يبدو أن انتقال النجم البلجيكي إيدين هازارد إلى نادي ريال مدريد أصبح مسألة وقت لا غير. ففي تصريحات عقب تتويجه بالمركز الثالث رفقة منتخب بلاده في المونديال الروسيّ، قال هازارد: "بعد أن قضيت 6 سنوات جميلة في نادي تشيلسي، قد جاء الوقت لخوض تجربة مختلفة. أعتقد أنني قد حسمت قراري بخصوص البقاء أو الرحيل، لكن الكلمة الأخيرة تبقى للنادي. إن وافقوا على رحيلي، فالجميع يعرف وجهتي المفضلة"، في إشارة إلى نادي ريال مدريد.
وفي حال انتقال إيدين هازارد إلى نادي ريال مدريد، سيجد المدرب الجديد للنادي الملكي جولين لوبيتيغي نفسه أمام معضلة كبرى، فمن المتوقع أن يضطلع النجم البلجيكي بمركز الجناح الأيسر بالقرب من اللاعب كريم بنزيما. ومن المرجح أن الويلزي غاريث بيل سينفرد بمركز الجناح الأيمن، ليكتمل بذلك قوام الثلاثي الجديد للخط الأمامي لنادي ريال مدريد، وهو ما سيسهم في دفع المحبوبين من قبل الجماهير؛ ماركو أسينسيو وإيسكو، خارج التشكيلة الأساسية للنادي الملكي.
فبعد انتهاء عطلته الصيفية، سيكون كريم بنزيما جاهزاً لقيادة هجوم ريال مدريد للسنة العاشرة على التوالي. ومع خروج النجم كريستيانو رونالدو، سيُمنح الويلزي بيل فرصة أكبر في الملعب ليكون قادراً على تعويض الفراغ الذي سيخلفه رحيل الهداف التاريخي لريال مدريد.
ويعني ذلك أن هازارد سيلعب في موقعه المفضل بالملعب، على الطرف الأيسر، ليعزز من خطورة الهجوم الملكي.
ومع اتضاح هوية ثلاثي المقدمة، يبدو أنه سيتوجب على إيسكو وأسينسيو القتال من أجل الظفر بمكان في تشكيلة المدرب لوبيتيغي، أو إيجاد موطئ قدم في خط الوسط عوضاً عن ذلك.
وسيؤدي هذا الأمر إلى خلق مشكلة جديدة للبديلين الإسبانيَّين، حيث سيتوجب عليهما منافسة النجمين لوكا مودريتش وتوني كروس، اللذين لعبا دوراً محورياً في انتصارات ريال مدريد وهيمنته على بطولة دوري أبطال أوروبا خلال السنوات الماضية.
لا يزال هازارد خياراً جدياً في مكاتب البرنابيو، حيث أسهم أداؤه بكأس العالم في تعميق حبه لدى أغلب مشجعي النادي الملكي. وسيمثل التعاقد مع النجم البلجيكي بديلاً جيداً وأفضل تعويض ممكن في حال فشل صفقة انتقال نيمار هذا الصيف.
وعن عدم قدرته على اعتلاء منصات الجوائز الفردية على غرار كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي، صرح قائد المنتخب البلجيكي بأنه "لطالما أخبرني والدي بأنني لست أنانياً، وربما كان كلامه صحيحاً. أعتقد أنه في حال أردتَ الفوز بلقب فردي مثل الكرة الذهبية أو الحذاء الذهبي، يتعين عليك أن تكون أنانياً بعض الشيء، وأنا لست كذلك".
وفي حوار أجراه هازارد مع مراسل مجموعة قنوات beIN SPORTS قبل مباريات ربع نهائي كأس العالم، أفاد هازارد بأن اللعب بقميص ريال مدريد حلم كل لاعب كرة قدم، وأن طموحه هذا لن يتأثر برحيل زيدان أو بقائه.
ويبدو أن ريال مدريد معجب بسلوك هازارد، حيث يسمح للاعبين الآخرين بالظفر بالاهتمام الإعلامي في حين لا يمانع في البقاء بالكواليس، وهو ما سيساعده على التأقلم في صلب تشكيلة ريال مدريد، خاصة مع وجود أسينسيو وإيسكو اللذين يحرصان على ألا يدعا أي لاعب جديد يقف في طريقهما.
وفيما يتعلق بتجرده من الأنانية في الملعب، قال هازارد: "لقد حاول المدربون تغيير طباعي؛ بل إنني حاولت القيام بذلك، لكنني لم أتمكن من التحول إلى شخص أناني".
وتجدر الإشارة إلى أن النجم البلجيكي كان قاب قوسين أو أدنى من الانضمام إلى صفوف ريال مدريد عام 2017، حيث أفادت بعض التقارير بأن اللاعب شُوهد بالقرب من مقر فالديبيباس المخصص لتدريبات ريال مدريد، لكن الصفقة لم تتم.
وخلال موسم الانتقالات الماضي، مثَّل كيليان مبابي أولوية بالنسبة لمسؤولي البرنابيو، وهو ما أسهم في تراجع اهتمام إدارة النادي الملكي بهازارد.
في الأثناء، ارتبط اسم ريال مدريد بالتعاقد مع نيمار عقب تقديم النادي الإسباني موسماً كارثياً على المستوى المحلي وعدم تمكنه من الدفاع عن لقب الدوري الإسباني.
ويدرك الجهاز الإداري لريال مدريد أن التعاقد مع نيمار سيصبح أسهل بكثير مع حلول عام 2019، حيث سيكون اللاعب قادراً آنذاك على تفعيل الشرط الجزائي في عقده، والذي يقضي بإمكانية رحيله في حال دفع أي فريق مبلغ 222 مليون يورو الذي دفعته إدارة باريس سان جيرمان لقاء استقدامه إلى ملعب الأمراء الصيف الماضي.
وتعزز الظروف الحالية من فرص التعاقد مع هازارد وجعله أولوية قصوى بالنسبة لإدارة ريال مدريد، والأمر سيان بالنسبة لمشجعي النادي، الذين يرحبون بقدوم هازارد. وعقب استطلاع رأي أجرته بعض الصحف الإسبانية، حل هازارد بالمركز الثاني في قائمة اللاعبين المفضلين لتعويض رحيل كريستيانو رونالدو، حيث يمثل مبابي الخيار الأول لدى الجماهير، في حين حل نيمار ثالثاً.
على الخط نفسه، أصبح نادي برشلونة ملماً برغبة ريال مدريد في جلب هازارد للبرنابيو؛ وهو ما دفعهم لتعطيل المفاوضات بين الغريم التقليدي ونادي تشيلسي من خلال إظهار اهتمامهم بالتعاقد مع اللاعب. ويمكن تفسير اهتمام النادي الكتالوني بهازارد بحقيقة كونه ملائماً لخططهم، خاصة مع فشل صفقة جلب أنطوان غريزمان إلى الكامب نو.
ومن المؤكد أن توماس فيرمايلين، مدافع برشلونة الحالي، يعرف قدرات زميله في المنتخب البلجيكي بشكل جيد. ويمكن تبين ذلك من خلال إجابته عن سؤال أحد الصحفيين في وقت سابق من هذا الموسم، حول نقاط الشبه بين هازارد وليونيل ميسي، حيث قال فيرمايلين: "أعتقد أن هناك شبهاً بين اللاعبَين".
وتابع المدافع البلجيكي قائلاً: "من الصعب مقارنة أي لاعب بليونيل ميسي، لكن كليهما يمتلك قدرة كبرى على المراوغة، مما يسمح لهما بالدوران والانعطاف بشكل سريع. يمتلك كل من هازارد وميسي عنصر المفاجأة مما يجعل توقُّع تحركاتهما أمراً بالغ الصعوبة، فضلاً عن قدرتهما على الركض بسرعة كبيرة. وعلى الرغم من أن هازارد ليس بمستوى ميسي، فإنه لاعب من الطراز العالمي".
ويبدو أن مستقبل النجم البلجيكي سيكون مثار جدل كبير بعد انتهاء المباراة النهائية لكأس العالم 2018.