إذاً اقترب موعد المواجهة ! ما رأيكم بجولة وراء كواليس الساعات الأخيرة قبل دخول اللاعبين لملعب المونديال

عربي بوست
تم النشر: 2018/07/15 الساعة 07:13 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/07/15 الساعة 08:11 بتوقيت غرينتش
Soccer Football - World Cup - Semi Final - Croatia v England - Luzhniki Stadium, Moscow, Russia - July 11, 2018 Croatia's Luka Modric, Mario Mandzukic and team mates celebrate after the match REUTERS/Christian Hartmann

تتابع الغالبية الساحقة منا المباراة النهائية في كأس العالم مع بدء دخول اللاعبين أرضية الملعب وحتى تسلم كابتن المنتخب الفائز الكأس، إلا أن قلة هم الذين يعيشون ما وراء الكواليس وكيف يشعر اللاعبون المنتظرون للمشاركة في أهم مباراة في حياتهم لربما، كيف يترقب الحكم الذي سيدير أيضاً مباراة مشواره المهني، كيف تترقب عائلة ستشارك ابنتهم في حمل الأعلام ودخول الملعب مع اللاعبين ظهورها.

هذا ما يوفره للمرء فيلم رائع أنتجته "فيفا" عن نهائي مونديال2010، بين إسبانيا وهولندا، يطلع فيه المشاهد على كل هذه المجريات ويسمعه روايات الذين صنعوا هذه الليلة.

بداية، من التحضيرات!

اللاعب الإسباني إنيستا
اللاعب الإسباني إنيستا

يظهر الفيلم يوميات الحكم الإنكليزي هوارد ويب والطاقم التحكيمي قبل المباراة وكيف يتحضرون لخوض هذا اللقاء ويعقدون جلسة مع مندوب من الفيفا يعطيهم ملاحظات حول المباراة التي ستكون في انتظارهم، يجلس فيها ويب متوتراً وهو الذي قال إنهم كانوا يحاولون البقاء على طبيعتهم قدر استطاعتهم، وكيف التقى ويب وزملاؤه في مقهى مع الحكم الإنكليزي جاك تايلور الذي أدار نهائي مونديال 74 في ميونيخ بين ألمانيا وهولندا ومنح ضربة جزاء للفريق البرتقالي بعد انطلاقة المباراة مباشرة، وكيف بكى والد ويب الذي جاء ليشجعه وهو يحتضنه.

يعرض الفيلم لليلة التي سبقت النهائي وكيف تدرب الفريقان تحضيراً لها. يقول اللاعب الإسباني أندريس إنييستا أن منتخب بلاده كان هادئاً الأمر الذي لم يكن معقولاً لأنهم كانوا أمام مباراة هائلة، فيما يقول زميله كارلوس بويول إنهم حاولوا أن يسترخوا دون أن يفقدوا التوتر اللازم.

يقول زميلهم دافيد فيا إنه لم يسبق له وأن بكى على أرض الملعب وكان يتمنى أنه لو حدث ذلك أن يكون من الفرح.

كيف يشعر اللاعبون قبل وقت قصير من انطلاق اللقاء؟

يرى المشاهد كيف يدخل سيب بلاتر (الرئيس السابق الموقوف) قبل المباراة ليتأكد مثلاً من تعبئة الكرات بشكل صحيح، إحضار كأس العالم للملعب، تسلم كابتن بطل العالم السابق إيطاليا، فابيو كانفارو لها ولمسها وتقبيلها للمرة الأخيرة ليضعها أمام اللاعبين الخارجين من النفق وهم يمنون النفس بحملها بعد المباراة، كيف تصل قبل المباراة العائلتان المالكتان في هولندا وإسبانيا، وممثلون من هوليوود كمورغن فريمن وتشارلز ثيرون.

يعرض الفيلم تصريحات لاعبي المنتخبين ومدرب هولندا عن الأفكار التي كانت تراودهم وهم جالسون في الحافلتين المتجهتين للملعب. يستمع كل منهم لموسيقاه الخاصة ويحضر نفسه على طريقته الخاصة. يقول فرانك دي بور إنهم عرضوا على اللاعبين فيديو تحفيزياً عن مشوار الوصول للنهائي قبل وصول حافلتهم للملعب بـ 5 دقائق.

يقول إنييستا إنه كلما كانت انطلاقة المباراة تقترب، كان قلبه يدق أسرع. يضيف زميله بويول إنه انعزل وانزوى إلى نفسه ولم يكن يتحدث كثيراً مع رفاقه، وإن أسوأ وقت هو الذي يفصل بين تناولهم الطعام ودخولهم لأرض الملعب، ويبلغ التوتر أشده عندما يتوقون لبدء اللعب. يقول مدرب المنتخب الهولندي بيرت فان مارفيك إنه بالكاد أكل خلال تناول الوجبة الأخيرة قبل اللقاء، وأن أسوأ ما في الأمر هو الانتظار، بين اللحظة التي تصل فيها للملعب وحتى انطلاقة المباراة. يقول المدافع الهولندي جون هيتينغا إن "المباراة تدوم ساعة ونصف الساعة ثم تقف هناك فجأة وأنت تحمل الكأس.. تحلم بذلك كطفل صغير.. وأنت نفسك تقف هناك..و ملايين الناس يشاهدون المباراة".

يقول إنيسيتا إن كل ما أراده هو النزول لأرض الملعب لأنها الطريقة الوحيدة ليحرر المرء نفسه، لتجعلها تمضي وتبدأ اللعب. هيتينغا يقول إنه في اللحظة التي أطلق فيها الحكم ويب صافرة البداية تغير كل شيء. يقول مساعد المدرب الهولندي دي بوير معلقاً على اللعب العنيف للاعبيه إن تلك لم تكن طريقة لعبهم بل يعتمدون على التكتيك عادة، وإنهم وبخوا اللاعبين بين الشوطين وقالوا لهم إنهم إن لم يعودوا للعب ويبادروا ويكونوا أكثر جرأة كما العادة، سيتلقون بطاقات حمراء وسيخسرون.

هدف إنييستا "الذهبي" جلب للإسبان الكأس

الهدف الذهبي
الهدف الذهبي

يستعرض الفيلم بعضاً من أهم اللحظات التي كادت أن تغير مجرى المباراة، كانفراد الجناح الهولندي أريان روبن بالمرمى وظن الجميع بمن فيهم المهاجم الإسباني دافيد فيا أنه سيضعها في الشباك لكنها ارتطمت بقدم الحارس إيكر كاسياس وتخرج بإعجوبة. يتذكر بويول كيف كاد أن يعرقل روبن ويتسبب في طرده. كيف تعرض المدافع الهولندي هيتينغا للطرد في الوقت الإضافي.

يقول الحكم ويب إنه لم يسبق له وأن شاهد مباراة نهائية لكأس العالم تُقدم فيها كرة قدم جيدة وإن الصورة الكاملة للمباراة تغيب أحياناً عن الحكم ليقرر فيما إذا كانت مباراة جيدة أم لا، لكن عندما شاهد الفيديو بعد ذلك وجد أنها كانت أفضل من انطباعه عنها.

يقول المدرب الهولندي بن مارفيك إنهم أرادوا بعد طرد أحد لاعبيهم الاحتفاظ بنتيجة التعادل السلبي. يقول مساعده دي بوير إنه كان لديه شعور بأنهم لو وصلوا لركلات الترجيح سيفوزون لأن لديهم حارساً رائعاً هو مارتن ستكلنبيرغ.

يقول بويول إنه اعتقد أن فرصة الهدف الذي سجله إنييستا كانت جيدة لكنه في موقف تسلل. يقول إنييستا إنه في اللحظة التي رأى فيها سيسك فابريغاس يمرر له الكرة، كان متأكداً جداً مما سيكون التالي. سجل إنييستا الهدف في الدقيقة 116 لتنطلق الأفراح الإسبانية في المدرجات وفي المنصة الرئيسية ورماه زملاؤه أرضاً.

يقول إنييستا إنه عندما يكون 20 شخصاً فوقك يكون الوضع معقداً، لأنك لا تريد أن تموت وأنت موجود في الأسفل هناك، مشيراً بذلك إلى زملائه المحتفلين الذين تحولوا إلى جبل بشري.

يقول دافيد فيا الذي كان قد تم استبداله حينها بزميله فرناندو توريس، إن تلك اللحظة التي دخلت فيها الكرة المرمى لا توصف، وظنوا حينها إنه من الصعب عليهم الخسارة بعد ذلك. يقول المدافع الهولندي المطرود هيتينغا إنه كان في غرفة اللاعبين وينظر بعين واحدة على المباراة وعرف أنه من الصعب عليهم إحراز التعادل خلال بضع دقائق باقية، وعندها بدأ يشتم ويلعن ويركل كل شيء بإمكانه الوصول إليه. يوضح المدرب الهولندي بن مارفيك إن الهدف دخل وحسب ولا يمكنه جعله وكأنه لم يحدث، لذا لا يريد التحدث عنه كثيراً لأنه لا يزيد إلا من إحباطه.

يصف المدافع الإسباني كارلوس بويول لحظة إطلاق صافرة النهاية وفوزهم بالمونديال للمرة الأولى بالجنون. يقول مسجل الهدف إنييستا إنه يظن أن هناك حدوداً للسعادة، لكن في تلك اللحظة، تجاوز الأمر ذلك الحد. يقول المدرب الهولندي بن مارفيك إنه ركز تماماً بعد انتهاء المباراة على النتيجة، وبدأ يدرك على نحو متزايد إنهم قاموا بشيء عظيم فعلاً لكنهم فوتوه بمقدار ضئيل للغاية.

يبدو الموسيقار الإسباني بلاثيدو دومينغو متأثراً للغاية بالنتيجة وهو في المنصة الرئيسية، وهو يقول إنه يشاهد كأس العالم منذ عام 1970، واستطاعوا هذه المرة الوصول لنصف النهائي ثم النهائي والفوز للمرة الأولى، مغنياً "شامبيونه شامبيونه أوليه أوليه أوليه.. لا فيفا إسبانيا".

هل يمكن للاعب خاسر أن يكون فخوراً بخوضه النهائي؟

حملوا الكأس سابقا، لكن هل سيحملونه اليوم؟
حملوا الكأس سابقا، لكن هل سيحملونه اليوم؟

رغم خيبة الأمل الكبيرة لكن المدافع هيتينغا يقول إن ذلك اليوم كان أحد أفضل أيام حياته، وأن قلة من اللاعبين يستطيعون القول إنهم لعبوا نهائي كأس العالم.

ويعلق المهاجم الإسباني دافيد فيا على تنظيم المنتخب الهولندي ممر النصر لهم بعد تسلمهم الكأس بالقول إنه من المهم أن يعرف المرء ليس فقط كيف يربح بل كيف يُهزم، وإن هولندا كان منافساً محترماً عبر هذه البادرة.

يقول مساعد المدرب فرانك دي بوير إن المرء يريد في تلك اللحظة إن يُغلق الباب بأسرع وقت ممكن وأن لا يرى المرء أحداً من الإسبان وهم يحتفلون أو يسمع شيئاً. يظهر الفيلم خضوع لاعبين من هولندا لفحوصات المنشطات بعد المباراة، وكيف كان ينتظر غريغوري فان دير فيل دخوله غرفة الفحص وهو يغطي يديه على رأسه غير مصدق ما حدث. واحتفال لاعبي إسبانيا كتشافي هرنانديز وسيرخيو راموس وزملائهما بالفوز رفقة الملكة صوفيا في غرفة تبديل الملابس.

يصف إنييستا ذلك اليوم بالتاريخي الذي سيتذكره أطفاله وأحفاده والجميع، لأن الحلم أصبح فيه حقيقة.

ما الذي يتذكره الألماني بودولسكي من الفوز بمونديال البرازيل في آخر يوم له كبطل للعالم؟

وكتب لوكاس بودولسكي الذي حمل مع زملائه في المنتخب الألماني كأس العالم في ملعب ماركانا بفوزهم على الأرجنتين بهدف وحيد، لصحيفة "بيلد أم زونتاغ" الصادرة اليوم الأحد رسالة وداعية للكأس التي سيحملها 23 لاعباً كرواتياً أو فرنسياً اليوم في ملعب لوجنيكي بموسكو.

وتذكر كم كان رائعاً حمل الكأس كأول منتخب أوروبي يستطيع الفوز بالمونديال في أميركا الجنوبية. يقول إنه كطفل كان يعرف هذه الكأس الذهبية من بعد فقط، ويتذكر كيف رفعها كابتن المنتخب الألماني لوثر ماتيوس في عام 1990 في روما، ما ترك انطباعاً هائلاً لديه، وبات هو يحملها بيديه، واصفاً ذلك بالشعور الخاص "كانت باردة وثقيلة لكنها مصقلة ولامعة بشكل جميل" هكذا يصفها، ويؤكد أنه كان ينبغي للمرء أن تنتابه بالقشعريرة حيالها.

يقول بودولسكي إنه ليس هناك ما هو أكبر في كرة القدم من أن يصبح المرء بطلاً للعالم، وأنه لا مثيل لهذه الكأس في كرة القدم، ويُعتبر بمثابة مكأفاة عن كل شيء، موضحاً أن الحال في كرة القدم ليس كالرياضات الأخرى حيث يتم أحياناً منح كأس العالم كل عام.

يقول بودولسكي إن حياته على الصعيد الشخصي لم تتغير البتة بعد أن ربح الكأس، ولم يتغير موقفه من الناس أو الحياة، رغم إشارة الآخرين له بأنه أصبح بطلاً للعالم.

يضيف أن اليوم سيشعر لاعبون آخرون كيف يبدو الوصول لقمة كرة القدم، مؤكداً أنه لن يكون حزيناً عند مشاهدة الشباب الكروات أو الفرنسيين مع كأس العالم، متسائلاً ولماذا يتوجب عليه ذلك، فهو حملها بنفسه، والآن سيفرح بأن يحصل ذلك مع الآخرين أيضاً. ويذهب إلى أن بطل العالم يبقى بطلاً للعالم للأبد، وأنه ما زال فخوراً بذلك، معبراً عن تطلعه لمباراة اليوم بغض النظر عن هوية الفائز.


اقرأ أيضا

كلنا نسمع عن كأس العالم، لكن بالتأكيد، معظمنا لا يعرف قصتها الكاملة.. نسختها الأصلية سرقت مرتين، وما تتسلمها الفرق الفائزة "مزيفة"

تحميل المزيد