أخيراً تمت الموافقة على عودة الجماهير المصرية لمدرجات ملاعب كرة القدم.. كيف استطاع الأمن اختيار المشجعين الذين يحضرون المباريات؟

وافق مجلس الوزراء المصري على عودة الجماهير لملاعب الكرة في المباريات المحلية، بعدما غابت منذ أحداث الدفاع الجوي وراح ضحيتها 20 مشجعاً.

عربي بوست
تم النشر: 2018/08/17 الساعة 06:46 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/08/17 الساعة 11:55 بتوقيت غرينتش
عودة الجماهير

وافق مجلس الوزراء المصري على عودة الجماهير لملاعب الكرة في المباريات المحلية، بعدما غابت منذ أحداث الدفاع الجوي التي سبقت مباراة الزمالك وإنبي ببطولة الدوري في 8 فبراير/شباط 2015، وراح ضحيتها 20 مشجعاً ينتمون لجماهير الزمالك.

وقبل أحداث الدفاع الجوي، بحوالي 3 أعوام، سقط 72 مشجعاً قتلى في استاد بورسعيد عقب مباراة المصري والأهلي، وهو ما جعل عودة الجماهير لمباريات الكرة المحلية في مصر أمراً أشبه بالمستحيل خشية سقوط مزيد من القتلى، لكن الأمن في مصر وضع خطة، يحضر على أساسها المباريات مَن يحددهم هو.

القضاء على الألتراس

كانت الخطوة الأولى للأمن في ملف عودة الجماهير للمدرجات، هو القضاء على مجموعات الألتراس.

وتم ذلك عبر خطة، انفرد "عربي بوست" بكشف تفاصيلها في نهاية مايو/أيار الماضي، حين عقد الأمن صفقة سرية مع قادة مجموعات الألتراس سواء "ألتراس أهلاوي" التابعة للأهلي، ونظيرتها في الزمالك "وايت نايتس"، تضمنت قيامهم بإعلان حل الرابطتين وإلقاء بيان بذلك أمام وسائل الإعلام وحرق "البانر".

في غضون 11 يوماً فقط، أنهت رابطتا ألتراس أهلاوي وألتراس "وايت نايتس" المنتمية لنادي الزمالك، مسيرتيهما في الحياة الرياضية والعامة في مصر.

ومنح الأمن قادة الألتراس مهلة 48 ساعة لتنفيذ تعليماته، مع وعد بعدم التضييق عليهم وعدم استدعائهم مع كل ذكرى تخص أحداث بورسعيد أو الدفاع الجوي، وهو ما تم بالفعل وتم تنفيذه من جانب المجموعتين، قبل أن تسير مجموعات "يلو دراجونز"  التابعة للنادي الإسماعيلي،  و"جرين إيجلز" المنتمية للنادي المصري، و"جرين ماجيك" التابعة للاتحاد السكندري على الدرب ذاته.

ولم يكن قرار حل المجموعتين بيد القادة، الذين "أعلنوا القرار ونفَّذوا التعليمات"، بحسب ما قاله أحد المقربين من مجموعة ألتراس أهلاوي لـ"عربي بوست".

وأوضح أنه في الآونة الأخيرة، يضع الأمن في مصر مجموعتي ألتراس أهلاوي ووايت نايتس في بؤرة اهتماماته، ويضغط عليهما بشدة، ودائماً مع الذكرى السنوية لأحداث مذبحة بورسعيد، أو الدفاع الجوي يقوم بالقبض عليهم.

وأضاف: "لذا لم تكن هناك خيارات أمام المجموعتين إلا تنفيذ ما يريده الأمن، في ظلِّ أنه لا توجد مباريات بحضور جماهير في المدرجات، والتي هي الأساس الذي قامت عليه مجموعات الألتراس".

المصدر ذاته قال إنه قبل أيام من الإعلان عن حل مجموعة ألتراس أهلاوي، قام الأمن باستدعاء 5 من العناصر القديمة في المجموعة، بالرغم من أن بينهم أشخاصاً ابتعدوا تماماً عن المشهد، وليست لهم علاقة مباشرة بالمجموعة في الوقت الحالي، لكنهم  معروفون لدى الدولة.

الأمن أبلغهم أن الألتراس انتهى إلى الأبد، وعليهم الإعلان عن ذلك على الملأ، وأمام كل وسائل الإعلام، وحال رفضهم ذلك لن يخرج من تم القبض عليهم من قبل، بل وسينضمون هم إليهم، مع منحهم 48 ساعة مهلة للتنفيذ.

"لم يكن الأمر يحتاج لإهدار المزيد من الوقت، فقرر القادة الموافقة على طلبات الأمن، وتنفيذ كل ما يريد"، على حد قوله.

الأمر برمته حدث كذلك مع "وايت نايتس"، وفقاً لما قاله مصدر داخل المجموعة لـ"عربي بوست"، مع اختلاف بعض التفاصيل.

إذ عانت المجموعة من انقسام لوجود عناصر مسيسة فكرياً ولا علاقة لها بالتشجيع، قامت بالاستيلاء على الصفحة الرسمية للمجموعة على فيسبوك، ومجموعة أخرى تدفع الثمن مع الأمن، وتعاني من الاعتقالات، ولم يكن أمامها طريق سوى الموافقة على تنفيذ طلبات الأمن.

ويبدو الأمر واضحاً من بيان كل مجموعة في إعلانها الحل، وتأكيد احترامها للدولة، وحدوث اختراق لعناصر المجموعتين بشكل يضر بمصلحة مصر.

اقرأ أيضاً

صفقة سرية وراء حل رابطتي أولتراس أهلاوي ووايت نايتس.. القيادات رضخت لطلبات الأمن المصري مقابل حريتهم

القرار من أعلى سلطة في الدولة

وفي 6 أغسطس/آب، عقد أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، جلسة مع أعضاء اتحاد الكرة ورؤساء الأندية، بحضور مندوبين من وزارة الداخلية تم خلالها اقتراح عودة الجماهير، على أن يكون العدد 5 آلاف مشجع، بواقع 3500 مشجع لصاحب الأرض، و500 للضيوف، و1000 من الجماهير الفئوية لصاحب الأرض من طلبة جامعات وذوي الاحتياجات الخاصة.

ووفقاً لما قاله كرم كردي، عضو مجلس إدارة الاتحاد المصري، فإن حضور الجماهير جاء بقرار من أعلى سلطة في الدولة، وتحرك من الجميع لدخول الجماهير المباريات؛ لأن الكل كان يتخوف من إصدار القرار.

الجماهير النائمة فتحت الباب

وجهز الأمن في مصر "بروفة" لحضور الجماهير للمباريات، من خلال مباريات البطولة العربية للأندية، فتواجدت الجماهير في مباريات الاتحاد السكندري والترجي التونسي، والزمالك والقادسية الكويتي، والإسماعيلي والكويت الكويتي، والأهلي مع النجمة اللبناني.

وظهر بوضوح أن مَن يحضرون هذه المباريات معظمهم ليست الكرة اهتمامهم الأول، وأن طريقتهم في التشجيع ربما لا تناسب كرة القدم من خلال بث الحماس في نفوس اللاعبين باستثناء جماهير الاتحاد والإسماعيلي، فظهرت جماهير الزمالك والأهلي وقد غلب بعضهم "النعاس" في المدرجات، أو انشغلت إحداهن بتعديل وضع خصلات شعرها.

موافقة "الداخلية" شرط حضور المباريات

بعد نجاح "البروفة"، تم الإعلان عن القرار رسمياً عن حضور المباريات المحلية بداية من مطلع سبتمبر/أيلول المقبل، بوجود ترتيبات أمنية، أهمها قيام الأندية بتقديم قاعدة بيانات جماهيرها لاتحاد الكرة، الذي سيقوم بدوره بعرضها على وزارة الداخلية التي ستقرر من له الحق في حضور المباريات.

وهو ما أكده كرم كردي، عضو اتحاد الكرة المصري لقناة "إل تي سي" بقوله: "حضور الجماهير سيتم بتذاكر أو بطاقة تعارف. كل نادٍ سيتحمل مسؤولية المباريات الخاصة به، بالتأكيد بالتنسيق مع الأمن".

علامات:
تحميل المزيد