“كرة القدم تعود إلى موطنها” بالفعل.. فرنسا وليس إنكلترا وطن البطولات الرياضية العالمية

عربي بوست
تم النشر: 2018/07/17 الساعة 13:04 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/07/17 الساعة 15:23 بتوقيت غرينتش

عندما استضافت إنكلترا البطولة الأوروبية عام 1996، ألهمت أغنية المشجعين: "كرة القدم قادمة إلى الوطن" حماسة الجماهير، وقبل هزيمة إنكلترا بكأس العالم في الدور قبل النهائي من قِبل كرواتيا، كان العديد من المشجعين يتحدثون مرة أخرى عن كرة القدم التي ستعود إلى الوطن. ولكن، هل كانوا على حق؟ بعد كل شيء، هناك فرصة لرجوع كرة القدم إلى وطنها بالفعل على الرغم من خروج إنكلترا.

أغنية Football's Coming Home عام 1996

كل هذه البطولات العالمية بدأت من أفكار فرنسية

بعد فوزهم في بطولة كأس العالم "روسيا 2018" ودور بلدهم في تاريخ كرة القدم، فإن لدى الفرنسيين أيضاً سبباً يجعلهم يشعرون بأن كرة القدم "تعود إلى الوطن". قد يكون من الصعب ابتلاع هذه الفكرة لبعض المشجعين الإنكليز، لكنها الحقيقة بالفعل!

تمت تسمية أول كأس لكأس العالم على اسم جول ريميه، رئيس الـFIFA 1921-1954) BNF)

جول ريميه، مؤسِّس بطولة كأس العالم، كان فرنسياً.

هنري ديلوناي، الذي يُنظر إليه عموماً على أنه العقل المدبر وراء بطولة أوروبا، كان فرنسياً.

غابرييل هانوت اللاعب سابقا والصحفي في "ليكيب"، كان أول من عمل على تأسيس بطولة كأس أوروبا المعروفة اليوم باسم دوري أبطال أوروبا، وكان فرنسيا.

في الواقع، تم تأسيس الاتحاد الدولي لكرة القدم Fédération Internationale de Football Association، المعروف باسم FIFA، في باريس عام 1904، وكان أول رئيس له صحفي فرنسي آخر، هو روبرت غرين.

بطولة كأس العالم-فرنسا 1938

حتى الألعاب الأولمبية الحديثة مبادرة فرنسية

تتمتع فرنسا بتاريخ طويل في تأسيس البطولات والمنظمات الرياضية الدولية. بفضل الفرنسيين المؤثرين بأواخر القرن الـ19، مثل فيليب تيسييه مؤسس نظام التربية البدنية الفرنسية في المدارس، وباسكال جروس سياسي فرنسي وكاتب الخيال العلمي، وبيير دي كوبرتان المؤرخ الفرنسي ومؤسسًا اللجنة الأولمبية الدولية.

ويشتهر دي كوبرتان بأنه مؤسس الألعاب الأولمبية الحديثة، وكان يرغب بالبداية في تنظيم الألعاب الأولى بباريس، لتتزامن مع معرض باريس الدولي في عام 1900، وهو المعرض الذي كان برج إيفل نفسه أهم مقتنياته منذ عام 1889. وبالنسبة إلى دي كوبرتان وآخرين، فإن تطوير الرياضة الدولية قد وفر لفرنسا أداة للقوة الناعمة والتأثير الخارجي.

أما إنكلترا فكانت موطن اللعبة وأقدم أندية العالم

كانت إنكلترا في هذا الوقت مرتابة إلى حد ما من المنظمات الرياضية الدولية، كما ذكر عالم الاجتماع في كرة القدم جون ويليامز (وهو أيضاً ملحن ومؤلف موسيقى وعازف بيانو) .

ولم ترسل البلاد، التي شهدت ولادة كرة القدم الحديثة وقوانين اللعبة، فريقاً إلى كأس العالم حتى عام 1950، أي بعد 20 سنة كاملة من أول بطولة في أوروغواي.

ومع ذلك، لا يزال يُنظر إلى إنكلترا على أنها موطن كرة القدم؛ نظراً إلى دورها في التطوير المبكر للعبة. تم الإعلان عن "شيفيلد إف سي" (تأسس عام 1857) كأول فريق كرة قدم في العالم. يعتبر اتحاد كرة القدم (FA)، الذي تأسس في عام 1863، أقدم اتحاد كرة قدم وطني بالعالم، وهو الاتحاد الإنكليزي الذي ساعد على إنشاء أساس لقواعد كرة القدم الموجودة اليوم.

وأول فريق فرنسي تأسس بعد ذلك بربع قرن

أقدم فريق لكرة القدم في فرنسا وهو "لوهافر" أسسه إنكليز عاملون بميناء المدينة عام 1872. كانوا يرتدون قمصاناً زرقاء، وكان النشيد في نادي لوهافر يحمل النغمة نفسها مثل "حفظ الله للملكة" الإنكليزي.

سجَّل جوست فونتين 13 هدفاً لفرنسا في كأس العالم 1958

بعدما صارت كرة القدم لعبة عالمية، تأسس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) في باريس، لكن مقره الآن صار زيورخ بسويسرا. ولم تعد إنكلترا موطناً للاتحاد الدولي لكرة القدم (IFAB) المسؤول عن قوانين كرة القدم فمقره الآن أيضاً في زيورخ.

في الثقافة الفرنسية تبدو الكرة أقل أهمية من انكلترا

"من المحتمل أن تعود اللعبة إلى بلادها"، هكذا قال بعض الفرنسيين وهم يقصدون عودة الكأس إلى بلادهم.

وقد تحقق ذلك بالفعل هذا الصيف بفوز المنتخب الفرنسي على نظيره الكرواتي بـ4 أهداف مقابل هدفين بنهائي بطولة كأس العالم التي أقيمت في روسيا في الفترة ما بين 15 يونيو/حزيران إلى 15 يوليو/تموز 2018.

لكن كرة القدم تحتل مكاناً مختلفاً تماماً في اللغة الفرنسية مقارنةً بالثقافة الإنكليزية.

سكان فرنسا أكبر من إنكلترا، ولكن بها أقل من نصف عدد الفرق الانكليزية المحترفة. قبل إطلاق قناة Canal Plus في عام 1984، كان التلفزيون الفرنسي قليل الاهتمام بالكرة. ثم أدت استضافة بطولة كأس العالم عام 1998 إلى زيادة الاهتمام بهذه الرياضة.

أهداف زيزو وبيتي في نهائي 1998

لكن البلد الذي "لا يحب كرة القدم" كسب كأس العالم

منذ ذلك الحين، أدى الفشل البارز في العديد من البطولات الكبرى إلى مواجهة أبرز لاعبي كرة القدم الفرنسيين الكثير من الانتقادات في بلادهم؛ بسبب مواقفهم السيئة. في عام 2012، قالت مجلة كرة القدم الفرنسية "So Foot" أن فرنسا كانت "دولة لم تفهم شيئاً عن كرة القدم قَط". ظهرت هذه التعليقات في عدد خاص حول "لماذا لا تحب فرنسا لاعبيها؟". كما وصف الصحافي يواخيم باربيي فرنسا بعنوان كتاب في ذلك العام، بأنها "هذا البلد الذي لا يحب كرة القدم، Ce pays qui n'aime pas le foot.

وفاز المنتخب في اليوم الثاني من يوم الباستيل الوطني

في الوقت الذي واجهت فيه فرنسا تحديات اقتصادية وتهديدات متزايدة من الإرهاب، فإن كرة القدم لديها القدرة على تعزيز المزاج الوطني. وأقيمت نهائيات كأس العالم هذا العام (2018) في اليوم التالي لعطلة وطنية في ذكرى يوم سقوط الباستيل. وأدى انتصار Les Bleus (المنتخب الوطني الفرنسي لكرة القدم) إلى إعطاء فرنسا سبباً وجيهاً لادعاء نسبة بطولات كرة القدم إليها بعد عقدين من فوزها الرائع في كأس العالم عام 1998.


واقرأ أيضاً..

مشجعو إنكلترا يقولون: "It's coming home".. فهل موطن كرة القدم هو بريطانيا بالفعل؟