تشهد أروقة النادي الأهلي المصري، حالة من الارتباك والغضب، بعد قرارات وزارة الداخلية بشأن مباراة فريق كرة القدم الأحمر، ضد وفاق سطيف الجزائري. ويلعب الأهلي الثلاثاء 2 أكتوبر/تشرين الأول، على ملعب السلام، في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال إفريقيا أمام الفريق الجزائري.
وكان من المقرر أن يحضر المباراة حوالي 25 ألف مشجع، إلا أن الأمن المصري اتخذ قراراً صادماً لعشاق الفريق الأحمر، بحضور 8500 مشجع فقط، جميعهم من أعضاء النادي فقط لاغير.
وأثار ذلك القرار حالة من البلبلة في الأهلي، خصوصاً وأن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، يشدد على ضرورة وجود حضور جماهيري لا يقل عن 75% من سعة الملاعب، خاصة في الأدوار المتقدمة من البطولات.
الأمن يوضح السبب
وأفاد مصدر أمني لـ"عربي بوست" أن سبب هذا الإجراء، هو الرغبة في عدم تكرار ما حدث من جماهير الأهلي في مباراة حوريا الغيني الماضية، بإياب ربع نهائي نفس البطولة.
وأوضح "ما قامت به جماهير الأهلي من سب جماعي لتركي آل الشيخ رئيس هيئة الرياضة السعودية يعد أمراً غير مقبول، في ظل متانة العلاقات مع المملكة العربية السعودية، ولن نسمح بتكراره".
وتابع "كما أننا نتحسس خطواتنا بشأن عودة الجماهير للمدرجات، ومثل هذه السلوكيات قد ينجم عنها حدوث مشاحنات بين الأمن والجماهير وهو ما لن نسمح به في المستقبل".
وأردف "دخول أعضاء النادي بكارنيهات العضوية، أمر سيسهل علينا تنظيم اللقاء، فضلاً عن سهولة ضبط أي حالات تجاوز إن وجدت".
يذكر أن جماهير الأهلي رفضت خلال مباراة حوريا الماضية، مشاركته في بطولة السوبر المصري السعودي، التي كان مقرراً لها السادس من أكتوبر/تشرين الأول القادم، أمام نادي الهلال.
وفي الدقيقة 81، وبعد ضمان النادي الأهلي للتأهل بتسجيله رباعية في مرمى الفريق الغيني، تفرغت الجماهير لمهاجمة تركي آل الشيخ، والإعلامي مدحت شلبي، ثم قاموا بإرسال طلباتهم وصوتهم للمسؤولين في القلعة الحمراء.
3 أزمات في الأهلي
ووفقاً لعضو في مجلس إدارة الأهلي، فإن النادي أمامه 3 معضلات بعد قرار الأمن، الأولى تتمثل في آلاف الجماهير التي حجزت تذاكر المباراة إلكترونياً، قبل الإعلان عن تقليص عدد الحضور.
وأضاف لـ "عربي بوست" أن الأزمة الثانية ستكون مع الاتحاد الإفريقي، الذي يصمم على حضور 75% من سعة استاد السلام للقاء، أي ما يوازي تقريباً 25 ألف مشجع، وهو ما لم يعد متاحاً بعد قرار الجهات الأمنية.
وأوضح أن الأزمة الثالثة فنية، إذ كان الجهاز الفني للفريق بقيادة الفرنسي باتريس كارتيرون، يعول على الدعم الجماهيري لتحفيز لاعبيه والتأثير على الفريق المنافس خلال هذه المباراة المصيرية.
واختتم قائلاً "سنحاول بشكل مكثف إقناع الجهات الأمنية بالتراجع عن قرارها، مع منحهم كافة الضمانات اللازمة لأن الجمهور سيكون ملتزماً خلال اللقاء ولن تتكرر منه أي أحداث تجاوز".
الكاف يهدد
من جانبه، يتابع الاتحاد الإفريقي لكرة القدم عن كثب ما استجد بشأن اللقاء، منذراً الأهلي بعقوبات حال عدم حضور عدد الجماهير المسموح به.
وقال مصدر رفيع المستوى بالاتحاد لـ"عربي بوست" إنه "لم تصلنا أي إخطارات بتقليص عدد الجماهير الحاضرة للقاء الأهلي ووفاق سطيف".
وأضاف "كل ما وصلنا سابقاً هو تأكيدات بأن اللقاء سيقام وفقاً لقواعد الاتحاد الإفريقي التي تنص على حضور 75% على الأقل من سعة الجماهير".
وأردف "في حال مخالفة ذلك، سنعقد اجتماعاً لبحث القرارات التي سيتخذها الاتحاد، سواء بشأن الأهلي أو الملعب".
وأتم "عاقبنا الأهلي على ما بدر من جماهيره في لقاء حوريا الغيني، وهذا الملف انتهى بالنسبة لنا".
وقرر الكاف تغريم الأهلي مبلغ 20 ألف دولار وحرمانه من حضور جماهيره لمباراتين بيتيتين، مع إيقاف التنفيذ.
اتحاد الكرة المصري يخلي مسؤوليته
من جانبه قال ثروت سويلم المدير التنفيذي لاتحاد الكرة المصري، إن الجبلاية ليست طرفاً في هذه الأزمة.
وأوضح في تصريحات لـ"عربي بوست" أن دوره اقتصر على لعب دور الوسيط بين الأهلي والجهات الأمنية، وإبلاغ النادي الأحمر بقرار تقليص عدد الجماهير.
وأردف "تنظيم المباراة يقع بشكل ثلاثي على عاتق الاتحاد الإفريقي والأهلي والأمن، ولذلك فإننا غير منوطين باتخاذ أي قرارات بشأنها".
الحلم الغائب
ويخوض الأهلي المواجهة على أمل حسم التأهل إلى نهائي دوري أبطال إفريقيا من القاهرة، سعياً لحلم استعادة عرش الكرة الإفريقية الغائب.
ولم يفز الأهلي بلقب بطولته المفضلة منذ أن أضاف النجمة الثامنة "رقم قياسي" في 2013.
ويدخل الفريق الأحمر بقيادة مديره الفني الفرنسي باتريس كارتيرون، اللقاء، بقائمة مدججة بالنجوم، جاءت كالآتي:
"محمد الشناوي وعلي لطفي وساليف كوليبالي وأيمن أشرف وأحمد فتحي ومحمد هاني وباسم علي وعلي معلول وصبري رحيل وحسام عاشور وهشام محمد وأكرم توفيق وكريم وليد "نيدفيد" وأحمد حمدي وناصر ماهر ووليد سليمان ومؤمن زكريا وإسلام محارب وأحمد حمودي ووليد أزارو وصلاح محسن".