بعد أن استلقوا على أرضية الملعب وانهمرت دموعهم، صار من الصعب تصّور وجود مواطن كرواتي يشعر بالحزن جراء فوز منتخب بلاده على إنكلترا في نصف نهائي كأس العالم 2018.
لكن هناك شخص كان أكثر حزناً بالفعل؛ إنه اللاعب الكرواتي نيكولا كالينيتش!
رفض تلبية نداء اللعب
كان من المفترض أن يمثل كالينيتش الذي يلعب مهاجماً في ميلان الإيطالي، دعماً للمهاجم ماريو ماندزوكيتش في تشكيلة مدرب المنتخب الكرواتي زلاتكو داليتش، حسب صحيفة The Independent البريطانية، لكن بالنظر إلى رفضه تلبية الدعوة للمشاركة كبديل في الدقائق الأخيرة من المباراة التي شهدت فوز كرواتيا على نيجيريا 2-0 في دور المجموعات، قررت إدارة المنتخب البلقاني إعادته إلى كرواتيا والاكتفاء بمهاجم واحد.
كالينيتش الذي يبلغ من العمر 30 عاماً، قال إنه يعاني إصابة في الظهر؛ لذا لن يتمكن من اللعب، لكن المدير الفني والفريق الطبي للمنتخب لم يصدقوا روايته؛ لذا تم استبعاد المهاجم المخضرم من البطولة وعاد إلى كرواتيا.
قال داليتش حينها، "في أثناء مواجهة نيجيريا، قام كالينيتش بعملية الإحماء، وقد كان من المفترض أن يشارك في الشوط الثاني من المباراة. رغم ذلك، ادّعى أنه ليس جاهزاً للمشاركة بسبب مشكلة ظهره، وهذا الأمر حدث سابقاً في مباراة البرازيل الودّية التي أقيمت بإنكلترا، وكذلك قبل الجلسة التدريبية يوم الأحد. تقبّلت هذا الأمر بهدوء، وبما أنني بحاجة إلى أن يكون لاعبو الفريق في حالة بدنية جيدة ومستعدون للمشاركة، اتخذت هذا القرار".
وفاز منتخب بلاده من دونه
استطاع منتخب كرواتيا رغم الصعوبات التي واجهته من النقص العددي واللعب ساعتين إضافيتين في المرحلة الإقصائية، أن يهزم إنكلترا 2-1 في الأشواط الإضافية ليصل إلى نهائي كأس العالم.
وكما هو متوقع، شاهد كالينيتش المباريات من منزله، لكنك ستكون محقاً عندما تظن أن هذا اللاعب أدار ظهره أمام أصغر دولة تصل لنهائي كأس العالم منذ وصول منتخب أوروغواي إلى نهائي العام 1950، حين كانت كرة القدم تشبه بالكاد ما تبدو عليه اللعبة الآن.