وراء كلِ نجاحٍ هناك دائماً جهد وتعب.. وقصة النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو خير دليلٍ على ذلك، لا سيما تلك الجوائز والإنجازات التي توّج بها مسيرته مع الفرق التي ارتدى قميصها.
بعد إحدى مباريات دوري الأبطال وتحديداً في الثانية صباحاً!
على الرغم من أن رونالدو لم يحقق البداية القوية المأمولة منه مع ناديه الجديد يوفنتوس، إلّا أن مشجعيه يحصلون الآن على دليل آخر يثبت تفانيه في التدريبات والعمل لضمان استمراره في قمة مستواه.
وبحسب صحيفة Tuttosport الإيطاليّة، كشف جيوفاني ماوري مدرب اللياقة البدنية الأسبق لرونالدو عن قيامه بخوض حصة تدريبية في صالة الجيم لمدة ساعة في الثانية صباحاً بعد إحدى مباريات دوري أبطال أوروبا.
وأوضح ماوري قائلاً: "كريستيانو ظاهرة ورياضي من طراز فريد، إنه يتدرب دائماً بأفضل مستوى ممكن لأن طريقته في العمل تتكون من 3 أشياء: التفاني والقدرة التنافسية والسلوك الإيجابي".
وأضاف: "نحن نتحدث عن لاعب من طراز عالمي، لم يستقل سيارته متجهاً إلى منزله بعد إحدى مباريات الإياب في دوري أبطال أوروبا، بل عاد إلى ناديه لإجراء تمرينات استشفاء".
لاعب ذو عقليّة فذّة!
ورغم عدم تحديد هذه المباراة أو في أي عام أُقيمت، فإنها تعود إلى وقت ما خلال الفترة التي قضاها اللاعب البرتغالي في صفوف ريال مدريد، والتي كانت ناجحة للغاية.
وتعكس رغبة رونالدو في التدرّب لمدة 60 دقيقة في صالة الجيم بعد العودة إلى مقر ناديه في وقت متأخر تصميمه على أن يكون في حالة بدنية عالية.
ورغم صعوبة هذا النوع من التمرينات، تلعب تمرينات الاستشفاء دوراً هاماً في تدريب الرياضيين وستضمن بقاء رونالدو في الملاعب لفترة أطول من معظم اللاعبين.
يبدو كما أنه في العشرين من عمره!
أثبت رونالدو حرفياً أن السن مجرد رقم، من خلال جهده في التدريبات والعمل على ضمان استمرار جسده في تقديم مستويات عالية.
حيث كانت نتائج الفحوصات الطبية التي أجراها اللاعب في يوفنتوس مذهلة للغاية، إذ أوضح الفريق الطبي ليوفنتوس أن رونالدو يتمتع بقدرات بدنية لشاب في العشرين من عمره.
واكتشفوا أنه يتمتع بنسبة دهون في الجسم تبلغ 7% فقط ونسبة كتلة عضلية تبلغ 50% وأنه سجل أيضاً أعلى سرعة عدو لأي لاعب في نهائيات كأس العالم الأخيرة بروسيا.
لكن كل هذا الأمر لم يساعد رونالدو حتى الآن للتأقلم مع فريقه الجديد يوفنتوس.
لماذا لم يسجل صاحب الكرة الذهبية خمس مرات مع يوفنتوس حتى الآن؟
لم يسجل كريستيانو رونالدو للمباراة الثانية على التوالي رفقة يوفنتوس في الفوزين اللذين حققهما على حساب لاتسيو 2-0 و كييفو فيرونا 3-2.
للموسم الــ 17 على التوالي في مسيرته لم يسجل كريستيانو رونالدو أهدافاً في المباراة الافتتاحية لفريقه.
لكن الأمر لا يتعلق فقط بعقدة تاريخية أو نحس ملازم وإنما هنالك الكثير من التفاصيل التي حدثت على أرض اللقاء منعت البرتغالي من التسجيل.
أولها، بكل تأكيد، هو عدم الانسجام الكافي مع منظومة مدرب السيدة العجوز ماسيميليانو أليغري الهجومية.
وبتواجد الأرجنتيني باولو ديبالا كمهاجم للفريق وصانع لعب في المركز رقم 10، والكولومبي خوان كوادرادو على الرواق الأيمن والبرازيلي دوغلاس كوستا على الرواق الأيسر.
فقد رونالدو واحدة من أهم مميزاته وهي القدوم من الجهة اليسرى حيث يتمركز كجناح "وهمي" ثم ينطلق إلى منطقة الجزاء ليصبح في مركز رأس الحربة.
تماماً كما كان يحدث في ريال مدريد الإسباني مع الفرنسي كريم بنزيمة الذي كان يقوم بسحب المدافعين خارج منطقة الجزاء ليخلي المنطقة المهمة لرونالدو.
في مباراة كييفو، بدأ رونالدو كمهاجم صريح ما جعل البرتغالي، الذي لم يتأقلم بعد على أجواء الدوري الإيطالي، فريسة سهلة لمدافعي الفريق الأصفر.
هذا اضطر رونالدو إلى الابتعاد عن مناطق الخطورة لاستلام الكرة والمشاركة في اللعب، ما تجلى في أرقام رونالدو خلال المباراة حيث كانت جميع محاولاته من تسديدات من خارج المنطقة.
هذا الوضع تغير قليلاً مع دخول الكرواتي ماريو ماندزوكيتش كمهاجم ثانٍ عندما كان يوفنتوس متأخراً في النتيجة، ما حرر رونالدو بعض الشيء وخلق له المساحة اللازمة للتوغل في منطقة الجزاء.
لكن بدا أن هذا الشكل الخططي (4-2-3-1) ليس أفضل نهج تكتيكي لانفجار رونالدو رفقة يوفي.
يبدو أنها مسألة وقت لا أكثر!
ويعرف عن رونالدو (33 عاماً) أنه لا يدخن ولا يتناول الكحوليات ولا يرسم الوشوم على جسمه، ويقوم بالتبرع بالدم بشكل دوري، ويحتفظ النجم البرتغالي بلياقة فنية عالية حتى بعد بلوغه عمر 33 عاماً.
لم يحقق رونالدو البداية القوية في إيطاليا لكن الحقيقة واضحة، وهي أن مسألة تسجيله للأهداف لا تعدو كونها مسألة وقت فقط، فصاروخ ماديرا يبدو في أفضل حالاته على كافة المستويات.
إقرأ أيضاً..
عندما أهدر رونالدو فرصة تحولت فيما بعد إلى تمريرة حاسمة أضحكت الجماهير (فيديو)