بدأت النسور تحوم في أعقاب هزيمة مانشستر يونايتد المفاجئة في برايتون والتي دفعت النقاد إلى مهاجمة مورينيو وزملائه المخفقين.
يمكنك القول إن هذه مجرد ردة فعل غير محسوبة، وفق ما ذكرت صحيفة Daily Star البريطانية.
فلا يزال هناك 36 مباراة متبقية في الموسم ولا يمكنك إصدار الحكم على أحدهم بسبب أدائه السيء في مباراة واحدة.
ينطبق هذا الكلام على معظم الأندية، لكن مانشستر يونايتد ليس مثل معظم الأندية، فالنجاح أمر متوقع في ملعب أولد ترافورد، وليس محض أمنية.
وعندما لا يتحقق هذا النجاح، تلازم الانتقادات النادي الذي يستمد قيمه الأساسية من الكبرياء والشرف والهيبة.
اعتادت الفرق المنافسة في الماضي إظهار قدر كبير من الاحترام لليونايتد، ولكن الزمن قد تغير.
ولم تعد فرق مثل برايتون بحاجة للتغلب على عامل الخوف عندما تواجه أنجح أندية كرة القدم الإنكليزية.
أصبح اليونايتد مكوناً من مجرد بشر عاديين، وصاروا عرضة للهزيمة مثل بقية خصومهم، ويمكن إلقاء اللوم على العديد من الأشخاص لتسببهم في تراجع الفريق بالآونة الأخيرة.
أليكس فيرغسون
وتبدأ القصة مع السير أليكس فيرغسون.
كان فيرغسون أعظم مدرب للنادي، لكنه ترك خليفته يقود فريقاً خالياً من النجوم عندما تقاعد في العام 2013.
صحيح أن يونايتد فاز بلقب الدوري في الموسم النهائي لفيرغسون، لكن الفضل في ذلك يرجع بالأخصّ إلى خوف الفريق من أن يخذل مدربه ورغبته المطلقة في الفوز، أكثر مما يرجع إلى توافر المواهب في الفريق.
ديفيد مويس
كان ديفيد مويس اختياراً خاطئاً ولم يكن لديه أي فرصة للنجاح.
استمر في قيادة الفريق 10 أشهر قبل أن يأتي لويس فان غال لنجدة النادي، ولكنه كان أيضاً اختياراً خاطئاً.
جوزيه مورينيو
غير مبالٍ بالعواقب، اندفع يونايتد نحو استبدال مدربه الهولندي برجل آخر ذي شخصية مركبة ومتطلبة مثل البرتغالي جوزيه مورينيو، على الرغم من العيوب الواضحة في شخصيته والتي ظهرت للجميع بصورة خطيرة خلال فترته الثانية لتدريب تشيلسي.
المشكلة مع مورينيو بسيطة.
إن حصوله على بعض السيطرة والاهتمام يفضي به في النهاية إلى تجاهل جميع القوانين.
لديه القدرة على اختلاق شجار في غرفة فارغة. إن شهيته للمواجهات لا مثيل لها، وهي تؤثر على استقرار أي مكان على حد سواء.
من المفترض أن يكون تدريب مانشستر يونايتد أمراً مميزاً في كرة القدم، ومع ذلك يجعله مورينيو وكأنه مهمة شاقة بشكل روتيني منتظم ومثير للجزع.
علاوة على أن تذكير "جيرانه المزعجين" في المدينة له بإخفاقاته لا تساعد في تعديل مزاجه.
أطلق هذا اللقب فيرغسون على مانشستر سيتي عندما استحوذ مليارديرات أبوظبي على النادي، وبدأوا يلقون بمبالغ نقدية كبيرة في كل مكان مثل قصاصات الورق.
كان فيرغسون محقاً؛ لأن النصف الأزرق من مانشستر أصبح يسيطر على كرة القدم الإنكليزية هذه الأيام، صانعاً علامة تجارية مميزة في كرة القدم لا يمكن ليونايتد أن يجاريها.
يمتلئ يونايتد بالكثير من اللاعبين غير اللائقين، ولا يلعبون كفريق واحد.
يبدو الأمر وكأنهم يلعبون بلا قوام واضح أو هوية أو خطة قوية في الملعب.
جرس إنذار لإد وودورد..
يعكس الفريق أداء مدربه، وما حدث في برايتون يجب أن يكون جرس إنذار لنائب الرئيس التنفيذي للنادي إد وودورد.
ولكن هل يمتلك إد وودورد الشجاعة لإقالة مورينيو إذا ما فشل الفريق في تحقيق أي إنجاز هذا الموسم؟
هل هو كبير بما يكفي لعقد يده والاعتراف بأن أداء فريقه ليس جيداً؟
يشعر الناس في يونايتد بأن وودورد مُنصاع ومتساهل أكثر من اللازم مع مورينيو. وأنه يزيد غروره من خلال السماح له بتوقيع عقود خيالية مع لاعبين مثل بول بوجبا وروميلو لوكاكو وأليكسيس سانشيز.
وازداد الأمر سوءاً، عندما بدأ لاعبون أقل شأناً مثل فيكتور ليندلوف وإريك بايلي يقدمون أداءً باهتاً يجعل التعاقد معهم يبدو كخطأ باهظ الثمن.
ومع ذلك، يبقى أصل المشكلة في مالكي النادي وهم عائلة غليزر.
يبدو أن المليارديرات الأميركيين يهتمون أكثر بنفقات النادي من ألقاب الدوري أو بطولات دوري أبطال أوروبا.
تهتم عائلة غليزر بالقيمة التجارية للاعبين مثل بوغبا وسانشيز، أكثر من قيمتهم في الملعب.
تنهال الأموال على النادي من مبيعات قمصان اللاعبين حول العالم، فالأمر عندهم مجرد تجارة.
بالنسبة لهم، الأرباح أهم من نقاط الفوز في الدوري، وحتى يتغير ذلك سيبقى الوضع على ما هو عليه.
إقرأ أيضاً..
الدوري الإنكليزي يدين بث BeoutQ لمبارياته.. ويطالب السعودية باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف القرصنة
بعد أكثر من عام.. الموهبة المغربية تستفيق من غيبوبتها وهكذا ساندته الجماهير