«عازف الليل» تحت الضغط.. هكذا يحاول أوزيل استكمال مسيرته بعد الاعتزال

عربي بوست
تم النشر: 2018/08/13 الساعة 17:07 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/08/13 الساعة 17:10 بتوقيت غرينتش

يبحث اللاعب الدولي الألماني السابق، مسعود أوزيل، عن بداية جديدة مع ناديه الحالي أرسنال. ولكن يبدو أنه أمام كل من أوزيل والنادي مهمة صعبة، ولا تعد الخسارة أمام مانشستر سيتي في افتتاح الدوري الإنكليزي السبب الوحيد وراء ذلك.

من الواضح أن المدرب الجديد لنادي أرسنال، أوناي إيمري، قد صُدم بمجرد أن شاهد جدول مباريات ناديه في الدوري الإنكليزي الممتاز. إضافة إلى أن المدرب الإسباني الجديد قد ورث تركة ثقيلة من المدرب الفرنسي السابق لنادي أرسنال، آرسين فينغر، الذي استمر في تدريب فريق الـ"غانرز" لمدة 22 سنة.

اصطدم إيمري في أول مباراة له خلال هذا الموسم بحامل اللقب، مانشستر سيتي. ولم يتمكن أرسنال من التغلب على السيتي في ثلاث مباريات ودية خلال فترة الإعداد للموسم الجديد، لدرجة أن السيتي كاد ينهي المباراة في شوطها الأول. وفي المباراة القادمة، سيواجه أرسنال نادي تشيلسي في ديربي لندن.

كانت بداية الفريق لهذا الموسم صعبة للغاية، على الرغم من أن فترة الإعداد الناجحة التي خاضها أظهرت تفاؤلاً كبيراً في لندن، وكان الجميع يتوقعون بداية قوية. لكن حامل اللقب لم يعط لاعبي أرسنال أية فرصة لإظهار تأثير المدرب الجديد.

على الرغم من إظهار اللاعبين جاهزية تامة لخوض المنافسات، فضلاً عن أن لياقتهم البدنية كانت أفضل بكثير مقارنة بالفرق المنافسة. ويعزى ذلك إلى أن عدداً قليلاً من لاعبي أرسنال شاركوا في كأس العالم روسيا 2018، على غرار مسعود أوزيل وجرانيت تشاكا، اللذين غادرا البطولة مبكراً.

بالطبع، لا يشكك ذلك في قدرات لاعبي الفريق بل يمنحهم ميزة قوية في الجولات الأولى من الدوري الإنكليزي. فمن المفترض أن مباراتي مانشستر سيتي وتشيلسي جاءتا في وقت مناسب جداً بالنسبة لأرسنال في بداية هذا الموسم، للوقوف على المستوى الحقيقيّ للاعبين أولاً ولأن المنافسين ليسوا في أفضل حالاتهم بعد. ومع تتابع مباريات الدوري سيصبح الـ"مدفعجية" أكثر انسجاماً وأعلى لياقة.

خلال الموسم الماضي، تمنى المدرب السابق للفريق أرسين فينغر أن يودع النادي، الذي مكث بين جدرانه لسنوات طويلة، بلقب أخير. ولكن النادي أُقصي من الدور نصف النهائي من بطولة الدوري الأوروبي، أمام حامل اللقب أتلتيكو مدريد.

وللسنة الثانية على التوالي، فشل نادي أرسنال في حجز مقعد له في دور المجموعات من دوري أبطال أوروبا، ليكتفي باللعب في بطولة الدوري الأوروبي، وذلك بسبب تفوق منافسه المحلي توتنهام هوتسبير عليه في جدول الترتيب. ويعد ذلك مؤشراً على حالة التراجع التي أصابت الفريق تحت قيادة فينغر.

وتحدث تقرير صحيفة Welt الألمانية عن انتهاء العصر الذهبي لفينغر، البالغ من العمر 68 سنة، منذ فترة طويلة. وجاء إيمري، الذي يصغره بحوالي 22 سنة، ليقود الفريق نحو بداية جديدة. وقد اقتنعت إدارة نادي أرسنال بالمدرب الشاب بشدة، خاصة بعد تحليله لأداء كل لاعب في الفريق خلال لقائه بمجلس الإدارة، وشرحه المفصّل للطريقة التي سيطور بها أداء كل لاعب.

هناك انسجام واضح بين نادي أرسنال وأوناي إيمري، لاسيما أن مركز النادي المتوسط في كرة القدم العالمية يتلاءم وخبرة هذا المدرب المتوسطة. كان باريس سان جيرمان المحطة الأخيرة للمدرب الإسباني قبل تولي قيادة أرسنال، وقد كان اسم النادي الفرنسي كبيراً جداً على مدرب مثل إيمري.

فقد أكد الإسباني أنه غير قادر على قيادة هذه الكتيبة من النجوم في صفوف نادي باريس سان جيرمان. فخلال الموسمين اللذين كان فيهما الفريق تحت قيادة المدرب الإسباني، ودع الفريق الباريسي دوري أبطال أوروبا من الدور ثمن النهائي مرتين متتاليتين، ولم يستطع الفوز بلقب الدوري المحلي سوى مرة واحدة.  

في المقابل، تألق إيمري خلال فترة تدريبه لنادي إشبيلية، الذي فاز معه بلقب الدوري الأوروبي ثلاث مرات متتالية، علماً وأن أرسنال يمر في الوقت الراهن بالوضعية ذاتها. وخلال أول موسم له مع أرسنال، يسعى إيمري في المقام الأول إلى أن يحتل فريقه أحد المراتب الأربعة الأولى وإلى أن يفوز بلقب الدوري الأوروبي هذا الموسم.

في الواقع، يستطيع لاعبو أرسنال تحقيق الأهداف التي رسمها مدربهم. فخلال هذا الصيف، تعاقد نادي أرسنال مع كل من حارس مرمى نادي باير ليفركوزن السابق، بيرند ليو، ومدافع نادي بوروسيا دورتموند السابق، سوكراتيس باباستاثوبولوس، علاوة على قائد المنتخب السويسري، ستيفان ليشتستاينر ومتوسط الميدان الأوروغوياني، لوكاس توريرا.

وخلال الشتاء الماضي، انتقل كل من المهاجم الغابوني، بيير إيميريك أوباميانغ، واللاعب الأرميني، هنريك مخيتاريان، إلى ستاد الإمارات. وعلى الرغم من الإمكانيات التي يتمتع بها هذان اللاعبان، إلا أنهما لم يقدما أداءً مقنعاً خلال مرحلة الإياب من الموسم المنقضي. ولعل الأمر المثير للاهتمام هو أن نادي أرسنال يضم سبعة لاعبين لعبوا في السابق في الدوري الألماني، أبرزهم اللاعب مسعود أوزيل، الذي سيدخل خلال هذا الموسم في مرحلة جديدة من مسيرته الكروية.

وشاءت الأقدار أن يخوض أوزيل أول مباراة رسمية له، بعد نكسة الانسحاب المبكر من كأس العالم واعتزاله اللعب الدولي، ضد نادي مانشستر سيتي، حيث ينشط زميله إلكاي غوندوغان. وحيال هذه المباراة، قال أوزيل البالغ من العمر 29 سنة على حسابه على إنستغرام: "أشعر بسعادة غامرة لانطلاق الموسم الرياضي 2018-2019".

ورغم أنه أصبح شخصاً غير مرغوب به في ألمانيا وفي المنتخب الألماني، إلا أنه يشعر بالراحة في لندن. والملفت للانتباه أن الصورة التي التقطها اللاعب المنحدر من أصول تركية مع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، لم تخلق جدلاً كبيراً في المملكة المتحدة مثلما خلقت في ألمانيا.

ويذكر أنه في شهر مايو/أيار الماضي، التقط اللاعب غوندوغان صوراً مع الرئيس التركي أيضاً، إلا أنه لم يتعرض لحملات التشويه والعنصرية التي تعرض لها أوزيل.

أرسنال، عائلة أوزيل

نشر أوزيل بيان اعتزاله، المؤلف من 3 أجزاء، بالتزامن مع انطلاق استعدادات أرسنال للموسم الجديد. ولا يعد هذا الأمر مثيراً للاستغراب، خاصة أن اللاعب يشعر بالأمان في هذا النادي. وعندما دخل في خلاف مع رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم، راينهارد غريندل، سافر اللاعب المنحدر من أصول تركية مع ناديه إلى سنغافورة.

وفي ذلك الوقت، صرح مدرب أرسنال، أوناي إيمري، بأن "أوزيل يشعر معنا بالراحة كأنه في بيته وبين أفراد عائلته". وخلال الموسم القادم، سيكون من الممتع أن نشاهد إبداعات أوزيل، خاصة أنه لم يتألق كالمعتاد خلال الموسم الماضي سوى أمام الفرق الضعيفة.

تغيير ملكية النادي

سيبدأ أرسنال مرحلته الجديدة بإدارة جديدة. فمنذ سنوات، تقاسم رجلا أعمال ملكية النادي، حيث يملك رجل الأعمال الأميركي ستان كرونكي 67% من أسهم النادي. فيما يملك الملياردير الروسي، أليشير عثمانوف 30% من الأسهم، أما ما تبقى من الحصص يملكها مساهمون صغار. وخلال الأسبوع الماضي، قرر عثمانوف بيع أسهمه لكرونكي الذي سينفرد بملكية النادي.

ويعتبر  Deutsche Bank جزءاً من هذه الصفقة، حيث أنه منح شركة كرونكي للاستثمار قرضاً بملايين الدولارات حتى يتسنى لها شراء أسهم عثمانوف. ولا يعد كرونكي مالكاً نموذجياً لنادي أرسنال لا سيما وأنه لم يساهم طيلة سنوات في الصفقات التي أبرمها النادي، الذي اكتفى بتلقي تمويلاته من باقي إيرادات البث التلفزيوني وعقود الرعاية والمكافآت.

في المقابل، سحب كرونكي حوالي 4 ملايين يورو من أموال النادي من أجل استثمارها في الأنشطة الاستشارية، علماً وأن هذا الأمر لقي احتجاجاً من مشجعي النادي العريق.

وتقع شركة كرونكي في ولاية ديلاوير الأميركية المشهورة بالصفقات المالية الغامضة. وفي ظل نفوذه المطلق، تخشى العديد من الأطراف من أن يستغل كروينك إيرادات النادي في تسديد ديونه الخاصة وديون شركاته. وفي حال مات كرونكي البالغ من العمر 71 سنة وزوجته في المستقبل القريب، أي قبل تسديد ديون البنك الألماني، فسيشرف البنك على النادي لتأمين تسديد ديونه.

ولكن إيمري لا يفكر في هذا الأمر في الوقت الراهن.

وفي خضم كل هذه التغييرات، تسلط الصحافة الألمانية سهام النقد تجاه مسعود أوزيل وتترصد له الأخطاء الكروية وغير الكروية وتضع على نجم نادي أرسنال الكثير والكثير من الضغوط، وكأنها تحاول الانتقام منه واعتباره المسؤول الأول والأخير عن "فضيحة" المانشافت في روسيا 2018.

هذا يجعل "عازف الليل" أمام تحدٍّ هو الأصعب ربما في تاريخه الكرويّ. أوزيل، من جانب، مطالب بحمل أرسنال على كتفيه وإنقاذه من كبوته والتي هي تراكمات لمواسم كثيرة ماضية. ومن جانب آخر، مطالب بتقديم أفضل ما لديه لإخراس الصحافة الألمانية.


إقرأ أيضاً..

خطيبة أوزيل تواصل دعمها له بطريقتها الخاصة.. هذا ما وشمته على جسدها (صورة)

"لا يمكن أن أتنكر لجذوري": الأتراك الألمان يتشاركون ألم الولاء المزدوج مع أوزيل

تحميل المزيد