نجم وسط نادي تشيلسي الإنكليزي، مشيراً الى أن مودريتش بإمكانه أن يبدد آمال وأحلام الفرنسيين للظفر بالجائزة.
وبحسب صحيفة "ماركا" الإسبانية، فإن 10 جهات إعلامية بارزة في فرنسا رشحت المهاجمين للفوز بالجائزة الذهبية، إذ فضلت 7 وسائل إعلامية منح صوتها لغريزمان الذي قدم موسماً كبيراً مع نادي أتلتيكو مدريد ومنتخب بلاده، بينما رشحت الجهات الثلاث المتبقية، ومنها صحيفة "ليكيب" الشهيرة مبابي، للظفر بها.
للجماهير رأي آخر!
رغم طرح مجلة "فرانس فوتبول" استفتاء للجماهير حول اللاعب الأفضل والأكثر استحقاقاً لها، مخالفة بذلك تقاليدها الرياضية في اختيار الجائزة، إلا أنها سرعان ما حذفته عن موقعها بحسب صحيفة "موندو ديبورتيفو" الإسبانية.
وشهد الاستفتاء صدارة النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي قائد برشلونة بعدما شارك نحو 700 ألف زائر في الاستفتاء، فنال ميسي نحو 48% من عدد المصوتين، حيث جرى نشر الاستفتاء عقب الإعلان عن قائمة تضم 30 نجماً مرشحين للكرة الذهبية.
وحل النجم المصري محمد صلاح، جناح ليفربول الإنكليزي في المركز الثاني، ونال عدد أصوات بلغ 31% من عدد المصوتين، وهو ما يعني أن المنافسة كانت محتدمة بين الثنائي.
والتقط البعض صورة لآخر لحظة كان متاحاً فيها للزوار، ووقتها نال النجم الكرواتي "لوكا مودريتش" نجم ريال مدريد، الحاصل على جائزة أفضل لاعب في أوروبا وجائزة "The Best" المقدمة من الفيفا لأفضل لاعب في العالم، على 2% فقط، فيما حصل كريستيانو رونالدو نجم يوفنتوس الإيطالي على 8% فقط.
"الكرة الذهبية" تاريخ عريق.. اندماج فافتراق!
تعد جائزة الكرة الذهبية "بالون دور" جائزة فردية تقدم للفائز باختيار أفضل لاعب كرة قدم في العام. ويتم تقديم هذه الجائزة من قِبَل مجلة "فرانس فوتبول" منذ عام 1956، حين انطلقت تحت مسمى "أفضل لاعب في أوروبا"، وكانت مقتصرة على اللاعبين الأوروبيين فقط، ثم توسعت عام 1995 لتضم لاعبي الأندية الأوروبية من مختلف الجنسيات، وأخيراً أصبحت الجائزة متاحةً لأي لاعب حول العالم في 2007.
عام 2010، انضمت جائزة الكرة الذهبية لجائزة لاعب العام من الفيفا، لتصبح جائزة كرة الفيفا الذهبية لمدة 5 سنوات، قبل أن تنفصل الجائزتان مجدداً في عام 2016 لتصبح الجائزة باسم "الكرة الذهبية" فقط مرة أخرى، بينما أصبح الاتحاد الدولي "الفيفا" يقدم جائزة لاعب العام ضمن جوائز "الأفضل".
جديد الجائزة الذهبية.. أفضل لاعب شاب وأفضل لاعبة
لن تقتصر جائزة الكرة الذهبية على الرجال هذا العام، فمجلة فرانس فوتبول خصصت جائزتين إضافيتين، الأولى هي الكرة الذهبية لأفضل لاعبة في العام، والثانية هي "جائزة كوبا" التي ستُمنح لأفضل لاعب شاب، وبسبب ترشيح مبابي لجائزة "كوبا" لأفضل لاعب شاب، يقلل البعض من فرص فوزه بجائزة أحسن لاعب الذهبية.
هيمنة القطبين على الجائزة
منذ انطلاقها عام 1956، فاز العديد من اللاعبين بجائزة الكرة الذهبية، لكن لا أحد فاز بها أكثر من ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو اللذين فازا بها 5 مراتٍ لكلٍ منهما من قبل، وظهرا في قائمة الثلاثة الأوائل 21 مرة بواقع 11 مرة للبرغوث و10 للدون.
فاز 3 لاعبين فقط بجائزة فرانس فوتبول 3 مرات، وهم: يوهان كرويف الذي تألق في سبعينيات القرن الماضي، "ميشيل بلاتيني" و"ماركو فان باستن" اللذين سيطرا على فترة الثمانينيات، أما فرانتس بيكنباور، رونالدو، كيفن كيجان، ألفريدو دي ستيفانو وكارل هاينتز رومينيجه، فقد فاز كلٌ منهم بالجائزة مرتين.
وكان الفوز بها مرةً واحدةً من نصيب: جورج بيست، زين الدين زيدان، مايكل أوين، وجورج وياه، إضافةً إلى "كاكا" الذي كان في 2007 آخر من فاز بها قبل أن تصبح حكراً على رونالدو ميسِّي.
🔴 We have our 30 nominees for the 2018 Ballon d'Or France Football! #ballondor pic.twitter.com/M01sH5gspj
— #ballondor (@francefootball) October 8, 2018
مرشحون فوق العادة
كل من كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي، يظلان مرشحين فوق العادة لتحطيم الرقم القياسي لعدد مرات الفوز بالجائزة (خمس مرات)، لكن المنافسة لهذا العام، تشهد دخول لاعب ليفربول المصري محمد صلاح على الخط، بعدما حققه مع فريقه الإنكليزي خلال الموسم الماضي.
فيما تبدو حظوظ الكرواتي لوكا مودريتش أقل في هذه الجائزة، نظراً لنيله جوائز الفيفا بعد انتهاء كأس العالم، لذلك يراهن الفرنسيون على حظوظهم وأوراق لاعبيهم المتعددة (مبابي، غريزمان، فاران) لاسترداد الجائزة الفرنسية الأصل، بعد نحو 20 عاماً على فوز زيدان بها.
فهل ستقنتص فرنسا الجائزة، أم أن المسابقة المعروفة بمفاجآتها، وانقسام النقاد والصحافيين بين 3 مرشحين فرنسيين، سوف يقلل من حظوظ اللاعبين الثلاثة معاً؟ (مبابي وغريزمان وفاران).