هل تتذكر من هو إيمانويل بيتي؟ إنه مسجل الهدف الثالث في الشباك البرازيلية، يوم ظفرت فرنسا بكأس العالم قبل 20 سنة.
وقبل خوض النهائي ضد كرواتيا الأحد 15 يوليو/تموز 2018، التقى مراسل صحيفة The Sun البريطانية ديفيد كوفرديل، أسطورة آرسنال الإنكليزي، ليسمع منه كيف تمكن المنتخب الفرنسي الحالي من توحيد شعبه، تماماً كما فعل أبطال بطولة كأس العالم 1998.
كيف هي الأجواء الآن في باريس؟ هل تُعيد لك ذكريات سنة 1998؟
نعم، أنا متأكد أن هذا الجيل الشاب يشعر في الوقت الراهن بالمشاعر نفسها التي غمرتنا قبل 20 عاماً. فعندما فازوا على بلجيكا في الدور نصف النهائي الثلاثاء 10 يوليو/تموز 2018، كانت الأجواء رائعة هنا. لقد كانت جميع شوارع باريس مكتظة بالناس، من سود وبيض وعرب وأغنياء وفقراء، الجميع كان يحتفل من دون استثناء، لقد كانوا سعداء جداً. وتعتبر كرة القدم الوحيدة التي لها مثل هذا الأثر في المجتمع، حيث يمكنها أن تجمع الناس وتوحدهم.
في هذا السياق، يتوجب على لاعب كرة القدم أن يعبر عن مشاعر المشجعين، وهذا ما يفعله هذا الفريق على أفضل وجه.
هل يُذكرك أداء منتخب فرنسا على أرض الملعب بكأس العالم 1998؟
إن هذا الجيل يفوقنا موهبة. فبالنظر إلى قدراتهم الفردية، لديهم خيارات أكثر مما كانت لدينا، خاصة في خط الهجوم. بالمقابل، لدينا الكثير من أوجه الشبه. ويذكرني عدم تمكن أوليفييه جيرو من التسجيل بستيفان غيفارش؛ إذ إن كليهما حصل على ما يكفي من الفرص السانحة للتسجيل.
بالإضافة إلى ذلك، تمكن المدافعون في هذا المنتخب من التسجيل. فقد سجل بنجامين بافارد تماماً كما فعل ليليان تورام مع منتخبنا ضد كرواتيا. كما سجل رافاييل فاران تماماً كما فعل لوران بلان ضد منتخب باراغواي.
وبالنظر إلى كل ما ذُكر، لا يمكن مواصلة تسمية ما حدث بالصدفة، فقد أصبح الأمر يبدو كما لو كان قضاء وقدراً، ومن ثم أعتقد أنه أمر حتمي الحدوث.
كيف يبدو شعور اللعب في نهائي كأس العالم؟
عند وجبة الإفطار في يوم المباراة النهائية، ساد الهدوء بيننا جميعاً وكان ثمة هدوء ينم عن ثقة. ولم نشعر بأي ضغوطات؛ لأننا ندرك أن هذا الأمر يعد بمثابة شرف لنا. فضلاً عن ذلك، لم أشعر بأي توتر؛ بل كانت السعادة تغمرني. ولم أكن أريد أن ينتهي ذلك اليوم أو تلك البطولة العالمية.
يصعب وصف تلك المشاعر؛ فعندما ترى الفرحة والفخر في وجوه الملايين من الشعب الفرنسي، تصبح أشبه بمدمن المخدرات، يطلب المزيد من حب الناس. لقد صادف يوم الخميس 12 يوليو/تموز 2018 الذكرى الـ 20 للنهائي الذي خضناه، كان ما فعلناه يُعرض في جميع الشاشات بفرنسا.
كنت أبكي أمام شاشة التلفزيون؛ نظراً إلى أن ما حدث يذكرني بكل تلك المشاعر. لقد كنت فخوراً جداً بما كنت أشاهده. لذلك، يمكنني أن أفهم جيداً مشاعر هؤلاء اللاعبين باعتبار أن ما يعيشونه هو حلم حياتهم. لذلك، قد يغير يوم الأحد 15 يوليو/تموز 2018 حياتهم إلى الأبد.
لقد كان ديدييه ديشان قائد الفريق خلال سنة 1998. ما رأيك به كمدرب؟
إنه مدمنٌ العمل. لقد خُلق هذا الرجل لكرة القدم خاصة، إنه يعيش من أجل هذه الرياضة. علاوة على ذلك، اتخذ ديشان قرارات كبيرة؛ إذ يعتبر وضعه لكل من بافارد ولوكاس هيرنانديز في منطقة الدفاع مفاجأة كبيرة.
يعلم ديدييه جيداً ما الذي يجب فعله للفوز بالمباريات. لقد كان يبحث عن النظام المثالي، وقد وجده.
يعتبر كيليان مبابي أحد نجوم كأس العالم. فإلى أي مدى قد يتحسن أداؤه؟
يمكنه خوض المعركة للظفر بلقب الكرة الذهبية في غضون 3 سنوات. ما يفعله رائع على الرغم من أنه لم يتجاوز سن 19. وقد تعتقد لوهلة أنه لعب في أعلى مستوياته لمدة 10 سنوات، لكن فِّكر في المستوى الذي سيصل إليه بعد هذه الفترة. لا وجود لحدود لهذا اللاعب، إنه لا يخاف من أي شيء، ويذكرني بتييري هنري. لقد كان تييري خلال سنة 1998 في الـ 20 من عمره وسجل 3 أهداف بكأس العالم، تماماً كما فعل مبابي. هناك تشابه كبير جداً بينهما، فكلاهما يافع وموهوب ويتّمتع بسرعة فائقة وكلاهما يتحمل المسؤولية.
قبل انطلاق البطولة، أراد بول بوغبا أن يكون قائداً للفريق، ولكن أعتقد أن قائد الفريق هو مبابي.
ماذا عن بوغبا؟
لقد تحسن خلال البطولة، فالطريقة التي يلعب بها مع نغولو كانتي رائعة. إن هذا النظام يناسبه كثيراً؛ نظراً إلى أنه يمنحه المزيد من الضمانات الدفاعية.
ما رأيك في منتخب كرواتيا؟
تعتبر هذه المباراة بمثابة فرصة للانتقام بعد مرور 20 سنة على هزيمتنا إياهم في الدور نصف النهائي. إن وصول هذا البلد الصغير إلى المباراة النهائية يعد إنجازاً كبيراً. أنا أحب فريقهم، والطريقة التي يلعبون بها، سيما في خط الوسط مع مودريتش وراكيتيتش. كما أنهم ظفروا بخدمات ريبيتش، ومادزوكيتش وبيريسيتش، بالإضافة إلى تمتعهم بدفاع قوي وحارس مرمى جيد جداً.
يعتبر هؤلاء اللاعبون موهوبين للغاية من الناحية الفنية والتكتيكية، ويتمتعون بعقلية رائعة، خاصة أنهم يقاتلون حتى النهاية. كما أنهم يعرفون بعضهم بعضاً بشكل جيد. وهنا، يكمن الفرق بيننا وبينهم؛ نظراً إلى أن لاعبي منتخبنا يافعون. وتجدر الإشارة إلى أن لدينا 6 لاعبين فقط شاركوا في كأس العالم بالبرازيل. لذلك، لن يكون الفوز في المباراة بالأمر الهيّن بالنسبة للمنتخب الفرنسي، فإذا حافظ الفريق على المستوى نفسه، فسنظفر بالفوز. وإذا استطاع كانتي السيطرة على مودريتش، فسيكون لدينا حظوظ أوفر في رفع لقب بطل العالم.
ما هي توقعاتك حول النتيجة النهائية للمباراة؟
أعتقد أن منتخب فرنسا سيفوز بنتيجة 2-1.