“لست وحدك يا أوزيل”.. العالم يتعاطف مع صانع أهداف الألمان الأول ضد “العنصرية”

أوزيل يعبّر عن الظلم الذي يتعرض له "أنا ألماني عند الفوز، مهاجر عند الهزيمة" .. والعالم يتعاطف!

عربي بوست
تم النشر: 2018/07/23 الساعة 15:12 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/07/23 الساعة 15:34 بتوقيت غرينتش
Soccer Football - Germany - Joachim Loew Press Conference - German Football Museum, Dortmund, Germany - May 15, 2018 A picture of Germany's Mesut Ozil is displayed during the announcement REUTERS/Leon Kuegeler

"أنا ألماني عند الفوز، مهاجر عند الخسارة" بهذه الجملة عبر النجم الألماني تركي الأصل مسعود أوزيل عن غضبه مما وصفه بـ"العنصرية". وبهذه الجملة التي تضمنها بيانه بقراره الصادم اعتزال اللعب الدولي مع منتخب بلاده لما رآه من "اعتباره مواطناً من الدرجة الثانية"، توالت ردود الأفعال المختلفة من جميع أنحاء العالم، وتباينت بين الصدمة والرفض والتعاطف.

وكان صانع الألعاب السابق لريال مدريد الإسباني، والبالغ من العمر 29، فاجأ العالم أجمع بإعلانه اعتزاله اللعب دولياً في بيان رسمياً، مبرراً ذلك بـ"العنصرية" التي واجهها منذ نشر صورته مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قبيل انطلاق منافسات كأس العالم 2018، وكذلك النظرة التي واجهها من البعض باعتباره مواطناً من الدرجة الثانية نظراً لكونه تركياً كردي الأصل.

أوزيل.. لن تسير وحدك

فلاعبة التنس الهندية "سانيا ميرزا" أبدت تعاطفها الواضح مع المبررات التي أكدها مسعود أوزيل وتسببت في قرار اعتزاله بشعوره بالتمييز الظالم، قائلة "العنصرية لا يجب أن تقبل ولن تقبل.. ما قاله مسعود هو أتعس شيء يمكن قراءته كرياضية وإنسانة".

 

أما الإسباني هيكتور بليرين الظهير الأيمن وزميل أوزيل في نادي آرسنال الإنكليزي، فقال: "مشهد سيريالي أن يؤدي شخص بمثل هذه القوة مع بلاده ويجد هذا النوع من الاحترام خارج الملعب.. لقد أحسنت في قرارك".

ومن إنكلترا أيضاً، عبر ريو فيرديناند نجم دفاع مانشستر يونايتد السابق عن احترامه الهائل للنجم مسعود أوزيل بسبب إعلانه قرار الاعتزال على خلفية شعوره بالتمييز العنصري مؤخراً، لاسيما وأن المدافع الإنكليزي الدولي سابقاً عانى كثيراً من العنصرية تجاه لون بشرته.

ومن السويد، جاء الدعم من المطرب ماهر زين ذي الأصول اللبنانية والذي يحمل الجنسية السويدية عبارة من بيان أوزيل "أنا ألماني عندما نفوز.. ومهاجر عندما ننهزم" عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، وذلك في مساندة واضحة منه لنجم وسط آرسنال.

 

أما من داخل ألمانيا ذاتها، قدم يونس مالي لاعب وسط نادي فولفسبورغ الألماني ومنتخب تركيا الدعم لأوزيل، مشيداً بالمسيرة العظيمة التي خاضها مسعود مع منتخب ألمانيا، وإنجازاته الكبيرة وعلى رأسها لقب كأس العالم 2014 بالبرازيل.

العالم يحب أوزيل، وتركيا كذلك

على الصعيد الرسمي والمؤسسي، كتب حساب كأس العالم التابع للاتحاد الدولي لكرة القدم، على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، إشادة واسعة بقرار اعتزال أوزيل. وجاء في تغريداته: "شكراً لأنك كنت جزءاً من تاريخ كأس العالم" في تأكيد على أهمية تواجد النجم الألماني في صفوف الماكينات ودوره الكبير في تتويج الفريق بلقب مونديال 2014.

أما في تركيا، وطن أوزيل الأصلي، فأكد إبراهيم كالن المتحدث باسم الرئاسة التركية أن "اضطرار مسعود أوزيل إلى الدفاع عن لقائه بالرئيس التركي مؤسف لأولئك الذين يدعون بأنهم متسامحون ومتعددو الثقافات".

من جهته قال وزير العدل التركي عبد الحميد غول: "أهنئ مسعود أوزيل الذي سجل بقراره ترك المنتخب الألماني أجمل هدف ضد فيروس الفاشية"، وذلك عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر.

وأثنى محمد كاسابوغلو وزير الرياضة التركية بالموقف الذي أتخذه اللاعب الألماني حيث قال: "نحن نؤيد بصدق الموقف المشرف الذي اتخذه شقيقنا مسعود أوزيل"، وذيل عبارته بصورة نجم آرسنال مع رئيس تركيا والتي أثارت غضب الألمان.

صحف العالم تبرز الظلم الذي تعرض له أوزيل

كذلك لم تتوقف ردود الأفعال عند الرياضيين أو المسؤولين فقط، بل كذلك في وسائل الإعلام المختلفة. حيث أكدت صحيفة "ديلي ميل" الإنكليزية أن أوزيل بالبيان الذي نشره حول قرار اعتزاله لعب كرة القدم، كسر حالة الصمت التي فرضها على نفسه عقب الإخفاق الذي تعرضت له ألمانيا في مونديال روسيا وخروجها من دور المجموعات.

حصل أوزيل على تعاطف عالمي واسع بعد بيانه الذي قرر فيه اعتزال كرة القدم بسبب العنصرية التي تعرض لها
حصل أوزيل على تعاطف عالمي واسع بعد بيانه الذي قرر فيه اعتزال كرة القدم بسبب العنصرية التي تعرض لها

أما صحيفة "ذي صن" الإنكليزية فشددت على أن منتخب ألمانيا سيفتقد أوزيل، الذي منذ أن انضم إلى المانشافت في 2009 لم يستطع أي لاعب حالياً في الوصول إلى عدد تمريراته الحاسمة، مذكرة الألمان بـ33 تمريرة حاسمة وضعته في صدارة صناع الأهداف في المنتخب الألماني، ومن بعده توماس مولر بـ 23 تمريرة حاسمة.

وفي الولايات المتحدة الأميركية، تناولت صحيفة "واشنطن بوست" في تقرير لها البيان الذي أصدره مسعود أوزيل، مبرزة عبارة "أنا ألماني عندما أفوز بالألقاب ومهاجر عندما ننهزم"، في إشارة إلى الغصة التي كانت في حلق اللاعب من شعوره بالتمييز والعنصرية في التعامل.

وألمانيا منقسمة حيال أوزيل

وكان قرار أوزيل بالاعتزال الدولي قد ألهب المزيد من المشاعر تجاهه بين المسؤولين الألمان، حيث بادرت أنجيلا ميركل على لسان أورليكه ديمر المتحدثة باسم المستشار الألماني بنفي أقوال أوزيل بصورة سياسية ومبدية احترامها لقراره، وذلك بالقول إن "هناك ثلاثة ملايين من أصول تركية يعيشون في ألمانيا ويندمجون بشكل جيد.. المستشارة الألمانية تقدر أوزيل وتحترمه ووصفته بأنه لاعب رائع، قدم الكثير للمنتخب الوطني الألماني. إن ميركل تحترم قرار أوزيل باعتزال اللعب الدولي".

لكن لم يتطرق البيان الرسمي للرد على معاناة أوزيل وشعوره بكونه مواطناً من الدرجة الثانية.

وكانت عبارات أولي هونيس رئيس بايرن ميونيخ الأكثر قسوة، وفضل هونيس أن يحمل مسؤولية الخروج الكارثي للمنتخب الألماني من كأس العالم 2018 من الدور الأول للمرة الأولى منذ 80 عاماً، إلى صورة أوزيل مع الرئيس التركي، متجاهلاً كل الانتقادات الفنية التي وجهت للفريق ومدربه يواخيم لوف.

وقال هونيس: "أنا سعيد بأن الأمر قد انتهى، لقد لعب لسنوات بشكل أحمق. وآخر مباراة ثنائية فاز فيها تعود لما قبل كأس 2014. والآن يُخفي نفسه وأداءه الرديء وراء تلك الصورة"، ملمحاً إلى الصورة التي ضمت لاعب آرسنال مع الرئيس التركي.

تحميل المزيد