“هل كانت فرنسا ستفوز بكأس العالم من دون ماضيها الاستعماري؟”.. كوميدي أميركي شهير يرد بقسوة على رسالة اعتراض من السفير الفرنسي

ربما لو علِم السفير الفرنسي في واشنطن ما سيجلبه عليه خطابه الرسمي الذي أرسله إلى الكوميدي الأميركي/ الجنوب إفريقي تريفور نوح

عربي بوست
تم النشر: 2018/07/20 الساعة 15:32 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/07/20 الساعة 20:50 بتوقيت غرينتش

ربما لو علِم السفير الفرنسي في واشنطن ما سيجلبه عليه خطابه الرسمي الذي أرسله إلى الكوميدي الأميركي/ الجنوب إفريقي تريفور نوح، لما أرسله منذ البداية.

فقد استشاط جيرار أرو، السفير الفرنسي لدى الولايات المتحدة، غضباً بعد أن قال نوح، مقدم برنامج "ذا ديلي شو"، أحد أهم برامج الكوميديا السياسية في العالم، إن "إفريقيا فازت بكأس العالم".

غضب أبيض

غضبُ السفير الفرنسي تبعه خطاب شديد اللهجة وجَّهه إلى نوح، نشره حساب السفارة الفرنسية في واشنطن على "تويتر".

وجاء في الخطاب، الذي قرأه نوح على برنامجه بإنكليزية تحمل لكنة فرنسية واضحة متهكماً على السفير الفرنسي: "إن قولك إن الانتصار في كأس العالم انتصار لإفريقيا هو أبعد ما يكون عن الحقيقة". وتابع السفير الفرنسي في خطابه الغاضب، قائلاً: "كثير من لاعبي المنتخب الفرنسي جاء آباؤهم من دول أخرى، إلا أن غالبيتهم العُظمى وُلدوا على الأراضي الفرنسية"، واستنتج السفير: "وهذه الخلفيات المتنوعة والغنية للمنتخب تعكس التنوع الفرنسي".

وكتب جيرار أرو يقول إنه "وصفك (الفريق) بأنه فريق إفريقيا يبدو أنك تنكر عليه أنه فرنسي. هذا، حتى على سبيل المزاح، يعطي شرعية للفكر القائل بأن بياض البشرة هو السمة الوحيدة التي يُعرف بها الفرنسي".

"هذا ليس تنوعاً، هذا استعمار"

ردُّ فعل نوح على الخطاب جذب الانتباه أكثر من ذي قبل إلى قضية المهاجرين الأفارقة إلى فرنسا، وإلى الغضب الفرنسي من الإشارة إلى الهوية المزدوجة للعديد من لاعبي المنتخب الفرنسي من أصول إفريقية.  

فقد قال نوح في معرض رده على خطاب السفير الفرنسي، إن "الخلفيات المتنوعة والغنية للمنتخب" تعكس في الحقيقة الماضي الاستعماري لفرنسا لا ثراء البلاد الثقافي، وتابع نوح شارحاً: "كل هؤلاء اللاعبين (السود) يمتلكون شيئاً مشتركاً، فإذا سألتهم: كيف أصبحتم فرنسيين؟ أو لماذا بدأ آباؤكم في التحدث بالفرنسية، فستدرك الحقيقة على الفور".

وانتقد نوح خطاب السفير، مذكِّراً إياه بواقعة إنقاذ إفريقي لطفل من أعلى أحد المباني، بأن فرنسا أعطته الجنسية الفرنسية؛ "لأنه أنقذ الطفل".

وتساءل نوح: "هل لو سقط منه الطفل، كنتم ستقولون الإفريقي الذي أسقط الطفل؟"، وتابع بأن خطاب المتطرفين الفرنسيَّ يعتمد تماماً على الإشارة إلى لون البشرة، و"كثير من النازيين الفرنسيين يقومون بمهاجمة لاعبي المنتخب من السود، مطالبين إياهم بالعودة إلى بلادهم".

المعركة تنتقل إلى مواقع التواصل

تعليقات نوح، التي حصلت على موجات من التصفيق في أثناء التصوير، أثارت نقاشات على شبكات التواصل؛ إذ اعتبر بعض المتابعين رد نوح متناسباً تماماً مع الصلف الفرنسي، الذي ظهر في رفض السفير الإقرار بأن اللاعبين "أفارقة وفرنسيون" في الوقت نفسه.

إلا أن العديد من المعلقين أشاروا إلى أن رد نوح فيه تقزيم لإفريقيا بثقافاتها المتنوعة، كما أنه يشير إلى أن الفوز الفرنسي غير مُستحق، أو أنه جاء بأيادٍ خارجية، وهو الخطاب نفسه الذي يستخدمه المتطرفون بأوروبا، في حين تساءل البعض: "هل لو كانت فرنسا قد خسرت، كنت قلت إن إفريقيا خسرت؟".


اقرأ أيضاً:

"اهدأ.. أنا في الطريق".. أغلى حارس في التاريخ يرُد على رسالة محمد صلاح له

أمرابط "قلب الأسد" أبرز الفائزين.. كيف أثر مونديال روسيا على العرب في سوق الانتقالات الصيفية؟

كريستيانو رونالدو على أوراق الحمام في نابولي.. هل تحوّل الجماهير المنافسة مغامرة النجم البرتغالي إلى جحيم في إيطاليا؟

تحميل المزيد