تركي آل الشيخ وعد بهذا، فهل يستطيع؟ 5 معوقات تقف أمام تقدم الدوري السعودي نحو أفضل 10 دوريات في العالم

وعدٌ كبير قطعه تركي آل الشيخ، رئيس هيئة الرياضة السعودية، بأن يكون الدوري السعودي لكرة القدم ضمن قائمة أفضل 10 دوريات في العالم لكرة القدم

عربي بوست
تم النشر: 2018/09/03 الساعة 07:56 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/09/03 الساعة 07:56 بتوقيت غرينتش
أفضل 10 دوريات في العالم

وعدٌ كبير قطعه تركي آل الشيخ، رئيس هيئة الرياضة السعودية، بأن يكون الدوري السعودي لكرة القدم ضمن قائمة أفضل 10 دوريات في العالم لكرة القدم، وهو ما يُقحم المسابقة في تحدٍّ كبير وسط الكثير من المعوقات التي تحيط بها، فهل هو تحدٍّ واقعي، أم مجرد طموحات وأمانيّ؟

عانت الكرة السعودية تحديات كبيرة، فقد أفرز الدوري مجموعة من اللاعبين انضموا إلى المنتخب، وشاركوا في كأس العالم، وانهزموا بخماسية أمام روسيا، في دور المجموعات، ولم تستطع التأهل إلى الدور المقبل، والآن فإن عليهم أن يتطوروا بصورة ملحوظة وترتفع أسعارهم إلى عشرات الملايين، كي يصبح الدوري السعودي ضمن قائمة الأفضل.

أسعار اللاعبين

تبلغ القيمة الإجمالية للاعبي الدوري السعودي مجتمعين 287.9 مليون يورو، وهو رقم لا يعبر بأي حال من الأحوال عن إمكانية اقتحام المسابقة الأولى في المملكة لقائمة أفضل الدوريات العالمية.

وتصل القيمة الإجمالية للاعبي الدوري الإنكليزي على سبيل المثال 8 مليارات يورو، أي نحو 25 ضعف ما يمثله الدوري السعودي من أسعار.

ويأتي الدوري الإسباني بعد ذلك بقيمة 5 مليارات يورو، لما يضمُّه من أسماء كبيرة، فيما يحل الدوري الإيطالي في المركز الثالث بقيمة 4.4 مليار يورو، بينما تصل قيمة لاعبي الدوري الألماني إلى 3.7 مليار يورو.

ويحل الدوري الفرنسي بعد ذلك بقيمة 2.7 مليار يورو، بينما يأتي الدوري البرتغالي بقيمة 933 مليون يورو، ثم الدوري الروسي بقيمة 788 مليون يورو، ويأتي بعده الدوري الهولندي بقيمة 741 مليون يورو، ويصل معدل أسعار لاعبي الدوري التركي إلى 635 مليون يورو، ويأتي الدوري البلجيكي في المركز العاشر من حيث قيمة أسعار اللاعبين ليصل إلى 538 مليون يورو، وهذا في أوروبا فقط.

وفي آسيا لا يحتل الدوري السعودي المركز الأول، بل سبقه الدوري الصيني الذي تصل قيمة لاعبيه إلى 473 مليون يورو، وذلك وفقاً لموقع تسعير اللاعبين "ترانسفير ماركت"، فيما تأتي المسابقة السعودية في المركز الثاني.

وأمام الدوري السعودي تحديات كبرى بسبب قوة دوريات مثل الدوري البرازيلي الذي تصل قيمة لاعبيه إلى 814 مليون يورو، ثم الدوري الأرجنتيني الذي تصل قيمة لاعبيه إلى 741 مليون يورو، وبعده الدوري المكسيكي بقيمة 620 مليون يورو، ثم الدوري الأميركي 511 مليون يورو.

غياب الخطة

سددت هيئة الرياضة السعودية ديون الأندية التي بلغت قيمتها نحو مليار يورو، وفضّت الكثير من النزاعات التي أثيرت داخل أروقة الفيفا، نتيجة شكوى عدد كبير من اللاعبين الأجانب لعدم الحصول على مستحقاتهم المالية.

ولكن لم تهتم هيئة الرياضة السعودية بوضع أسس للأندية كي تستثمر هي نشاطها، وتجلب الأموال دون الحاجة إلى تقديم طلبات شراء للاعبين، تخضع في الأغلب لأهواء من يتخذ القرار.

وعلى سبيل المثال فإن الأندية في أوروبا تدخل دائماً في استثمارات ضخمة من أجل ضخ أموال إلى خزينتها، مثل يوفنتوس الإيطالي الذي وضع استثمارات لملعبه وخدمات قدمها لأعضائه تضعه في قائمة أغنى الأندية في العالم.

ونفس الأمر بالنسبة إلى برشلونة، حيث استطاع تقديم لاعب مميز مثل نيمار جلب نحو 222 مليون يورو من ورائه.

مشفر أم مجانيّ

انتاب الشارع السعودي موجة من الجدل الكبير بسبب قرار الشركة الراعية للدوري السعودي تشفير مباريات البطولة، عكس التوجيهات التي أطلقها المسؤولون داخل المملكة بأن من حق المواطن السعودي أن يشاهد البطولة مجاناً.

وظل الجدل دائراً بين الشركة من جانب، والمواطنين ووسائل الإعلام من جانب آخر، وكل ذلك قبل بداية المسابقة بـ24 ساعة فقط، وهو ما يفسر حالة التخبط الشديد، ما يؤكد أن البطولة بحاجة إلى الكثير من العمل، كي تصل إلى قائمة أفضل 10 دوريات في العالم.

الأجانب والمنتخب

اتخذت هيئة الرياضة السعودية قراراً برفع عدد اللاعبين الأجانب لكل فريق في الدوري السعودي إلى 8 لاعبين، وهو ما تلقفته الكثير من الأندية، وبدأت في جلب الكثير من النجوم إلى قوائمها.

ولكن القرار له أبعاد سلبية كبيرة، حيث لجأت أغلب الأندية إلى تدعيم قوائمها خاصة في مركز الهجوم وحراسة المرمى، وهو ما يؤثر بالسلب في اختيارات اللاعبين بقائمة المنتخب السعودي.

وعانت السعودية صعوبة في إيجاد مهاجم محلي يمثل البلاد في مونديال روسيا، وقد تستمر المعاناة أيضاً في مركز حراسة المرمى، مع قرار فتح الباب أمام الأجانب للعب في هذا المركز أيضاً.

وتضع الاتحادات الأوروبية الكبرى الكثير من القرارات التي تخدم مصلحة المنتخبات بالدرجة الأولى، وذلك في ظل التخطيط المستمر لاتساع دائرة مشاركة اللاعبين الشباب من مختلف الأعمار في المسابقات، وهو ما كان يجب أن تعمل عليه هيئة الرياضة السعودية بدلاً من إنفاق أموال طائلة لشراء أجانب على حساب اللاعب المحلي، معتقدة أنها بذلك فقط ترفع من قيمة البطولة.

غياب القوانين

عادة ما يجري سن الكثير من القوانين لصناعة بيئة استثمارية جاذبة للمستثمرين ورجال الأعمال في المجال الرياضي، وقد لجأت إيطاليا مؤخراً إلى وضع قانون جاذب للاستثمارات واللاعبين والمشاهير في 2017، يتمثل في دفع 100 ألف يورو سنوياً كضرائب فقط عن أي أعمال يقوم بها الوافدون الجدد من المشاهير.

وكان هذا القانون هو المفتاح الذهبي لانضمام كريستيانو رونالدو إلى يوفنتوس الإيطالي، خاصة أن مشاكله مع وزارة الخزانة الإسبانية بشأن الضرائب قد أفضت إلى الحكم عليه بالسجن وتغريمه مبالغ طائلة.

وتفتقر البيئة الاستثمارية الرياضية في السعودية إلى القوانين الملزمة التي تحفظ حقوق المستثمرين، وكان أبرز المشاهد هو إلغاء عقد رعاية بين نادي أهلي جدة السعودي وإحدى شركات الطيران الخليجية، على خلفية خلاف سياسي وقع بين المملكة والدولة التي تنتمي إليها الشركة الراعية، حيث جاء قرار الإلغاء بشكل سيادي دون أي اعتبارات قانونية، وهو ما يصعب تحققه في أي من الدول الأوروبية بسبب القوانين الرادعة.


اقرأ أيضاً

أزمة تشفير الدوري السعودي.. تركي آل الشيخ يطلق اسم محمد بن سلمان على البطولة، وغضب عارم في المملكة

عموري كلّف الهلال أكثر من خاميس رودريغيز! كل ما تريد معرفته عن عمر عبد الرحمن

تحميل المزيد