أثار غياب التعاون بين مهاجمي ليفربول ساديو ماني ومحمد صلاح، خلال لقاء الفريق أمام توتنهام هوتسبير، السبت الماضي، حالة من السخط بين جماهير "الريدز".
ووجه عشاق ليفربول انتقاداتهم إلى السنغالي ماني الذي تجاهل زميله ورفض التمرير له في أكثر من لعبة، رغم وجود المصري في موقع هجومي أفضل.
ورغم تحقيق الفريق فوزاً مهماً بنتيجة 2-1، ليكمل سلسلة انتصاراته منذ بداية الدوري الإنكليزي برصيد 15 نقطة من 5 مباريات.
إلا أن الجماهير لم تبدُ سعيدة بسبب الأنانية التي شابت أداء ماني، والغيرة الواضحة التي بدت على السنغالي ما أضاع على الفريق تسجيل أكثر من هدف كان من الممكن أن يسهل مهمة ليفربول أثناء اللقاء.
وكانت اللقطة التي أثارت غضب الجماهير والمدير الفني يورغن كلوب على حد سواء، عندما رفض ماني إهداء كرة سهلة لصلاح الخالي تماماً من الرقابة وفي مواجهة المرمى بموقع يسمح له بالتسجيل بسهولة، وفضّل التمرير لنابي كيتا الذي كان في موقف أصعب.
من المذنب؟
الحقيقة أنه لا يمكن وضع محمد صلاح وماني في جملة واحدة في هذا الصدد. والقول إن الغيرة متبادلة بينهما. إذ إن الحقيقة الواضحة هي أن الغيرة والأنانية مشكلة ساديو ماني وحده. ماني هو مَن بدأ هذا الصراع الذي يلوح في الأفق حالياً برفضه لحقيقة كون محمد صلاح هو نجم الفريق الأول.
هذه مجرد جزئية أولى، الجزئية الثانية هي توقيت افتعال ماني لهذه الأزمة.
صلاح يواجه حالياً أصعب أزمة في مشواره الكروي، إذ انفجرت كل المشكلات الممكنة في وجهه في ذات اللحظة؛ الحرب لكي يثبت أنه ليس "طفرة" عابرة تحت وطأة هجوم الصحافة الإنكليزية وارتفاع توقعات الجماهير والمتابعين، ومشاكله مع اتحاد الكرة المصري التي لا يبدو لها نهاية واضحة، والآن ماني يرفض تقديم المساعدة داخل الملعب.
هذا يعني أن صلاح نصف عقله داخل الملعب والنصف الآخر يوجد في أماكن أخرى، والحل الوحيد لهذه المعضلات هو تسجيل الأهداف والأهداف فقط لإسكات المشككين ورفع ثقته المعنوية بنفسه، الأهداف هي الدواء الذي سيعيد صلاح إلى سيرته الأولى.
لكن، الآن صار لزاماً عليه أن يواجه زميله في الفريق قبل مدافعي الخصوم. هذا يضاعف من الضغوطات على صلاح ويجعله في موقف لا يحسد عليه.
على الجهة المقابلة من الأزمة، يبدو ماني مصمماً على قيادة الريدز هذا الموسم، لكن دون أن يمتلك أياً من مقومات القيادة.
ماني ليس ديدييه دروغبا ولن يكون صامويل إيتو. هو لاعب مهاري جداً، ربما أكثر من صلاح، لكنه يريد أن يصبح القائد بلا ثمن حقيقي وبلا أدوار وأعباء نفسية وتكتيكية في الملعب. فقط يريد أن يحرز الأهداف معتقداً أنها الطريق السهل ليصبح القائد الجديد لمشروع كلوب في ليفربول. المشكلة أن ماني سيئ جداً في استغلال الفرص التي تتاح له!
الفكرة تدور حول أن نجم الفريق في الموسم الماضي كان واضحاً جداً لدرجة لا تسمح بالشكوك أو التساؤلات، أما هذا الموسم فالأوضاع تبدو مختلفة بنسبة قليلة، لكنها نسبة تسمح لساديو ماني بمحاولة مزاحمة صلاح حول قيادة الفريق. لكن للأسف فإن هذه المنافسة الثنائية لا تصب في مصلحة الفريق على الإطلاق، وإنما تقلل من خطورة الخط الأمامي للريدز الذي كان هو مصدر كل الخطر في الموسم الماضي.
على كل، أعتقد أن كلوب سيتدخل بشكل واضح لتوضيح أدوار الثنائي على أرضية الميدان ومن هو القائد الفعليّ لهجوم الفريق وسيساعده في ذلك وجود شيردان شاكيري على دكة البدلاء والمستعد لاقتناص الفرصة في أي لحظة.