“البريميرليغ”.. الدوري الأغلى في العالم لا يصنع منتخباً قوياً

يعد الدوري الإنكليزي الممتاز أغلى دوري في قارة أوروبا من حيث القيمة السوقية للاعبيه، فهو يضم عدداً كبيراً من أفضل النجوم في العالم

عربي بوست
تم النشر: 2018/08/01 الساعة 08:36 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/08/01 الساعة 08:36 بتوقيت غرينتش

يعد الدوري الإنكليزي الممتاز أغلى دوري في قارة أوروبا من حيث القيمة السوقية للاعبيه، فهو يضم عدداً كبيراً من أفضل النجوم في العالم. لكن بالرغم من ذلك، فإنه يبقى عاجزاً أمام تقديم منتخب قوي لديه القدرة على المنافسة على لقب المونديال.

وحصلت إنكلترا على كأس العالم مرة واحدة، حين استضافت الحدث عام 1966، ومنذ ذلك الحين لم تستطع المنافسة على اللقب. ورغم أن الأندية تحقق مكاسب خيالية من حقوق الرعاية والبث، فإنها لا تستطيع أن تمنح "الأسود الثلاثة" القدرة على منافسة منتخبات مثل ألمانيا أو البرازيل.

القيمة السوقية

تبلغ القيمة السوقية لمسابقة الدوري الإنكليزي "البريميرليغ" 7.43 مليار يورو وهي الأكبر بين الدوريات الأوروبية، بينما يأتي في المرتبة الثانية الدوري الإسباني "لا ليغا"، وتصل قيمته لنحو 4.7 مليار يورو، ويحل الدوري الإيطالي "سيريا آيه" في المركز الثالث، وتصل قيمته إلى 4.1 مليار يورو.

ويتضح من خلال الأرقام الفارق الشاسع في قيمة الدوري الإنكليزي عن أي مسابقة أخرى في أوروبا. ورغم ذلك فإن المنتخب لا يتأثر بكل تلك المعطيات التي تعني أن المسابقة المحلية لا تمنح "الأسود الثلاثة" القدرة على تقديم منتخب يقنع العالم أو القارة العجوز.

أسماء لامعة

حرص غاريث ساوثغيت، المدير الفني لمنتخب إنكلترا على انتقاء أفضل العناصر في قائمة بلاده المشاركة في كأس العالم، حيث بلغت قيمة نجوم الأسود الثلاثة وفقاً لموقع تسعير اللاعبين "ترانسفير ماركت" نحو 874 مليون يورو.

ويعد هاري كين، نجم هجوم توتنهام هوتسبير الإنكليزي هو أغلى اللاعبين في قائمة إنكلترا، وتصل قيمته إلى نحو 150 مليون يورو، ومن بعده زميله في الفريق ديلي آلي في المركز الثاني، ويصل سعره إلى 100 مليون يورو، فيما حل رحيم ستيرلينغ جناح مانشستر سيتي الإنكليزي في المركز الثالث، وقيمته تصل إلى 90 مليون يورو.

حظوظ مهددة

منذ عامين شاركت إنكلترا في نسخة يورو 2016، التي استضافتها فرنسا، وكان أغلب اللاعبين المشاركين في مونديال روسيا حاضرين في تلك البطولة، ومع ذلك فقد خرجت بسهولة من دور الـ16 على يد أيسلندا.

والأسوأ أن أيسلندا التي أطاحت بالإنكليز كانت حديثة العهد بالبطولات الكبرى، ولكنها حقَّقت المفاجأة وأطاحت بالأسود الثلاثة بكل ما لديهم من نجوم، وعقب الهزيمة قرَّر روي هودسون المدير الفني للإنكليز تقديم استقالته، ووقتها كان المدرب الأعلى أجراً بين منتخبات أوروبا، ويحصل على راتب قيمته 4.3 مليون يورو. ولكن يبدو أن رواتب المدربين الضخمة لا تمنح نتائج بنفس المردود.

وتبقى حظوظ إنكلترا مهددة في الوصول إلى مراحل متقدمة في كأس العالم، لاسيما أنها ستصطدم بالمنتخب البلجيكي في دور المجموعات، وهو أول اختبار سيحاول الإنكليز تخطيه لإثبات قدراتهم الكبيرة.

مسيرة متخبّطة

عرفت إنكلترا مسابقات كأس العالم عام 1950، حين شاركت في أول مسابقة، ولكنها خرجت من الدور الأول، ولم تعرف طريق البطولة إلا حين استضافت الحدث عام 1966 بعدما فازت على ألمانيا 4-2.

وبعد ذلك الحدث شاركت في مونديال 1970، ولكن بعدها غابت عن المونديال لمدة 12 عاماً، لتعود إليه عام 1982، ولكنها خرجت من الدور الثاني.

وفي عام 1986 تعرضت إنكلترا لموقف بالغ السوء، حين اصطدمت بمنتخب الأرجنتين، لتخسر من الدور ربع النهائي 2/1، وكان هدف فوز نجوم التانغو جاء بيد النجم مارادونا.

وشهدت نسخة إيطاليا عام 1990 وصول إنكلترا إلى الدور نصف النهائي، ولكنها خرجت أمام ألمانيا بركلات الترجيح، عقب انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل السلبي بين المنتخبين.

ولم تتأهل إنكلترا إلى نسخة 1994 التي استضافتها الولايات المتحدة، لكنها كانت حاضرة في النسخة الفرنسية عام 1998، ولكنها خرجت أمام الأرجنتين بركلات الترجيح من دور الـ16 عقب التعادل 2-2.

وفي نسخة 2002 التي شهدت استضافة مشتركة في قارة آسيا بين كوريا الجنوبية واليابان، بلغت إنكلترا دور الثمانية، ولكنها اصطدمت بالبرازيل لتنهزم 2/1.

وخرجت إنكلترا أمام البرتغال من دور الثمانية أيضاً في نسخة 2006، التي احتضنتها ألمانيا، بركلات الترجيح. أما مونديال 2010 بجنوب إفريقيا فخرجت أمام ألمانيا من دور الـ16، بعدما انهزمت 4/1.

وفي النسخة الماضية من كأس العالم بالبرازيل، خرجت إنكلترا من الدور الأول، ووقتها كان الدوري الإنكليزي قوياً، بينما لم يشفع ذلك للإنكليز من أجل تخطي دور المجموعات.

آفة البريميرليغ

يطلب دائماً عدد كبير من المدربين في مسابقة الدوري الإنكليزي، الحصول على قسط من الراحة في أعياد الميلاد، مثل بعض الدوريات الكبرى، من أجل التقاط الأنفاس، ولكن ذلك لا يحدث على أرض الواقع.

وحين تقترب أعياد الميلاد يتأهب جمهور البريميرليغ لما يسمى "البوكسينغ داي"، الذي يشهد دائماً توالي عدد المباريات كل 3 أيام تقريباً خلال أعياد الميلاد، وبالتالي ينعكس ذلك على اللاعبين الإنكليز، الذين يحاولون إنهاء الموسم سريعاً من أجل الراحة، ولا يحتاجون إلى مجهود إضافي مع المنتخب، سواء في كأس العالم أو بطولة اليورو.

وكثيراً ما طلب مدربو الفرق الإنكليزية، وعلى رأسهم بيب غورديولا، المدير الفني لنادي مانشستر سيتي، وأنطونيو كونتي، مدرب تشيلسي ضرورة إدخال عطلة شتوية في مسابقة الدوري الإنكليزي، من أجل الحصول على قسط من الراحة.

ولا تضم قائمة المنتخب الإنكليزي أي لاعب محترف من خارج إنكلترا، وهو ما يؤكد أن ما يحصل عليه منتخب الأسود الثلاثة من لاعبين هو نتاج لمسابقتهم المحلية، بكل ما فيها من إيجابيات أو سلبيات.

تحميل المزيد