يبدو أن الاجتماع مع أردوغان أصبح كابوساً لألمانيا.. فقبل أزمة أوزيل، رئيس الفيفا هوجم للقائه الرئيس التركي، لكنه لم يصمت لهم

كشفت مجلة ألمانية عن خلاف آخر دخل فيه رئيس الاتحاد الألماني راينهارد غريندل بسبب لقاء رئيس الفيفا مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قبل أشهر طويلة من أزمة

عربي بوست
تم النشر: 2018/09/17 الساعة 06:48 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/09/17 الساعة 06:48 بتوقيت غرينتش

كشفت مجلة دير شبيغل الألمانية، في عددها الصادر هذا الأسبوع، عن خلاف آخر دخل فيه رئيس الاتحاد الألماني راينهارد غريندل، المثير للجدل، بسبب لقاء رئيس الفيفا مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قبل أشهر طويلة من أزمة التقاط اللاعبين مسعود أوزيل وإلكاي غوندوغان صوراً مع الرئيس التركي.

وذكرت دير شبيغل أنه وفقاً لمعلوماتها ومعلومات شبكة "إيه آر دي" الإعلامية العامة، فقد دخل غريندل في جدال كبير مع رئيس الفيفا جياني إنفانتينو نهاية العام الماضي.

وعبَّر غريندل، في رسالة، عن استيائه من لقاء الأخير مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ومدحه الملف التركي للترشح لتنظيم يورو 2024، ذلك لأن تركيا هي منافسة ألمانيا الوحيدة لتنظيم البطولة، وخشي غريندل من تدخُّل إنفانتينو لصالح تركيا، فطالبه بالحياد.

رئيس الفيفا يرد بقوة

وأشارت المجلة إلى أن إنفانتينو رد بقوة بعد شهر، قائلاً: "في البداية عليَّ أن أعبِّر عن تفاجئي وخيبة أملي من نبرة كلامك ومحتوى رسالتك. قبل أن يرسل المرء رسالة كهذه، لكنت أعتبر من الملائم أكثر الدخول في حوار مباشر، لمعرفة ما حصل حقاً، وتفادي الاعتماد على اتهامات وسائل الإعلام وحدها".

وأوضح إنفانتينو، في ردِّه، أن لقاءه مع أردوغان كان "خاصاً"، بهدف دعم كرة القدم في تركيا والمنطقة، الأمر الذي يعد من مهام رئيس الفيفا.

وسيتم منح حق تنظيم بطولة يورو 2024 في 27 سبتمبر/أيلول الحالي في مدينة نيون السويسرية.

ورغم أن إنفانتينو لا يقرر بشكل مباشر لمن سيمنح تنظيم البطولة، لكن يعد من القادرين على التأثير على المصوِّتين الـ 17 من اللجنة التنفيذية في الاتحاد الأوروبي لكرة القدم.

وأشارت شبيغل إلى تصنيف إنفانتينو على أنه "مؤثر رئيسي" في مسودة "استراتيجية الحملة" التي كتبتها وكالة العلاقات العامة "بيرسون-مارستلر" للاتحاد الألماني لكرة القدم.

هذه مَواطن ضعف الملف الألماني

وحذر المحللون الاتحاد الألماني لكرة القدم في "دوسيه (ملف)" من أن الترشح لنيل تنظيم البطولة ليس بالأمر الأوتوماتيكي، وإنما يجب عمل الكثير لتحقيق النتيجة المرجوة.

وتحت مدخل "نقاط ضعف" تمت الإشارة في الوثيقة إلى التحقيقات الجنائية التي ما زالت جارية حتى الآن ضد فرانز بيكنباور وآخرين، ضمن سياق فضيحة منح تنظيم مونديال 2006 لألمانيا، بتهمة شراء أصوات، الأمر الذي نفاه "القيصر" مراراً.

وكُتب في المسودة أيضاً ضمن هذا المدخل، أن "الصحافة الناقدة" في ألمانيا تُعرف "باستقلاليتها وإن كان ضرورياً أنها تكون ناقدة حيال المنظمات الوطنية والفعاليات"، إلا أن الاتحاد الألماني لكرة القدم قال إن هذه الفقرة حُذفت لاحقاً.

وذكر موقع "بيلد" أنه على الرغم من ترجيح فوز ألمانيا بتنظيم يورو 2024 حتى الآن لأسباب، منها الوضع السياسي والاقتصادي في تركيا، إلا أن مطالبة غريندل في رسالته لإنفانتينو بالحياد، كانت مفيدة أكثر لتركيا رغم أنها كانت تهدف لمساعدة ألمانيا في الفوز بالتنظيم.

أزمة تالية مع مسعود أوزيل

وكانت قد تمت المطالبة باستقالة غريندل بعد إعلان أوزيل اعتزاله اللعب في المنتخب الألماني بعد مونديال روسيا، موجهاً اتهامات لغريندل بالعنصرية.

إلا أنه تم ترجيح إبقائه في منصبه كي لا يؤثر ذلك على ملف ألمانيا للترشح ليورو 2024، رغم أن وسائل الإعلام في البلاد أكدت حينها أن هذه القضية أضرت بالملف الألماني لتنظيم البطولة.

إذ أشارت مجلة Stern حينها إلى أن هناك انطباعاً بأن تركيا التي كانت تَعتبر فرص فوزها ضعيفة، تتمتع بقبول أكثر في الاتحاد الأوروبي لكرة القدم مؤخراً، وأن اتهامات العنصرية الموجهة لرئيس الاتحاد الألماني غريندل لن تعتبر داعمةً لفرص ألمانيا.

واتفق القسم الرياضي من القناة الأولى مع هذا الرأي، وقال إن النقاش الألماني حول أوزيل والاندماج والعنصرية لافت للانتباه في أوروبا بأكملها، وإن المسؤولين عن الملف التركي سيستغلونه، وسيضر ذلك بملف استضافة ألمانيا "يورو 2024".

تحميل المزيد