فاشل بدرجة عبقري.. كم يتبقى من الوقت لرحيل جوزيه مورينيو عن مانشستر يونايتد؟

لا أحد ينكر مدى عبقرية المدير الفني الشهير جوزيه مورينيو والتي تمثلت في إنجازات كبيرة حققها، لكن يبدو أن الحظ بدأ يدير ظهره للبرتغالي ويدخل في دوامة فشل

عربي بوست
تم النشر: 2018/10/06 الساعة 10:10 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/11/04 الساعة 11:52 بتوقيت غرينتش
Soccer Football - Champions League - Group Stage - Group H - Manchester United v Valencia - Old Trafford, Manchester, Britain - October 2, 2018 Manchester United manager Jose Mourinho Action Images via Reuters/Lee Smith

لا أحد ينكر مدى عبقرية المدير الفني الشهير جوزيه مورينيو والتي تمثلت في إنجازات كبيرة حققها مع فرق مثل بورتو البرتغالي وريال مدريد الإسباني وإنترميلان الإيطالي، لكن يبدو أن الحظ بدأ يدير ظهره للبرتغالي ويدخل في دوامة فشل غير مسبوقة رغم أن يدرب أحد أعرق أندية العالم.

معارك عديدة دخلها جوزيه مورينيو المدير الفني لنادي مانشستر يونايتد، منذ بداية الموسم الحالي، لينطلق العد العكسي لاتخاذ قرار رحيله عن ملعب أولد ترافورد، بعدما كان مادة دسمة للصحافة في إنكلترا، عقب سلسلة من المشاكل والأزمات التي لعب فيها المدرب البرتغالي دور البطولة.

أزمات متواصلة

منذ بداية الموسم الحالي لمورينيو مع مانشستر يونايتد والصراعات تتواصل، البداية كانت في فترة الانتقالات الصيفية الفاشلة، والتي لم تستطع فيها الإدارة تلبية مطالب المدرب التي تتعلق بالصفقات الجديدة، وبدلا من إثارة الخلافات داخل الغرف المغلقة، أطلق جوزيه مورينيو تصريحاته النارية موجها لومه للمسؤولين، حيث قال: "أشعر بالإحباط من فترة الانتقالات المخيبة للنادي، الموسم سيكون صعباً للغاية بالنسبة للجميع، وضعت خططي منذ عدة أشهر لكن صدمت بسبب فترة الانتقالات".

أعلن مورينيو تنصله من أي نتائج سلبية يتعرض لها مانشستر يونايتد، وألقى باللوم على الإدارة التي فشلت في جلب صفقات مميزة خاصة في خط الدفاع.

كانت تلك التصريحات بمثابة أول شرارة للنيران التي اندلعت داخل مانشستر يونايتد، فبعد 6 جولات من بطولة الدوري الإنكليزي احتل الفريق المركز السابع، بعدما خسر في مباراتين، وتعادل في مباراة، وفاز في ثلاث مباريات.

جوزيه مورينيو يحمس لاعبيه خلال إحدى المباريات / رويترز
جوزيه مورينيو يحمس لاعبيه خلال إحدى المباريات / رويترز

أزمة مع نجم الفريق

ونشبت أزمة عميقة بين مورينيو وبول بوغبا نجم الفريق انتهت بسحب شارة القيادة منه فيما طلب اللاعب الرحيل عن الفريق، وترجع الأزمة إلى الانتقادات التي وجهها لاعب الوسط الحاصل مع بلاده فرنسا على كأس العالم لأسلوب مورينيو أمام ولفرهامبتون الإنكليزي حيث انتهت المباراة بالتعادل 1/1 في البريميرليغ على ملعب أولد ترافورد.

واضطر بوغبا إلى انتقاد مورينيو في وسائل الإعلام، خاصة أن المدرب يصر على أسلوبه التكتيكي بالتراجع إلى الخلف أمام جميع الفرق والاعتماد على الهجمات المرتدة، فيما يرى اللاعب أن مانشستر يونايتد كان بحاجة إلى شن هجوم متواصل على الضيوف، لحسم المباراة مبكراً.

ويرفض بوغبا أسلوب مورينيو والذي يدفعه إلى التراجع والدفاع مع زملائه أغلب أوقات المباراة فيما يشعر اللاعب بأن طاقته الهجومية معطلة بفضل خطة المدرب البرتغالي التي تدفع الفرق المنافسة إلى الحصول على حرية للهجوم على مرمى ديفيد دي خيا، لذا يشعر بالفارق بين دوره الحالي مع الشياطين الحمر داخل الملعب وما كان يؤديه في صفوف يوفنتوس الإيطالي.

وخرج مانشستر يونايتد من كأس الرابطة الإنكليزية أمام ديربي كاونتي، الذي يقوده فرانك لامبارد نجم إنكلترا المعتزل، وعقب التعادل بهدفين لمثلهما أدارت ركلات الترجيح ظهرها للشياطين الحمر لتشتعل الأجواء أكثر بين الجمهور.

وما يثير الضيق داخل بعض نفوس لاعبي مانشستر يونايتد من المدرب مورينيو، هو انتقاده لهم عبر وسائل الإعلام إذا لم يؤد أي منهم بصورة طيبة في بعض المباريات، عكس مدربين آخرين مثل زين الدين زيدان المدير الفني السابق لنادي ريال مدريد، أو إرنستو فالفيردي المدرب الحالي لنادي برشلونة، حيث يفضل الثنائي دائماً الدفاع عن اللاعبين أمام أسئلة الصحافيين وتحمّل مسؤولية أي إخفاق على أن تكون التوجيهات والخلافات داخل الغرف المغلقة بعيداً عن أي ضجة إعلامية.

رحيل صعب

كل الظروف تؤدي إلى رحيل جوزيه مورينيو عن مانشستر يونايتد لاسيما أن أسلوب لعبه يبدو غريباً على جمهور أولد ترافورد، ولكن تحول الكثير من المعوقات أمام قرار الإدارة بإقالة المدرب البرتغالي.

ويحتوي عقد مورينيو على شرط جزائي يصل إلى نحو 24 مليون جنيه إسترليني، وبالتالي يصعب على الإدارة إنفاق هذا المبلغ في إقالة المدرب بعدما فشلت في إبرام صفقات دفاعية بسبب خلافات مع الأندية في التفاوض حول رقم أقل من ذلك بكثير مثل صفقة ياري مينا قلب دفاع برشلونة والتي ذهبت إلى إيفرتون بمقابل يصل إلى 30 مليون يورو، فيما كان يعرض الشياطين الحمر نحو 25 مليون يورو.

 وتحتاج إدارة مانشستر يونايتد قبل اتخاذ قرار إقالة مورينيو أو دفعه لتقديم الاستقالة إلى البحث عن بديل مميز داخل السوق من بين المدربين الحاليين، ودراسة مدى ملاءمته لأسلوب الفريق وطموح الجمهور، خاصة أن أغلب المدربين الذين حضروا عقب نهاية حقبة السير أليكس فيرغسون لم ينجحوا في اقتناص بطولة الدوري الإنكليزي، أو دوري أبطال أوروبا، مقارنة بإمكانيات الفريق الحالية، وشعبيته في العالم.

تحميل المزيد