نعم، مبيعات قمصان رونالدو قادرة على تغطية صفقة انتقاله إلى يوفنتوس.. “السيدة العجوز” استثناء!

دائماً ما تتناقل وسائل الإعلام المختلفة أخباراً حول تغطية الأندية لتكاليف صفقات الانتقال التي تبرمها من خلال بيع قمصان اللاعب الجديد

عربي بوست
تم النشر: 2018/07/14 الساعة 14:15 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/07/15 الساعة 13:31 بتوقيت غرينتش
A Juventus supporter holds, after buying, the first original Juventus' jersey printed with the name and number of Cristiano Ronaldo after his transfer to Juventus in Turin, Italy July 10, 2018. REUTERS/Massimo Pinca

دائماً ما تتناقل وسائل الإعلام المختلفة أخباراً حول تغطية الأندية لتكاليف صفقات الانتقال التي تبرمها من خلال بيع قمصان اللاعب الجديد، لكن هذا الأمر لا يبدو صحيحاً على الإطلاق، إلا في حالات نادراً، كحالة البرتغالي كريستيانو رونالدو، الذي ستسهم مبيعات قميصه في تحمل جزء كبير من صفقة انتقاله من ريال مدريد الإسباني إلى يوفنتوس الإيطالي مقابل 105 ملايين دولار.

هذا الأمر يحتاج بالتأكيد إلى مزيد من الشرح لتوضيح ما نقصده.

خطوة ذكية صنعت الفارق

بعد  انتهاء عقد يوفنتوس مع شركة "نايكي" الأميركية للأدوات الرياضية الذي بدأ من 2003 حتى 2015 بقيمة بلغت 151.8 مليون يورو (12.65 مليون يورو سنوياً)، تم عرض الشركة التي تقوم بالترويج لمنتجات النادي والتي كانت تمتلكها "نايكي" للبيع.

في ذلك الوقت قام يوفنتوس نفسه بشراء تلك الشركة، وضمها لإدارة المتجر الخاص به الموجود في مدينة تورينو، ثم تم تأجيرها لشركة "سان سيرو" المملوكة لمجموعة "كوناد" التجارية، وبات موظفو الشركة تابعين للنادي، وتحولت الأنشطة التجارية الخاصة بتوكيلات التجزئة والأكاديميات الخاصة إلى إدارة النادي، بعد أن كانت تحت إدارة "نايكي".

يوفنتوس – الذي يلقبه محبوه بـ "السيدة العجوز" – حصل على عرض آخر من شركة "أديداس" الألمانية برعايته سنوياً مقابل 23.25 مليون يورو، بالإضافة إلى 6 ملايين يورو من الشركة كحد أدنى لمبيعات الملابس، تزيد وفقاً للمبيعات الخاصة بالشركة الألمانية، وحوافز إضافية للتتويج بالبطولات، بحسب العقد الذي أبرمه مع الشركة في أكتوبر/ تشرين الأول 2013، والممتد لست سنوات بقيمة 139.5 مليون يورو، بالاضافة بالطبع للملابس الرياضية المقدمة للنادي.

لكن إدارة يوفنتوس تنازلت عن مبلغ الملايين الستة المتعلق بمبيعات الملابس، على أن تتولى إدارة المتاجر الخاصة به، وإدارة التراخيص والترويج لمنتجاتها في المتاجر الرسمية وكذلك الإلكترونية، وأن يقوم النادي بشراء القمصان من "أديداس" بسعر أقل، ويتولى عملية البيع للجمهور، ويتحمل تكاليف التشغيل.

وبحسب التقرير الذي نشره موقع Calcio Finanza وتولّى المهندس غسّان عمّار ترجمته، كان هدف يوفنتوس من هذه الخطوة الحصول على أكبر عائد ممكن من بيع منتجات النادي، وهو أمر يظهر بوضوح من الإقبال الرهيب على شراء قميص البرتغالي كريستيانو رونالدو.

فقد ذكرت تقارير صحافية إيطالية أن مبيعات اليوم الأول من هذه القمصان بلغت 520 ألف قميص، وبالطبع لن تذهب المبيعات بالكامل لخزينة يوفنتوس، لكن الأرباح منها ستسهم بشكل كبير في قيمة الصفقة.

وبحسبة رياضية بسيطة، يبلغ سعر أرخص قميص أصلي للنادي عبر المتجر الرسمي ليوفنتوس حوالي 90 يورو، تضاف إليه 15 يورو أجرة كتابة اسم رونالدو (أو أي لاعب آخر) على القميص، فيصبح السعر النهائي 105 يورو.

ولو ضربنا 105 يورو بـ 520 ألف قميص تم بيعها في اليوم الأول، لاستنتجنا أن 54,6 مليون يورو دخلت خزائن يوفنتوس قبل أن يصل رونالدو نفسه إلى تورينو!

طبعاً، لا بد من الوضع بالاعتبار أن هذا المبلغ لا يمثل أرباحاً صافية، وأن جزءاً منه سيذهب إلى "أديداس". لكن يمكننا الاستنتاج أن يوفنتوس قادر على تغطية صفقة شراء رونالدو من بيع القمصان في غضون أسابيع أو أشهر قليلة.

الفارق بين يوفنتوس وغيره

بالتأكيد عقد رعاية يوفنتوس مع "أديداس" ليس بالعقد الضخم كحال ريال مدريد الذي يتصدر عقود الرعاية في العالم مع الشركة الألمانية بقيمة 140 مليون يورو سنوياً، أو مانشستر يونايتد الذي يحصل على 98 مليون يورو سنوياً، وهو في المركز الثامن بين أكبر عقود في العالم.

لكن احتمالية تحقيق يوفنتوس لأرباح كبيرة من مبيعات قميص رونالدو، هو أمر قد لا يحدث مع غيره من الأندية، بحسب العقد، نظراً لتوليه الأمور الخاصة ببيع وتسويق قميصه إلا في حالة بايرن ميونخ الذي تمتلك "أديداس" فيه حوالي 10%.

القمصان تغطي قيمة الصفقات.. أكذوبة!

ونشر موقع The Set Pieces تقريراً أكد فيه على أنه لا صحة مطلقاً لمساهمة مبيعات قمصان اللاعبين في تغطية نفقات الصفقات، مثلما تردد عن انتقال الويلزي غاريث بيل من توتنام الإنكليزي إلى ريال مدريد، أو ما قيل عن إن مبيعات قميص السويدي زلاتان إبراهيموفيتش في مانشستر يونايتد جمعت للنادي قيمة صفقة شراء الفرنسي بول بوغبا.

الواقع أن نسبة أرباح الأندية من مبيعات القمصان لا تتجاوز 10 إلى 15%، وفقاً لعقود الرعاية، لكن منطقياً كلما زادت نسبة المبيعات، ارتفعت حصة الأندية من عائد مبيعات القمصان، وهو ما يعني المساهمة في قيمة الصفقة، لكن ليس بالشكل المبالغ فيه الذي يردده البعض.

وأكد الموقع أن الشركات توقع عقوداً ضخمة ليس لمجرد وضع اسمها على القميص، لكنها تحصل على كافة الحقوق التجارية الخاصة بمبيعات النادي، وهو ما يؤكده تصريح المدير التنفيذي لشركة "أديداس"، هيربيرت هينر، وصف فيه العقد مع مانشستر يونايتد بأنه "عقد تعاوني"، وتوقع أن أرباح الشركة من العقد سوف تتخطى 1.5 مليار جنيه إسترليني خلال فترة الشراكة.

تنويه: في نسخة سابقة من الموضوع، لم تتم الإشارة إلى جهد المهندس غسّان عمّار الذي قام بترجمة عدّة تقارير عن تفاصيل عقد يوفنتوس مع "أديداس" ونشرها عبر حسابه على تويتر. وبعد تواصله مع إدارة "عربي بوست"، تم إضافة تغريداته والتعريف بمجهوده حفظاً لحقه الفكري والأدبي.

تحميل المزيد